بمناسبة ذكرى استشهاد البنا (12 فبراير 1949)!

أحمد عبد العزيز، المستشار السياسي السابق للرئيس مرسي رحمه الله ...

أرجو وآمل أن يُسقط أبناء البنا، من قاموسهم هاتين المقولتين :

"المتساقطون على الطريق" و "الدعوة تنفي خبثها" .. فربما كان (السائر في الطريق)، والذي (لم تنفه الدعوة)، أشد خطراً على الدعوة، ممن (سقط على الطريق) و (نفته الدعوة) والعكس صحيح، والأمثلة أكثر من أن تُحصى !

فهذا الشيخ العَلَم محمد الغزالي، واحدٌ ممن تنطبق عليهم هاتان المقولتان البائستان؛ حيث تم فصله من (الدعوة) بعد تحقيق أيام الأزمة التي واكبت استلام المستشار حسن الهضيبي، قيادة #الإخوان_المسلمين، خلفاً للأستاذ المؤسس .. فهل كان الغزالي (خَبَثاً)، وهو الذي ظل طوال عمره يعلّم الناس الطهر والإخبات والغيرة على الإسلام ؟! بل وتدارس الإخوان أنفسهم كتبه بعد ذلك ؟!

وهذا الأستاذ صالح عشماوي الذي لا يعرفه إخوان اليوم، ذلك الرجل الذي (نَفَته الدعوة) مع الغزالي، وظل يُصدر مجلة "الدعوة" التي كان يملك ترخيصها (في 4 صفحات فقط) أثناء محنة الإخوان، أيام عبد الناصر حتى لا يسقط الترخيص، إلى أن خرجوا من السجون، في عهد السادات، فكانت "مجلة عشماوي" هي "لسان حال الإخوان المسلمين" !

وهذا الفقيه الحاذق الشيخ يوسف القرضاوي الذي صار مدرسة في الفقه، ينهل من علمه كل مسلم، ليس له أي ارتباط تنظيمي بالإخوان المسلمين منذ عقود ! ورغم ذلك، فهو أنفع للإخوان المسلمين وللإسلام وللبشرية، أكثر من أي أخ لا يزال (على الطريق) ولم (تنفه الدعوة) !

أيها الإخوان .. عودوا إلى رسائل البنا، فلغتها فصيحة بسيطة لا تحتاج إلى تفسير، إلا لمن في قلبه مرض ! واعلموا أنها تُلزِم القيادة كما تُلزِم الفرد؛ فالثقة مثلاً يجب أن تكون متبادلة بين (القيادة والفرد)، وليس من الفرد تجاه القيادة وحسب، لدرجة أنه لا يستطيع المطالبة بمحاسبة من يخطئ من القادة ! فإذا أقدم الفرد على خطوة كهذه، صار أخاً (لديه مشاكل) يجب التحذير منه وتهميشه، فإذا فارق التنظيم (وليس الدعوة)، صار (متساقطاً على الطريق)، و (خبثاً نفته الدعوة) !

اتقوا الله في أنفسكم، وفي دعوتكم وفي أمتكم، وفي البشرية كلها، فأنتم منوط بكم إعادتها إلى الصراط المستقيم، فكونوا عليه قبل غيركم !

واعلموا أنّ الإسلام ليس الإخوان، والإخوان ليسوا الإسلام، فالإخوان المسلمون نفرٌ من المسلمين، منَّ الله عليهم بفهم (ناضج) للإسلام في عصر الانحطاط، يسعون به إلى إعادة لحمة الأمة، ورتق فتقها الذي اتسع على أي راقعٍ منفرد ! فتواضعوا ولا تتعالوا على مَن سواكم، بنعمة لم تكونوا بالغيها، إلا بفضل الله وحده.

وسوم: العدد 917