رأي الجادّين الثوريين حول موقف مجلس تحالف قوى الثورة وحركة"حصن" من الأحداث الاخيرة في فلسطين

يكثر اللغط والجدال احيانا بين مواقف من اشخاص أقلّية محسوبة على المعارضة وأخرى ثورية حول الموقف العام من أحداث انتفاضة الشعب الفلسطيني  وتبيان التناقض الظاهري من اطراف فلسطينية وعلاقتها بالثورة السورية وعلى الأخص حركة حماس والتصعيد على الساحة الفلسطينية ؛ ونبيّن وجهة نظرنا في مايلي وهي وجهة نظر نرى أنها أقرب إلى الحق والحقيقة والصواب والثورية لشعبنا المناضل ولأغلبية مجلس تحالفنا وقد بلغ عدد أعضائه حوالي مائة واربعون عضوا فاعلاً بخلاف الإئتلاف اللاوطني الذي انحسر أعضاؤه إلى ستين شخصا يتحكم بهم قلّة ممن باعوا ضمائرهم الى ديمستورا وبوتين وبيدرسون الذين انحرفوا حتّى عن قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن ٢٢٥٤/٢٠١٥ وذلك في الملف السياسي السوري الذي ترعاه الأمم المتحدة بشكل ما يسمى ( فض العتب ) .

إننا ( مجلس تحالف قوى الثورة السورية ) ولا نزال في بداية تأسيسنا ونحن لم ننتخب بعد قيادتنا والتي نأمل أن ترى النور خلال شهر إن شاء الله وعندها ستكشف قيادتنا الجديدة  عن باطن  الإئتلاف وتراجع الثورة في عهده إلى الوراء. وهذا يثبت عدم تمثيله للشعب السوري بل إنّ مجلسنا بالتحالف والتوحد مع القوى الوطنية الثورية الأخرى سوف تعلن تمثيلها التام للثورة السورية والشعب والحراك الثوري السوري قريباً بمشيئة الله .

أمّا في ما يخص الأحداث المعاصرة  للقضية الفلسطينية حيث لا يمكن لشعبنا أن ينفصم عنها فإننا نعلن موقفنا بعد تحليل الامور والملابسات كما يلي : 

أولاً : نحن نعتبر أن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى هو وقف اسلامي يخص الأمة الإسلامية جميعا وليس ملكاً لحركة فتح أو حركة حماس ولا الجامعة العربية المهترئة .

ثانيا : في 13 رمضان 15هـ الموافق 18 أكتوبر/تشرين الأول 636م، وصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلسطين، وتسلم مفاتيح مدينة القدس، وقام بتأمين المسيحيين على أرواحهم وشعائرهم الدينية .

قال ابن خلدون – رحمه الله - : " ودخل عمر بن الخطاب بيت المقدس ، وجاء كنيسة القيامه ! فجلس في صحنها ، وحان وقت الصلاة فقال للبترك : أريد الصلاة ، فقال له : صلِّ موضعك ، فامتنع وصلَّى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفرداً ، فلما قضى صلاته قال للبترك : لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي وقالوا هنا صلَّى عمر ، وكتب لهم أن لا يجمع على الدرجة للصلاة ولا يؤذن عليها " انتهى من " تاريخ ابن خلدون " ( 2 / 225 )

ثالثاً  : في الحالات الوطنية لا نبني موقفنا من حركة تحرر الشعوب بناءً على تصرفات الحكام والقادة ؛ وحماس تعتبر بصورة خاصة كمن يتقلد مقاليد الحكم في قطاع غزّة ولو كانت محاصرة منذ حوالي عشرين عاما ، ومع ذلك فإن اغلبية افراد حركة حماس وبعض من قادتها الا الشواذ النفعيين منهم فهم مع الثورة السورية وقد ارتقى الآلاف منهم شهداء في مخيّم اليرموك والعديد من الارض السورية دفاعا عن الثورة السورية .

رابعاً  : إن إيران الصفوية وحزب اللات الرافضي لم يحركا ساكنا ولم يطلقا صلية واحدة تعاطفا مع غزة "السنيّة " بينما اجتاحت ميليشيات ايران الشيعية القادمة من كل حدب وصوب وحزب اللَّات اللبناني سوريا دعماً للطاغية النصيري ونظامه الديكتاتوري وارتكب الحرس الثوري الإيراني بقيادة الهالك قاسم سليماني المجازر الوحشية المريعة بحق السكان المدنيين السوريين ( اهل السنّة والجماعة ) وتم إجلاء شعبنا عن أراضيهم ومواطن سكناهم بالملايين ولا تزال هذه الميليشيات تتغوّل بالكثير الكثير مع نظام الأسد الطائفي والحوثيين الروافض وهنا تكشفت الحقيقة عن موقف إيران من القضية الفلسطينية برمتها ( أنّ ما كان لله فهو المتصل وما كان لغيره فهو المنفصل )، فهو رياءً ونفاق لا يمت بصلة الى الدعم سوى لتمزيق أهلٌ السنّة .

خامساً  : أخطأ بعض قادة حماس عندما ( شخروا كثيرا ) يوم نفق قاسم سليماني صاحب المجازر  الوحشية في سوريا لأنهم يعتقدون أنهم قبضوا ثمنها مسبقا وهذا لا يبرر لهم ذلك إطلاقا وإنْ كنّا نحمّل المسؤولية على الدول العربية " السنيّة " التي قاطعت غزة واهل غزّة الصامدين بعد أن باتوا على الطوى والجوع والحرمان محاصرين عشرين عاما ومع كل ما حدث فإن قيادة حماس العسكرية لم ترهن قرارها التحرري بيد إيران ، ولم يعلن رئيس أركانها العسكري محمد الضيف عن أية إشارة إلى انحراف باتجاه دولة إيران المجوسية وملاليهم الخارجين عن الملّة .

وأخيرا نعلن وبكل قوة أنّ واجبنا الوطني والشرعي والثوري أن نقف صفّاً واحدا مع أخوتنا من الشعب الفلسطيني سواء في غزّة المحاصرة أو في الضفة الغربية وحيّ الشيخ جراح وهبّة باب العمود الذين اظهروا بسالة وبطولة وصمودا منقطع النظير  ولا يعنينا موقف محمود عباس العاري أصلاً من جميع القيم وخنوعه للمجرم بشّار البهرزي  ، ولا بد ان نشير الى جرأة وجسارة اخواننا عرب ١٩٤٨ في الخط الأخضر الذين التحموا بكل قوة وشجاعة في شفاعمر وأمّ الفحم واللد مع اخوانهم المتواجدين على الارض الفلسطينية ضد الشرطة الاسرائيلية واعتقال نائب رئيس الحركة الشيخ كمال الخطيب وسبق اعتقال رئيسها الشيخ رائد صلاح وتم صدور حكم بحقه  لمدة سبعة عشر شهرا ونحن هنا كثورة سورية نستذكر موقف مفتي القدس سماحة الشيخ عكرمة صبري وتصريحه العلني بالوقوف مع الشعب السوري وثورته المجيدة قلباً وقالباً ومقولة المناضل المجاهد الشيخ رائد صلاح وكلمته المأثورة ( أن تحرير القدس يأتي عبر تحرير دمشق ) ونقول أخيرا ان ملاك الأمر كلّه هو المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين حيث الدفاع عنه هو حق شرعي لجميع مسلمي العالم  .وصدق الله العظيم ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)الإسراء  .والى شهداء فلسطين نزفّ لهم بشارة ربهم ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (9-10)يونس.

اللجنة التأسيسية لمجلس تحالف قوى الثورة السورية .رئيس حركة " حصن "/ المهندس غسّان النجّار

وسوم: العدد 929