السوريون فريسة البرد والوحل والبؤس....من المسؤول؟؟

في كل شتاء ومنذ نزح السوريون من مدنهم وقراهم نحو المجهول ومخيمات المهانة، تتكرر الصور والتي تدمي القلب وتفجر مشاعر الحزن والبؤس الإحباط!! نساء ورجال، أطفال وشيوخ، رضع ومرضى يرتجفون من برد يوجعهم حتى المرض حينا وحتى الموت في أحيان آخر. وتهطل أمطار غزيرة وتهب رياح عاصفة فتعبث بالخيم وتقتلعها وتحول الساحات والمساحات إلى وحل وطين وبؤس مكين، تزيد من الآم من لم يعرفوا ومنذ سنوات سوى الألم والمعاناة والشقاء والجوع والضنك. وتتكرر المناشدات من أطفال أبرياء ونساء مقهورات، تنادي مجتمعا دوليا لا قلب له فيرق ولا أذن له فيسمع، وتستغيث بمسلمين وعرب، ممن ينفق بعضهم أموالا طائلة على احتفالات بهزائم وخزي وعار، أو مهرجانات الرقص والخلاعة والغناء أو على إشادة معابد هندوسية أو أوثان بوذية!!

هل يعجز العالم والمجتمع الدولي والذي ينفق أموالا طائلة على برامج التسلح والصواريخ العابرة للقارات من أن يدفع بضع ملايين تخفف بؤس السوريين وتقطع الطريق على الأفكار الداعشية والمتطرفة (إذا سلمنا بالرواية الدولية والتي أشكك فيها) من أن تسكن قلوب غارقة بالحزن أو أن تهيمن على عقول محاصرة ومطوقة ومحرومة من العلم والتعلم؟؟ أم أن ما يجري للسوريين وما يقع عليهم من بؤس وحرمان ومعاناة هو أمر مبرمج وهو جزء من مقدمات الحل السياسي المطلوب والذي يجعل من القبول بالطغاة السفاحين ممن يكونون دمى في يد الغرب وتل أبيب، واقع أقل مرارة من الموت بردا وجوعا ومرضا.

أم أن ما يحدث للعرب السنة في سوريا هو جزء من عقوبات جماعية ضد العرب والسنة –والذي يشكلون العمود الفقري للمنطقة- والذين توالت عليهم الضربات من أدوات إيرانية وطائفية ومن داعش (الاداة الاستخبارات الإقليمية والدولية) وبعد ذلك ممن زعم محاربة داعش باستكمال ما فعلته بتدمير حواضر ومدن وقرى سنية وتهجير أهلها وتدمير حاضرهم ومستقبلهم تحت مسميات محاربة إرهاب هم صانعوه، لإعادة رسم خريطة المنطقة تمهيدا لظهور إسرائيل كبرى وعظمى تحكم المنطقة وتتسيدها؟

وأين هي الدول الصديقة للثورة السورية والتي قدمت مئات الملايين بتسليح بدا عشوائيا لدعم فصائل متعددة ورآه البعض أنه كان مبرمجا لتدمير سوريا وإعادة رسم خريطة المنطقة؟ واين هي الدول الصديقة والتي صنع دعمها الإعلامي والسياسي والمالي مؤسسات معارضة "مفخخة" وحولت مجاهيل إلى رموز للثورة يتصدرون المشهد وهم أقرب في تصرفاتهم وأخلاقياتهم وسلوكياتهم إلى رجال نظام الأسد بل ولشبيحته؟ هل يعجز تلك الدول موقفا إنسانيا كريما يسجل لها في التاريخ فتعلن إغاثة حقيقية لا إعلامية ولا أستعراضية للضحايا في المخيمات، فتتعهد أن لا يموت سوريا من البرد وأن لا يغتال من تبقى من أطفال سوريا بالجهل وبحرمانهم من التعليم فتؤسس لهم المدارس والمعاهد؟؟ أم أن إغاثة أطفال سوريا خطا دوليا أحمرا يصنف تحت خانة دعم وتمويل الإرهاب؟؟!!

أين هي أجهزة المعارضة ومؤسساتها والتي تحولت إلى تهريج سياسي قميء وإلى أدوات بيد دول وأجهزتها وشغل كثير من أفرادها الطموح السياسي الشخصي والسعي للمكاسب المادية الشخصية عن قضايا سوريا وشعبها، خصوصا النازح والمسحوق؟؟ إن مكان المعارضة التي تمثل الشعب وتحيا قضيته –خصوصا في الأحوال الاستثنائية- المخيمات لا الفنادق ولا دور الضيافة ولا الفيلات الفاخرة. إن المعارض والذي يتلقى رواتب على عمله "الثوري" الآف الدولارات أو اليوريات فيما من شعبه من يرتجف حتى الموت بردا، هو شبيح وضيع ومرتزق منحط!!

أما نحن سوريون وعرب ومسلمون فينبغي أن يكون لنا دورا فاعلا، فعلى كل عائلة في المهجر والمغترب ممن يتجاوز دخلها حاجاتها الأساسية التكفل بعائلة من الأقرباء من المنكوبين ومن الأرامل واليتامى، وأن لا نكتفي بدفع زكاة أموالنا فقط، فالأمور في غاية الصعوبة والأيام دول وقد نكون في حين من الزمان في موقف صعب أو محنة أليمة. لا يليق بالسوريين "البشر" أن يقيموا حفلات زفاف باذخة أو أعياد ميلاد أو أن يعيشوا حياة مترفة ولهم أهل وأقرباء ممن يحتاجون مبالغ أقل بكثير من تلك التي تنفق في تلك الحفلات، لدفع برد قاتل أو جوع هالك أو لشراء دواء حاجته ماسة أو لإستكمال طالب في مراحلة الأخيرة دراسته الجامعية.

إن معاناة الأطفال والشيوخ السوريين لن تؤذيهم وحدهم، إنه مرض وعارض لأ يلبث إلا أن ينتشر، وحريق لن يطول به الزمان حتى يمتد لهيبه لعالمنا العربي والإسلامي....فقد استهدفوا لعروبتهم وإسلامهم ولإنهم سنة..... أما العدل الالهي والجزاء الرباني فهو أمر لا يعلمه الإ الله وهو سبحانه له الأمر من قبل ومن بعد وما ندري ولا نعلم ولا نستطيع أن نجزم بأن كورونا هي عقوبة ربانية على عالم أدمن الظلم والقهر والتجبر والتكبر!!

وسوم: العدد 913