من هم السكان الأصليون في وطننا سورية .. وفي الشام الكبير ؟؟

يصادف غدا 9/ 8 .. اليوم العالمي للسكان الأصليين !!

فمن هم السكان الأصليون في وطننا سورية .. وفي الشام الكبير ؟؟

وفي الديموغرافيا السورية القائمة، اندمجت الأعراق والثقافات والعقائد، فكان هذا السواد العام العربي في ثقافته، المسلم في عقيدته، اندمج كل ذلك اندماجا تم بغير إكراه، ولا إلجاء ، وإنما جاء متجاوبا مع حركة التاريخ في لولبيتها الصاعدة في النمو والارتقاء ..

وإن المؤامرة الدولية المتواطئة التي تحاول اليوم بكل السبل الإكراهية والعنفية، مستعينة بآلة الحرب الروسية والأمريكية والأذرع الإيرانية والانعزالية والأسدية لتطهير سورية من سكانها " الأصليين " الحقيقيين، كل هذا يشكل خرقا عمليا لإعلانات الأمم المتحدة، ولثقافات التواد والتعايش والتفاهم والتناغم ..!!

كل كتب التاريخ البشري والتاريخ الحضاري تشهد أن الوجود الروماني في سورية كان وجود سيطرة واستعمار ,,يوم طوقت روما بعسكرها دول البحر المتوسط بسوار ، ولسنا بصدد تقويم تلك الفترة من التاريخ ، ولكن هرقل لا يستطيع أن يدعي أننا يوم أخرجناه من أرضنا أخرجناه من وطنه الأصلي ..,

كل كتب التاريخ البشر والحضاري تشهد أن أصول شعوب شرق المتوسط في جملتها يعود إلى جزيرة العرب من حيث جاء الفينيقيون والكنعانيون والآراميون والعموريون ..

الحقيقة التاريخية المطلقة والحاسمة تشهد أن عمر المسيحية في سورية والعالم أسبق من عمر الإسلام فقط بسبعة قرون ، الإسلام والمسيحية في سورية دين ، والدين ثقافة، ولا يستطيع شقيق أسبق أن يغمط حق الشقيق الذي يليه ، سبق زمني بسبعة قرون فقط، وما أقصره من فارق بين أخوين، لا يسمح لسابق أن يستطيل أو يدعي على لاحق ..والحق الذي نقول: لا ينكر سابق حق لا حق بادعاء السبق، ولا ينكر لاحق حق سابق بادعاء الكثرة أو الفضل. نحن السواد العام خاطبنا كل صاحب دين مختلف من قبل ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )

بكل الموضوعوية والثقة نقول في البوتقة السورية المتمثلة في السواد السكاني السوري، الذي يتآمر عليه لافروف وبلينكن وخمنئي وبشار الأسد وسواهم .. انصهر الأقوام وتلاقحت الحضارات وكان هذا المزيج الرائع الذي ما زلنا نمثله بكل مقلماته وسردياته ..نحن " الصاية البلورية " و " الصاية الباذنجانية" ومن لم يعجبه قلم من لحمة أو سداة فليشرب البحر ..

ون المؤامرة على المسلمين العرب السنة في سورية اليوم هي مؤامرة قبيحة على كل السوريين ، ومدمرة لكل السوريين ، وهي بتعريف الأمم المتحدة اليوم المؤمراة في سورية على السكان الأصليين ..!!

مؤامرة على الإسلام والمسيحية معا، مؤامرة على كل الحضارات وةالثقافات التي مرت من منها والتي تجذرت هنا ..

نحن العرب ونحن الآراميون والآشوريون والسريان والعموريون والفينيقيون والكنعانيون. ونحن العرب ونحن الكرد والتركمان والشركس وكل من وفد فاندمج ..

"نحن" بدلالتها الجامعة هذه سكان الأرض وأصحابها الشرعيون، والهوامش الباقية فينا ،على رحب وسعة منا، دليل على صدق دعوانا ..

والمندمجون فينا من كل هؤلاء أكثر من كل الهوامش التي باسمها اليوم يقتلوننا ويخططون لاستئصالنا ...يشهد لذلك أسماء مدننا وبلداتنا وقرانا وحدثتكم من قبل عن ثرى " عفرين " الحزين ..

نحن سكان سورية الأصليون ..لا ندّعي، ولا ننفي، ولا نعرف الاستكبار العنصري، ونظل نتشارك " خبز البنين " مع كل البشر، لم نؤمن يوما كما يدعون أن في بني البشر بنين، وكلابا ..!!

برئ سيدنا المسيح من قولهم للمرأة الكنعانية " لا يحسن أن نلقي خبز البنين للكلاب " ليبقى خبزنا، رغيفنا وناننا ، مبسوط ومبذولا لكل الجائعين..

 نحن أبناء الأرض الأصليين يعذب ربنا امرأة بالنار في هرة حبستها، ويغفر ربُنا لمومس إثمها في كلب من عطش تسقيه ..

هؤلاء نحن أصحاب الأرض المباركة الأصليين وبأخلاقنا هذه سوف ننتصر على كل أصحاب ثقافات الكراهية والحقد من جميع الشانئين ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 941