ما خرجت به من كتاب نصر محمد عارف عن الحضارة

ما خرجت به من كتاب

نصر محمد عارف عن الحضارة

محمد جلال القصاص

الملاحظات الرئيسية:

الهدف هو: إعادة تشكيل العقل المسلم، ورد المخالفين. 

أربع خطوات متتالية ومتداخلة.

الخطوة الأولى: تفكيك الموجود في يد المخالف والمتعثر من أبناء الأمة، بغية الوقوف على: أسباب التعثر الداخلي، والتحديات الخارجية والداخلية، ثم آليات العمل[1] .

الخطوة الثانية: التوجه تلقاء ثقافتنا لبناء شيء خاص. والكاتب يعطي طريقة لتحديد دلالات أي مفهوم، تتلخص في: الرجوع إلى جذوره التاريخية، وتتبع دلالاته في مصادرها الأساسية، ومحاولة تجريد هذه الدلالات؛ ثم إعادة دمجها في الواقع المعاصر بعد خلعها من ظلال الزمان والمكان واختلاف الخبرات والوقائع. سعيًا للوصول إلى المعنى الحقيقي المجرد من خصوصيات الاستعمال التاريخي.

وبعضهم يقع في خطئ التشبع بالمفهوم الغربي، ثم يأتي للثقافة الإسلامية من أجل التسويغ لا رجوعًا للبحث عن حقيقة المفهوم باستنطاق اللغة والاستماع إليها.

الخطوة الثالثة: توطين المفاهيم (نشر ثقافة). 

الخطوة الرابعة: استعمال المنتج في الصراع مع المخالف.

=المفهوم يمثل خلاصة الأفكار والنظريات والفلسفات المعرفية، ونتائج الخبرات وتجارب العمل. فالمفهوم وعاء يحمل عديدًا من الأفكار، واللفظ فقط غطاء خارجي ولا يمكن أن ننقل المفهوم (الوعاء) دون ما به، وتغيير اللفظ (القشرة الخارجية) لا يعني تغيير المحتوى.

= المفهوم يؤطر الحركة البشرية ويلقي عليها بصفات قيمية معينة.

= هناك خصوصية معرفية لكل أمة.

 =مفاهيمنا الرئيسية لم تترك لنا، بل صاغها الله لنا "وعلم آدام الأسماء كلها"، "ونزلنا عليك الكتاب تباينًا لكل شيء"

= جهد بعضهم في تتبع المفاهيم السائدة!!

= التكديس العلمي وسيلة للتشويش، واستنزاف الجهد، وأمارة على من يفعل ومن يفعل به.

=مصادر الاستقاء: بن خلدون، وأكثر من كلمة من الإنجليزية.

= الحضارة قادمة من كلمتين أجنبيتين، صاحبها ثلاث كلمات عربية.

Culture &Civilization

وفي العربية: الحضارة، والثقافة، والمدنية.

=Culture

كلمة يونانية تعني حرث الأرض وزراعتها، واستعملت في زراعة العقل وتنميته بالفكر. والآن تحولت إلى عملية يتم فيها: انتاج الفكر، وغرس القيم الجديدة، وحصد ثمار النهضة.

=تم نقل اللفظ بدلالته الأوروبية. والنقل ذهب في اتجاهين: اتجاه الثقافة، واتجاه الحضارة. وكلاهما حمل المعنى الأوروبي (غرس شيء وحصده).

 والمعنى العربي للثقافة: إدراك طبيعة قضايا المجتمع وما يصلحه.

 فوظيفة المثقف هي إدارة الحياة ودفع المجتمع إلى القوة والمنفعة وتحسين أوضاع الناس..فالمثقف في حقيقته مصلح، لا أنه يمتلك كمية من المعارف.

Civilization

ارتبطت اللفظة في موطنها بالتمدن وما يتعلق به من رقي في المعيشة والتعامل؛ وتظهر من فكرة الحياة المدنية عندهم (مدينة مركز يتبعها أطراف).

والمفهوم في كتابات المعاصرين في البيئة العربية يقوم على ذات الدلالة التي تطور إليها في أوروبا، يعبر عن مدنية عالمية قائمة على الإنسانية الواحدة .. عالمية العلم، عالمية المنهج وعالمية المفاهيم.

يقابل هذين المصطلحين ثلاثة عربية : مدنية، ثقافة، حضارة. وكلها نقلت ما احتواه المفهوم وفقط غيرت القشرة الخارجية.

= المدينة في الغرب اعتبرت مصدرًا للقيم التي ارتبط بالحضارة (التهذيب والنظام والسوق والإنتاج والعلاقات الاجتماعية، والسياسة). 

وفي الإسلام أنتجت القيمُ المدينة. فالترتيب في الإسلام قيم تطبق فتنتج واقعًا: مثال: قضية عمارة الأرض.

= علم الأنثروبولوجي(علم الإنسان) يتكئ على ثلاث قواعد، تندرج فيها جهود مختلف علمائه وتنبع منها نظرتهم وتحليلاتهم ومناهجهم، وهي:

1- أن المجتمعات تسير في نسق تطوري، ومنتهاه عندهم ما وصلوا إليه.

2- تنشأ الثقافة في مجتمع معين ثم تنتشر إلى المجتمعات الأخرى.

3- تأثر الثقافات ببعضها مهما كانت مدة الاتصال وكميته، ما يعرف بالتثاقف، أو المثاقفة.

= الحضارة عند ابن خلدون هي التحضر أو ظهور المدن، وهي –عنده- مرحلة من مراحل عمر الدولة، مرحلة التحضر أو ظهور المدن، ولم يقصد مفهوم الحضارة بمعناه الشامل ولا بمعناه الغربي. فهي عنده نهاية العمران وخروجه إلى الفساد والبعد عن الخير.

وقد اعتبر هذه المرحلة مرحلة ترف مؤذنة بانهيار العمران، لأنها تنافي مفهوم استخلاف الإنسان في الأرض والرسالة التي حمَّلها الله إياه، وتنافي كذلك قيم التسخير الإلهي للكائنات والأشياء (المخلوقات جميعها)

والدولة عند ابن خلدون ليست هي الدولة الآن (إقليم وسلطة وشعب)، وإنما النظم السياسية أو العهود السياسية، أو توارث السلطة وانتقالها، أو توالي الأسر الحاكمة. 

والحضارة عنده فقط: الإقامة في الحضر بخلاف البادية.

الحضارة في اللغة العربية  من الحضور الذي هو نقيض المغيب. "إذا حضر أحدكم الموت"، " وإذا حضر القسمة" ، فهي بمعنى الشهادة: "فمن شهد منكم الشهر". 

والشهادة في القرآن بمعنى التوحيد، وبمعنى قول الحق وسلوك طريق العدل، والتضحية بالنفس في سبيل الله، وبمعنى الوظيفة للأمة "شهداء على الناس".

فحضارة الإسلام هي حضور الإسلام في الكون، وليس مجرد وجوده، حضوره لتقديمه للآخرين ليقتدوا به ويسيروا وفق منظومته على أساس أنه النموذج الإنساني الأجدر بالاتباع.

=قيام المجتمع يستلزم نمطًا من القيم والمعايير والمعتقدات والأفكار والسلوكيات. ونمطًا من المبتكرات والأدوات والمؤسسات والعمارة والفنون وطرق الإنتاج والمعايش. وهذا يؤدي إلى تحقيق نوع من العمران أي تعمير الأرض وبناء نموذج إنساني عليها. يشمل العمران ونموذج للإنسانية للاقتداء به. (علاقات مع بني البشر وغير بني البشر)

أبعاد الحضارة: =

1-وجود نسق عقدي يحدد طبيعة العلاقة مع عالم الغيب ومفهوم الإله إيجابًا أو سلبًا.

2-وجود بناء فكري سلوكي في المجتمع يشكل نمط القيم السائدة والاخلاقيات العامة والأعراف. 

3ـ وجود نمط مادي يشمل المبتكرات والآلات والمؤسسات والنظم والعمارة والفنون وجميع الأبعاد المادية في الحياة.

4-تحديد نمط العلاقة مع الكون ومسخراته وعالم أشيائه وقواعد التعامل مع هذه المسخرات وقيمها. 

5- تحديد نمط العلاقة مع الآخر أي المجتمعات الإنسانية الأخرى وأسس التعامل معها وقواعده، وأسلوب إقناعها بهذا النموذج والهدف من ذلك الإقناع.

               

    [1] المعهد العالمي قاموا بتتبع المفاهيم السائدة، وعمل سيرة ذاتية لكل مفهوم، تشمل: نشأته، كيفية بنائه، تاريخ دخوله إلى مجالنا الفكري، وكيفية ذلك، والآثار المترتبة عليه إيجابًأ وسلبًا، والسبيل لتأصيله أو استبداله، وكيف يتم ذلك عمليًا.