الحرية للخمسة المخطوفين في السفارة

سكان سورية ،غير المتجانسين، من نازحين ولاجئين يحتاجون إلى رعاية مدنية قنصلية أيضا ..

هل سيلقى نبأ اختفاء خمسة مواطنين سوريين دخلوا سفارة بلدهم لقضاء بعض المصالح " المدنية " في لبنان؛ ما لقي نبأ اختفاء المرحوم " جمال خاشقجي " في سفارة بلده؟؟؟

خمسة مواطنين سوريين دخلوا سفارة بلدهم في لبنان، لقضاء بعض المصالح القنصلية، فغابوا أو غيبوا أو اختطفوا أو قتلوا، كما حصل مع الأول تماما؛ فهل سيلقى خبر اختفائهم من التداول والتعليق والتحليل والتكرار ما لقيه نبأ اختفاء " جمال خاشقجي" من الإعلام العربي والعالمي، والتصريحات والتعقيبات والتعليقات والمواقف الدولية؟؟؟!!! سؤال إنساني وليس سياسيا ..!! تقول العامة في بلدنا : " من يوم يومك يا زبيبة "!!

 إذا شئتم الحقيقة ، فهذا ما يسمى، تسييس القضايا الإنسانية ، وتجريدها من بعدها الإنساني الأخلاقي الأولي، وإلحاقها بالقرار السياسي والفعل السياسي، الذي يصرون على وصفه، بأنه مصلحي محض بعيد عن الدين وعن الأخلاق ..!! فقط لنقرب لأنفسنا مفهوم " فصل الدولة عن الدين " لتكون دولة " من عزّ بزّ " بلسان العرب الأقدمين، ودولة " من غلب سلب" بلسان العصر الذي نعيش.

إنها معاناة المواطنين السوريين ،غير المتجانسين، ليس تحت سيطرة بشار الأسد وحده، ولكن تحت سيطرة القوى المسيطرة في عالم الشر أجمع. أربعة عشر مليون إنسان سوري رفضوا الولاية الأسدية، والرعاية الأسدية، والشمولية الأسدية، وظنوا أنهم سيجدون في هذا العالم الذي طالما سمعوه يتشدق بالحرية وحقوق الإنسان منجاة ، ولكنهم فوجئوا أنهم انتقلوا من تحت المزراب إلى سقف الوكف ..

أربعة عشر مليون سوري يعيشون المعاناة، الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، على أبواب سفارات قاتلهم ومشردهم ، بدعوى عريضة أنها سفارة وطنهم!! وقد استحق هؤلاء البشر " الأناسي" من المجتمع الدولي رعاية أفضل، ونظرة أوسع، وتقنينا حقيقيا يعفي هؤلاء " البشر " من دفع الضريبة من أمنهم وكرامتهم ولقمة عيشهم ، مقابل الحصول على حق مدني قنصلي، يحصل عليه البشر الحقيقون برسالة بريدية بلا من ولا أذى ولا عوض !!

وأي تشريع أممي - دولي كان - كان جديرا بإنهاء معاناة ملايين الناس هؤلاء، الذين خُلقوا حسب "شريعة بايدن - بوتين" للمعاناة ، والتي أخذ الرجلان على عاتقهم مهمة التفنن فيها، وتحت كل العناوين ..

لعله كان يكفي السوريين لو وجدوا الإعلام المكافئ أن يشرحوا للمواطن العالمي ، ونحن في عصر العولمة " معاناتهم لتثبيت واقعة وفاة أو ولادة أو تصديق شهادة علمية ، أو الحصول على شهادة ميلاد وغاية المنى والطلب أن يكون للسوري جواز سفر .. وأن يعلم شركاؤنا في الإنسانية كم يدفع السوري ثمن جواز السفر !!

بإجراء أممي بسيط ، تستطيع المنظمات "السياسية - الأمنية - الإنسانية" الدولية أن تؤمن للسوريين الأحرار طريقة للتحرر من ربقة الحاجة المستمرة "للظالم المستبد حبيب الفناء عدو الحياة "..

وكان تأمين هذه الحاجة أهم في راحة نفس السوريين مما سمي كذابا "قانون قيصر" بطبيعته الطرنطرائية ؟؟.

والأقبح من كل ما مر أن " الظالم المستبد " لا يرى في إعادة الاحتكاك بمن يسميهم العالم الأكذب زورا وبهتانا " مواطنيه " فرصة، لتجميل الوجه، وتزييت العلاقة ، ولاسيما ولافروف يظل يهرف عن عودة اللاجئين ، بل يجد الظالم المستبد في كل هذا فرصة للتمادي في الفساد والظلم ونشر العداوة والتأسيس للبغضاء ..

نستطيع .. نعم نستطيع ..

ولو رعت مشروعنا معارضة راشدة، أن نرفع كل صباح إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى رؤساء الدول الخمس دائمة العضوية آلاف الطلبات من فقرتين., .

نرفض أن نحمل وثائق شخصية مزورة ..

نطلب وثائق إثبات شخصية وكل مواطن باسمه ورسمه ..فقط ليمتلئ بريدهم الذي لا يستطيعون إغلاقه كل صباح بآلاف الطلبات بطبيعتها الفردية الشخصية غير المفتعلة ..

ولنرفع الشكوى إلى كل المحاكم ذات الصلة:

نريد حقنا في إثبات الوجود ..

#الحرية-للخمسة-في-السفارة.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 944