أزمة فقهاء وليس أزمة شريعة وفقه

وأرسل لي أخ كريم مقالاً جديداً في أصله كان رسالة للمرحوم جودت سعيد بعثها لابن بيّه ، وتعليقا على قوله فيها

وأنا أزعم إن الذين يدرسون كتب الشريعة لا يمكن أن يَخوجوا من الظلام أو يُخوجوا الآخرين منه !!

أكتب وأنا أزعم

إن المسلمين يعيشون أزمة فقهاء وليس أزمة فقه. وإننا لا نعاني من استبداد الساسة فقط ، بل من استبداد النخب والفقهاء والمثقفين أيضا.

وأزعم بما علمت ، وعن طريق من عاشرت من فقهاء حقيقيين؛ أن آفاق عطاءات الفقه الاسلامي لا تحد أمام الذين يفقهون.

وأزعم

إن الذين يدرسون الفقه الاسلامي الحقيقي في مراجعه الحقيقية، وبعقل وقلب مفتوحين، يستطيع أن يخرج العالم كله إلى النور، وليس فقط مجتمعاتنا.

إن تمترس بعض الناس وراء بعض الصيغ الفقهية الشكلية هو نوع من الدفاع عن "الذات" وعن "المصالح" وليس عن الدين. يشعر البعض أن الفقه الحقيقي المنطلق من قوالب زمنية خاصة به، يهدد مشاريعهم الفردية. بعض أولئك الأفراد الذين لا يملكون الأجنحة التي تعينهم على الطيران، ولا يرضون أن يكونوا طائرا في سرب "السيمرغ" الباحث عن الحقيقة والجوهر.

من الظلم والخطيئة والخطأ أن يتصور البعض أن النور على ضفة من العالم وأن الظلمة على ضفة أخرى. العالم يغرق في الظلام والمخرج في كتاب الله، وليس في أقاويل الذين لا يفقهون.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 967