الحرب الروسية على أوكرانيا، حرب من طرف واحد، يشنها قوي متغطرس على شعب مستضعف…!!

وبعد خمسة وسبعين عاما على تأسيس الجمعية العامة للامم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، بميزانية تفوق ميزانيات العديد من دول العالم .. ما يزال العالم غابة، يأكل فيها القوي الضعيف، ويعدو فيه المستبد المستكبر على أوطان الناس وعلى حيواتهم وإراداتهم ، ولم يزل فيه أشباه هتلر يديرون الهلوكوست على حيوات البشر المستضعفين!!

ولم تكد تمضي سبع سنوات على احتلال الطاغية المجرم بوتين بطيرانه وأسلحته المدمرة لسورية الحرة الأبية، حيث جعل من سورية وشعبها ميدان تدريب وتجريب لأسلحته الاستراتيجية فقتل ودمر وأياد وشرد ولم ينج من شره وإثمه وفتك أسلحته طفل ولا امرأة ولا مسجد ولا مدرسة ولا مستشفى.. !!

كل هذا ودول العالم المنتظمة فيما يسمى الجمعية العامة، وفي مجلس الأمن، تسمع وترى وتتفرج وتستمع أو تستنكر!!

لم يكد يمضي سبع سنوات على جريمة بوتين المتمادية والمستمرة..

وها هو بوتين اليوم يشن هجوما غير مفاجئ وغير مبرر على إحدى جاراته من الدول المستقلة ذات السيادة.. والتي يناط بمجلس الأمن الدولي ان يحميها ويحمي سيادتها ويحمي إرادة شعبها، ويحمي المدنيين العزل فيها!!

ومع ان الهجوم الروسي على أوكرانيا لم يكن مفاجئا بل تم الاعداد له على عين العالم وأذنه!!

فإن أحدا من دول العالم لم يحاول حتى اللحظة ان يتصدى للعدوان، ولا أن يلجم المعتدي، وقد علم العالم اجمع ان الحروب الحديثة هي حروب الصدمة الأولى!!

يعيش العالم اليوم حالة من التردي الانساني لم تعد تنفع معها إدانة ولا استنكار ولا تنابذ بالاتهامات ولا نظام عقوبات هش يتذرع بها بعض الممسكين بحق الفيتو في مجلس الأمن وهم غير قادرين على الوفاء باستحقاقاته، وأول استحقاقات قرار الفيتو أن يبادر من يتمتع به إلى حماية السلم العالمي، ومنع القوي في العالم من التغول على الضعفاء، من دول وشعوب.

لن يجدي ان نقول نستنكر أو نشجب أو ندين..ومع ذلك فلا نملك إلا أن نقول نستنكر العدوان الروسي الهمجي الوحشي على أوكرانيا ونشجبه وندينه وندين كل الساكتين عليه، والمتواطئين بالصمت معه.

وأمام حالة التردي التي يعيشها المجتمع الدولي الذي انفرد بإدارته من عقد من الزمان طاغية أرعن متبجح لا يجدي ان نستسلم لإرادات الأشرار الذين يديرون رحى الشر على الشعوب إبادة وقتلا وتشريدا وإنما ستظل الدعوة مفتوحة، والنداء يتعالى:

يا مستضعفي العالم اتحدوا …فقد اتفق كل أشرار الأرض عليكم …

اتحدوا وليكن لكم فيما جرى على الشعب السوري الحر عظة وعبرة. وسيمضي السوريون في طريقهم الى الاستقلال والحرية وأيديهم مبسوطة بالخير لكل المدافعين عن الاستقلال والحرية..

النصر لإرادة الشعوب والخزي والعار للمستكبرين في الارض بوتين والمتواطئين معه..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 970