التحولات التي طرأت على مشروع تدمير المنطقة العربية للوصول للتغيرات الديموغرافية

اعزائي القراء ..

من كان يعتقد ان مشروع الصهاينة المدعوم من الغرب والفرس  بهدف انتزاعنا من ارضنا قد توقف فهو مخطيء، صحيح ان هذا المشروع يتعرض لتغيرات تتناسب مع التحولات الاجتماعية والسياسية على مدار السنين، ولكنه لايتوقف .فالدراسات السابقة لهيئات متخصصة  والمؤلفة من اتحاد  الماسونية والصهيونية ومخابرات الامم الكبرى كانت تعتمد على اغرائنا بحضارتهم  من اجل حرفنا عن الدين والقيم وتفتيت منطقتنا ، ولكن الانبهار بهذه الحضارة  لم يكن له التاثير القوي على الاجيال التي تعيش في هذه البلاد ، فالجيل الثاني ومابعده  من المقيمين في اوروبا وامريكا  لم يتغيروا كثيرا عن سلوك ابائهم المحافظ وبقوا متمسكين بعقيدتهم  وعروبتهم وثقافتهم والامثلة كثيرة ، حتى ان الاتراك الذين فتحت المانيا لهم ابوابها منذ القرن الماضي لدمجهم بالمجتمع الالماني هم اليوم مع ابنائهم واحفادهم اشد  تمسكاً بدينهم وحضارتهم . 

اذن الدراسات السابقة لم  تكن  كافية للوصول للهدف النهائي بدمج الجيل الثاني ومن تلاه  لان  يصبحوا جزءاً من الحضارة الغربية ليسهل التحكم بهم و بأوطانهم  للوصول الى السيطرة التامة على الارض والامة  في قادم الايام  .

اذكر عندما ذهبت في ستينات القرن الماضي الى ايطاليا لدراسة الهندسة كان معظم السوريين والعرب عموماً  في اوروبا يدرسون الطب والهندسة والصيدلة ، وعلى حساب اهلهم .ولكن فوجئنا ان الافارقة الذين صادفناهم معنا ، جميعهم كان يدرس على حساب الفاتيكان دراسات لها علاقة بالسياسة والاديان والتركيز على المسيحية رغم حاجة دولهم  للاختصاصات العلمية  ، سألنا عن ذلك ، قال احد الصرحاء  منهم : بعد ان نعود الى اوطاننا سيهيء لنا الفاتيكان  مراكز  هامة في الدولة لنتبوأ  بعدها مراكز عليا لقيادة بلدنا .

اذن لكل عرق وحضارة  له  تخطيط يناسبه ، وعندما يفشل التخطيط يعيدون الدراسة لاستنباط تعديلات بما يتناسب مع الزمن والتغيرات الحاصلة خلاله.

اعود الى البداية .

فمخطط التحالف لتدمير شعوبنا لم ينجح  كما كانوا يتوقعونه رغم الاختراقات ، حيث ان الاجيال الثانية ومابعدها  في بلاد الغرب حافظت اجمالاً  على معتقداتها وقيمها وتاريخها بشكل عام . 

وبناءًا  على ذلك طرأ على المخطط الاول للتحالف   تعديلات  هامة وتركزت على مايلي :

طالما انه لايمكن  تغيير معتقد المسلم او ابعاده عن دينه وتاريخه وعروبته ، 

 وطالما يصعب اقناعه بتغيير دينه ، 

وطالما ان هناك من حلفائنا عبر التاريخ وهم والصفويون يظهرون الدين الاسلامي ، فقد يكون اقناع الكثير من شعوب المنطقة العربية  بانتسابهم لهذا المعتقد  والتحكم بهم اكثر سهولة وقبولا، عندها  يمكن غزو الامة العربية دينيا  وثقافياً وديموغرافيا' عن طريق دين ملالي ايران ومن يدعمونهم

منذ ان نصبوا على سوريا حاكما ً من الاقلية على مقربة  من دين الصفويين   هو عميلهم حافظ اسد ،ثم اردفوا  حكمه بانقلاب الخميني ثم اتبعوه بالقضاء على حكومة الرئيس صدام حسين بالعراق وتقوية جناح الشيعة في لبنان واليمن . دخل مشروع  التعديل بتشييع المنطقة  لبلادنا  مرحلة التنفيذ الفعلي ، هذا المشروع الذي دعم مؤخراً بالغزو العسكري والثقافي والديني  وعلى المكشوف ، بينما  عيون الغرب مغمضة تماماً عن كل هذه الجرائم التي تحصل في هذه البلاد كونهم احد اركان المخططين له .

نحن اليوم في هذه المرحلة ، ويبقى سؤال هام :

هل لدينا قدرة على ايقاف هذا الزحف المكشوف على امتنا المدعوم  من التآمر الدولي؟

الجواب : نعم كما فشلت مشاريع سابقة وهذا يعتمد على الوعي وفضح هذا المخطط التآمري في كل الوسائل الممكنة حتى على المنابر  وفي المدارس ، وتعزيز ثقافة الابناء ووحدة كلمتنا ومقابلة الكلمة المزورة بالكلمة الصادقة ، والسلاح بالسلاح،  والسياسة الملتوية بالسياسة الصريحة الواضحة  وجعل ذلك من اولوياتنا كطعامنا و شرابنا ،وعلى جميع العرب ان يعرفوا ان دعم الثورة السورية  هي من اولويات مكافحة مشروع المؤامرة على الامة  العربية والاسلامية .  فقد يهيء لنا الله بعدها نصرا ً مؤزرا على اعدائنا .

وسوم: العدد 944