علي الظفيري يكشف في برنامجه المقابلة مع فيتالي نعومكين حقيقة الادعاءات الروسية الكاذبة والمخادعة

dghdhgh966.jpg

استضاف المذيع اللامع في قناة الجزيرة علي الظفيري في برنامجه "المقابلة" في حلقته الأولى التي بثت يوم (23/1/2022) كبير المستشرقين الروس "فيتالي نعومكين" للحديث عن مسيرته تجاه العالم العربي حتى الوصول إلى التأثير في السياسات الروسية تجاه البلدان العربية.

عشق نعومكين للغة العربية

وتحدث نعومكين عن بدايته مع العربية في المدينة التي نشأ بها، وكانت تحتوي على بعض الأقليات العربية، وكيف تأثر بصديق والده الطبيب المصري حمدي عبد السلام الذي توفي عام 1966 في موسكو، وبعدها سافر إلى القاهرة في أول زيارة للعالم العربي، وشهد نكسة مصر عام 1967.

نعومكين وبوتين

وتابع كبير المستشرفين الروس أنه يحب الرئيس فلاديمير بوتين لما حققه للدولة الروسية، وشكره على التكريم الذي منحه إياه عام 2019 ووصفه بأنه صاحب التأثير الأهم في السياسة الروسية تجاه العالم العربي والإسلامي، ولا ينكر الفضل الذي ناله من الاتحاد السوفياتي بالابتعاث للدراسة في الخارج.

وأكد كبير المستشرقين أنه من خلال معهد الاستشراق في روسيا ساعد الدول الروسية بالكثير من الدراسات والمواد التحليلية حول الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى اشتراكه بالعديد من المجالات التي تساهم بصنع القرار في روسيا تجاه الوطن العربي والإسلامي.

نعومكين والاستشراق

وعن الاستشراق في روسيا، أكد نعومكين أن الأمر بدأ منذ عهد الملك أليكساندر الأول أوائل القرن الـ 19، وللوجود الإسلامي الكبير في الاتحاد السوفياتي سابقا وفي الدولة الروسية حاليا، واستمر الاهتمام بهذا الأمر حتى اليوم.

واصل برنامج “المقابلة” في الحلقة الثانية (2022/1/30) محاورة كبير المستشرقين الروس فيتالي نعومكين، حيث تحدث عن المنطلقات التي تستند إليها السياسات الخارجية لروسيا في المحيط الآسيوي بشكل عام.

السياسة الروسية في سورية

والجزء الثاني من المقابلة هو ما يهمنا فقد غاص علي الظفيري في أسئلته المحرجة عمق السياسة الروسية في سورية، ووقوفها إلى جانب طاغية الشام الذي يقتل شعبه ويغيّب أبناءه في السجون والمعتقلات، ويهجّر الملايين من شعبه إلى خارج حدود الوطن أو في ملاجئ النزوح خارج منطقة سيطرته، ويدمر المدن والبلدات والقرى والمؤسسات وكل ما بنته سورية عبر تاريخ استقلالها عن فرنسا، وما توارثته من حضارات يزيد عمرها على سبعة آلاف عام.

وتحدث نعومكين في الجزء الثاني من حواره مع "المقابلة" عن أبرز منجزات بوتين في السياسة الخارجية الروسية والتي من أهمها صعود العلاقة مع الصين إلى أعلى مستوى ممكن وتشكيل شراكة استراتيجية كبيرة، وجعل العلاقات الروسية الصينية ليس لها مثيل.

وبخصوص حركة طالبان، رأى كبير المستشرقين الروس أن روسيا تتعامل مع الحركة بشكل خلاق، فالمفاوضات بينهما استمرت لمدة 7 سنوات وكان هناك حوار ومحاولات لفهم بعضهم البعض، وذلك استعدادا من موسكو لتطوير علاقتها مع الحركة.

وأشار إلى أن أبرز الأخطاء المرتكبة من قبل الاتحاد السوفياتي في أفغانستان هي التدخل بالقوة لتقرير مصير البلاد، وعدم الاقتناع بأن الصراع أفغاني-أفغاني ولا يحتاجون للتدخل في شؤونهم الداخلية.

وهذا ما كنا نحتاجه في تدخل مجرم الحرب بوتين في سورية أن يكون حيادياً، لأن الصراع في سورية بين شعب مقهور وحاكم طاغية متجبر، وبالتالي فالصراع سوري-سوري، ولا يحتاج إلى تدخل مجرم الحرب بوتين، وإن كان لا بد من التدخل فكان من المنطق والعدل أن يكون التدخل إلى جانب الشعب المقهور، وليس إلى جانب الطاغية الذي يذبح ويعتقل ويهجّر شعبه، ويحول دون سقوطه، وقد اعترف بأنه لولا تدخله لسقط النظام الباغي خلال أسبوعين.

علاقات روسيا مع العالم الإسلامي

وعن علاقات روسيا مع المسلمين، قال نعومكين: إن روسيا ابتداء من عام 2006 بدأت تتعامل بشكل خلاق مع كل المنظمات الإسلامية، مشيرا إلى أن المسلمين في روسيا يعيشون في إطار الدولة التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية كبيرة، ولذلك هم يشكلون أقلية وتتعامل معهم موسكو بشكل خاص.

روسيا والملف السوري

وتحدث نعومكين عن روسيا والملف السوري، فأوضح أن روسيا تؤمن بوجود هجوم على سورية من قبل القوى الخارجية، ولذلك فهي حريصة على بقائها في البلاد في الوقت الذي تعرضت فيه لأبشع هجوم من قبل "الإرهابيين"، حسب وصفه، معتبراً أنه لولا التدخل الروسي لتحولت سورية إلى "إمارة تحكمها جماعات متطرفة".

لا أعرف هل هذا الذي يقوله نعومكين غباء أم تغابي، أم أمر مبيت للتمويه على الأسباب الحقيقة التي دفعت مجرم الحرب بوتين للتدخل إلى جانب الطاغية والحؤول دون سقوط النظام الباغي، فهل يعقل أن يكون ثلثي الشعب السوري إرهابيين ويستحق الذبح والتهجير، والله كلام لا يقبله لا عقل ولا منطق، وهذا يثبت أن ما يدّعيه الروس يجانب الحقيقة، وواقع الأهداف المبيتة لمجرم الحرب بوتين، والذي صرح بأنه جاء لسورية ليذبح المسلمين السنة الذين يشكلون 80% من أهل سورية، لصالح أقلية لا تزيد نسبة تعدادها على 8% من أهل سورية.

وأضاف نعومكين أن المجتمع السوري منقسم ويعيش صراعاً داخليا، وهناك نسبة منه تؤيد بشار الأسد، معتبراً أن روسيا لعبت دوراً أساسيا في وقف القتال وتأييد نظام الأسد.

ما يقوله نعومكين يجافي الحقيقة فلا العدوان الروسي توقف ولا النظام السوري المجرم أبدى أي حسن نوايا تجاه الشعب السوري، فكلا المجرمين متفقان، بل مصران على ذبح أهل السنة واعتقالهم وملاحقتهم وتدمير مدنهم وقراهم وتهجيرهم، فلا تخلو الفضائيات العالمية ووسائل الإعلام المنوعة وتقارير المنظمات الإنسانية عن سرد الاعتداءات اليومية من الطيران الروسي بحق المدنيين في طول البلاد وعرضها، وكذلك نفس الشيء ما يفعله النظام السوري المجرم فأي دعاوي عن وقف العدوان على المدنيين في سورية أكذوبة يعرفها القاصي والداني، ولا يصدقها لا عدو ولا صديق.

المصدر

*الجزيرة-30/1/2022و23/1/2022

وسوم: العدد 966