تونس تسحب الأرقام الوطنية أيضا… وفي العراق ولبنان: التقاضي في «تايوان»

كوكتيل عراقي – لبناني

ثلاثة أخبار في كوكتيل عجيب على الشاشة وفي الأمسية نفسها تدلل على «المأساة» التي وصلتها هذه الأمة.

الزميل مراسل «الجزيرة» في بغداد على الهواء يزف البشرى للديمقراطية في نسختها العراقية فقط بالنبأ التالي: «اللجنة العليا للانتخابات تفكر في إعادة إعلان النتائج بعد إتفاق الأطراف المعترضة خارج الصناديق».

يعني في اختصار، لن تكون للصندوق أي قيمة فالقوى تتفق وتتقاسم، ثم «طبيعي جدا» أن تعلن نتائج جديدة تناسب ما يسمى بـ»التوافق». المسخرة في ديمقراطية المحاصصة لا تقف عند حد .

على محطة «الميادين» كان الخطاب مختلفا قليلا بخصوص «القاضي العدلي» – المحقق في جريمة المرفأ اللبناني – فحزب الله يطالب بتغيير القاضي، وهدف القتل العشوائي الجديد في شوارع بيروت «تسييس القضاء»، على طريقة مباريات فريقي «الفيصلي» و»الوحدات» في استيراد حكام أجانب.

الأشقاء في بلاد الأرز لن يهدأ لهم بال إلا إذا استوردوا «قضاة عدليين من كوريا الشمالية» أو تايوان خوفا من أظافر الإمبريالية المغروسة في جسد المحاصصة اللبنانية. منطق معيب لا يليق بلبنان الجميل الحر.

تونس وسحب جواز السفر

أما النبأ الثالث فتحدثت عنه الفضائية التونسية وفردته «الجزيرة». الرئيس قيس سعيد رمز العدالة والأكاديميين والكرامة والحريات يخطب – من عقله – بالناس نكاية بسلفه المنصف المرزوقي ويقرر مسألتين: فتح تحقيق مع المرزوقي كمواطن تونسي يستعين بـ»الإستعمار» وقبل ذلك «سحب جواز السفر الدبلوماسي»، الذي يحمله الأخير.

تونس بلاد الحرية والياسمين في طريقها مجددا لتقليد أسوأ ما في الأنظمة الشمولية الشرقية، فهي تسحب جواز سفر من منتقد أو معارض، مع أن القضاء المستقل يفترض أن يتحرك للتحقيق مع المرزوقي أو غيره بصفة مستقلة وبدون خطابات شعبوية .

أيضا، لدينا في الشرق خبرات خاصة في «سحب وتجميد الأرقام الوطنية والقيود المدنية». الرئيس التونسي يسعى لاختطاف هذا التقليد البوليسي المقرف منا، نحن جماعة التسحيج لثنائية «الاستبداد والإفساد»، بعدما قطف من ثمار الشرق متوسعا تهمة «إطالة اللسان» وبجدارة الأسبوع الماضي.

يقلقنا الحماس التونسي الحاكم الآن.

وسوم: العدد 951