ماذا تعني عبارة "نخوض في سوريا حرب وجودية" التي استعملها نصرالله..؟؟

ماذا تعني عبارة "نخوض في سوريا حرب وجودية"

التي استعملها نصر الله..؟؟

حسان القطب

بدايةً لا من التوقف عند الحادثة التي أصابت الشيخ أحمد العمري القيادي في الجماعة الإسلامية في لبنان حيث ورد في الأنباء: (هاجم مسلحون مجهولون الشيخ أحمد العمري قرب مستشفى الرسول الأعظم، وانهالوا على مرافقه بالضرب، وهذا الاعتداء يُعدّ الثاني بعد أن أقدم مجهولون في وقت سابق على الاعتداء على سيارته بكتابة عباراتٍ نابيةٍ عليها وجرحها بآلةٍ حادة، أثناء توقفها قرب منزلِه في برج البراجنة)....لا بد هنا من القول ان هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.. لأن هذه هي اخلاق ميليشيا حزب الله.. وطبيعة ومضمون تربيته وثقافته وبالتالي دور منظومته.. المسلحة برعاية رسمية...وعناية حكومية ...لذا عندما يحدثنا نصرالله عن اخلاق حزبه ما علينا سوى استذكار احداث كثيرة من هذا النوع .. والمحكمة الدولية قد اشارت إلى هوية وأسماء وارتباط المجرمين الذين اغتالوا الرئيس الحريري وإلى ارتباط جرائم اخرى ..؟؟ فأخلاق ميليشيا حزب الله بحاجة إلى إعادة تعريف وتوصيف..؟؟؟

وهنا يجب ان نتوقف طويلاً عند عبارة استعملها نصرالله في خطابه الأخير عندما قال ان حربه في سوريا هي حرب وجود..؟؟؟ في بداية انكشاف تورط حزب الله في الحرب ضد الشعب السوري..قال نصرالله ان مشاركته لا تتعدى حماية قرى شيعية لبنانية تقع ضمن الحدود السورية لأنها غير مرسّمة.. بعد.. ثم تطور هذا التدخل إلى العمل على حماية  المراقد والأماكن التي يعتبرها الشيعة مقدسة..؟؟؟ ثم أصبح التدخل لحماية مشروع المقاومة المستهدف من الخاصرة السورية.. وتمت الإشارة لاحقاً إلى ان التورط في هذه الحرب هو لمواجهة المشروع الأميركي الصهيوني الذي يستهدف المقاومة وطريق إمدادها ومنظومتها التي تشمل النظام السوري...ومؤخراً بعض القيادات في حزب الله إلى جانب نصرالله ربط هذا الصراع بالمواجهة مع القوى التكفيرية في سوريا لمنعها من التواصل مع القوى التكفيرية في لبنان...؟؟؟؟؟ ولهذا كان الهجوم على بلدة القصير ومحاولة احتلال الشريط الممتد من حمص إلى ريف دمشق...؟؟ من هي القوى التكفيرية في لبنان وهل لها حدود مع سوريا..؟؟؟

إذاً نصرالله وفي كل خطابٍ له يقوم بتطوير أسباب تدخله في سوريا ويجترح ألقاب وعناوين وأسباب جديدة ليس لتبرير تدخله ولكن لإقناع جمهوره بضرورة هذا الإنخراط وليتقبل مؤيديه هذه الضريبة الباهظة من الدم والأرواح التي تسقط في سوريا في معركة لم يختر مؤيدي حزب الله المشاركة فيها او الخوض في ساحاتها..

وجاءت العبارة الأخيرة التي اطلقها نصرالله او بالأحرى السبب الذي اعلنه عن ان الحرب في سوريا هي بالنسبة لحزب الله وسائر منظومة إيران في المنطقة هي حرب وجود..؟؟؟ هذا التطور يأتي يعتبر نهاية سلسلة التبريرات التي كان يعلنها نصرالله وفريقه..لأن لا أسباب أخرى من الممكن أن تكون اكثر جدية او اهمية من التصريح والإعلان  بان الحرب في سوريا هي حرب وجود..؟؟

وحرب الوجود معناها ان فريقاً يجب ان يخرج منتصراً فقط...؟؟؟ أو كما يقول بعض قادة حزب الله في لقاءات جانبية (قاتل او مقتول).. وان الحديث عن تسوية وتفاهم والبحث عن قواسم مشتركة والتفاوض مع الآخر لإيجاد حل هو كلام واهم ووهمي في الوقت عينه... ومجرد البحث فيه هو لذر الرماد في العيون وشراء المزيد من الوقت... وحرب الوجود في مضمونها هي قمة العناوين التي تجعل من الصراع في سوريا والمنطقة صراعاً دينياً.. وهي التي تحث الشباب المؤيد لحزب الله على الإنخراط في هذا الصراع، وعلى الطائفة برمتها  ان تتحمل التبعات والنتائج والخسائر .. ومن يقف ضد هذه الحرب والمشاركة فيها يكون خائناً ومعادياً لطائفته... لأن خسارة نظام سوريا وحزب الله والمشروع الإيراني لهذه الحرب يعتبر نهاية للوجود كما يقول نصرالله... ومن يقبل بنهاية وجوده.. إلا من يتاخر عن المشاركة في القتال.... ومن هو الذي يعتبر مشاركته في القتال وجودية إلا من كان يحمل فكراً تكفيرياً دون ادنى شك.. لأن خوفه او أسبابه الكامنة في تربيته وثقافته وتعبئته تدفعه لارتكاب كل شيء لحماية وجوده وبقائه ...إذاً:

-          إن حزب الله جعل من الصراع في سوريا صراعاً دينياً بمجرد اعتباره ان الصراع في سوريا هو صراع وجود..؟؟ وهنا الحالة التكفيرية اصبحت عامة وشاملة ولا ضرورة لتكرار عباراتها المملة والممجوجة...؟؟؟ وإطلاق الاتهامات بحق فريق آخر...؟؟

-          إذا كان حزب الله مستعد للمشاركة للقتال في سوريا بهذه الروحية والنفسية والتعبئة الجماهيرية.. فما هو الحال الذي سيكون عليه لبنان في المستقبل، وما هو مصير القوى السياسية والدينية التي لا تشارك حزب الله ثقافته وعقائده ومفاهيمه وسياساته، سوى ان تخضع لحرب وجود جديدة تبرر لحزب الله ان يمارس بحقها كل شيء لحماية وجوده..؟؟؟ وهو القوة القادرة والقوية  في حالٍ كهذه..؟

-          ما هو موقف القوى والشخصيات المتحالفة مع حزب الله، من هذه العبارات المصطلحات والتوجهات وهي اصبحت واضحة..؟؟؟؟ وهل ترضى بان تكون جزءاً من حربسٍ دينية..؟؟؟

-          ما هو موقف القوى الأمنية الرسمية مما يقوم حزب الله بتحضيره لسوريا وبالتالي للبنان... هل ستسمح بآيار جديد وستقف شاهد زور على مصير اللبنانيين... ام ستكون إلى جانب استقرار لبنان ووجوده لا وجود حزب او فريق فقط...؟؟؟

إن حزب الله يحاول ان يحمي مشروعه المرتبط بالنظام الإيراني بترهيب ابناء الطائفة الشيعية من محيطهم وإخوانهم وأبناء وطنهم في لبنان والعالم العربي ليكونوا وقود حربه المرتبطة بالطموحات الفارسية التي تمثلها الجمهورية الإيرانية... وهنا تقع او تاتي اهمية المسؤولية الملقاة على عاتق القوى والمرجعيات الشيعية لتقف سداً امام اي محاولة لمذهبة الصراع في سوريا او لبنان والعالم العربي والإسلامي...إلى جانب سائر المرجعيات الدينية السنية والوطنية في لبنان والمنطقة...وإلا فإن الطموحات الفارسية ومن يتبعها ويدور في فلكها في المنطقة ستطيح بالاستقرار لمئات من السنين القادمة..