المعهد الفرنسي بالدار البيضاء ومدن مغربية أخرى يشوش على المغاربة أجواء التعبد

المعهد الفرنسي بالدار البيضاء  ومدن مغربية أخرى يشوش على المغاربة أجواء التعبد خلال ليالي شهر الصيام بسهرات ما سماه موسيقى روحية

لم يكتف المسؤولون الفرنسيون بمحاولة فرنسة الإسلام في بلادهم للحيلولة دون وصول الجاليات المسلمة المقيمة فيها  إلى نبع الإسلام الصافي الذي يشكل في نظرهم تهديدا لعلمانيتهم بل تطلعوا إلى أبعد من ذلك عن طريق حيل ماكرة وخبيثة من ضمنها ما نشره  عندنا  مواقع علماني الهوى بخصوص إطلاق المعهد الفرنسي بالدار البيضاء وبمدن مغربية أخرى ما سمي سهرات الموسيقى الروحية خلال ما تبقى من ليالي  هذا الشهر الفضيل ، الشيء الذي يعتبر تشويشا متعمدا على أجواء تعبّد المغاربة  الذين يحيون لياليه  في صلاة التراويح مع كتاب الله عز وجل طمعا في جائزة المغفرة لمن صام وقام إيمانا واحتسابا كما بشّر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومع أن سواد الشعب المغربي المسلم الأصيل منشغل  بالعبادة  في هذا الشهر الفضيل ، ولن يبالي بمكر الفرنسيين للتشويش عليه ، فإنه من المؤسف أن يوجد ضحايا أبرياء من الأغرار ستستهويهم تلك السهرات العابثة خصوصا ممن يرتادون تلك المعاهد الفرنسية  إما للدراسة أو بغرض التمرس على اتقان اللغة الفرنسية  التي يقلقهم معاملها في الامتحانات الإشهادية أو يقلقهم اشتراط التفوق فيها لولوج الجامعات والمعاهد داخل وخارج المغرب .

ويحسن بنا  ونحن نتطرق إلى هذا الموضوع الذي لا يحسن  السكوت عليه أن نستحضر مقولة شهيرة العلامة عبد الرحمان بن خلدون رحمه الله التي يقول فيها:  

" المغلوب يتشبه أبداً بالغالب في ملبسه ومركبه وسلاحه في اتخاذها وأشكالها، بل وفي سائر أحواله، وانظر ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبهين بهم دائماً، وما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم، وانظر إلى كل قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زي الحامية وجند السلطان في الأكثر لأنهم الغالبون لهم، حتى إنه إذا كانت أمة تجاور أخرى، ولها الغلب عليها، فيسري إليهم من هذا التشبه والاقتداء حظ كبير"

إن هذه المقولة التي ستبقى خالدة ، وصالحة لكل عصر ، وموقظة لكل غافل يحسب تقليد الغالب مكسبا دون أن يعي بأن ذلك معرة، وعارا ،وشنارا ،وتبعية ، وخضوعا  له من حيث يدري أو من حيث لا يدري لجديرة بأن نقف عندها للكشف عما تعنيه كل المؤامرات الماكرة والخبيثة التي تروم بها فرنسا محتلة وطننا  بالأمس النيل من هويتنا الإسلامية سواء فوق ترابها أو في وطننا ، وقد أوكلت ذلك إلى طابور خامس مأجور من المستلبين علمانيا والذين يعملون لحسابها لتكريس استعمار ثقافي وفكري لم ينجل عن وطننا كجلاء الاحتلال العسكري لحد الآن.

وما سهرات المعهد الفرنسي وفروعه  في مدننا  لتسويق ما يسميه " موسيقى روحية " ـ  مع العلم أن العلمانية الفرنسية أعقر من أن تلد شيئا يمكن أن ينسب إلى الروح  أو ينعت بها ،وهي الغارقة في أوحال المادة  ـ سوى شكل من أشكال تلك المؤمرات المكشوفة .

ومن التجنى على الروح  ابتذالها  بنسبتها إلى الموسيقى والإنشاد ...وما شابه ،وقد قدسها الخالق سبحانه وتعالى ، وأخفى على الخلق حقيقتها لسمو شأنها عنده ، وهو ابتذال شبيه تماما بنسبة الخمور إليها بقولهم" مشروبات روحية " وهي الذاهبة بالعقول والمعطلة لها ، مع أنها أسمى ما عند الإنسان  والتي بها كرمه خالقه سبحانه وتعالى . ومعلوم أن فعل موسيقى المعهد الفرنسي وما شابهها من لغط  لتشبه مفعولها مفعول المشروبات الروحية لأنها بدورها تعطل العقول أيضا حين تصرفها عن الأجواء الروحية الحقيقية في ليالي رمضان داخل بيوت الله عز وجل حيث تتلى آيات كتابه الكريم البيّنات بغرض تدبرها والتخلق بها للسمو إلى مرتبة التكريم والتفضيل التي ارتضاها الله عز وجل لعباده المؤمنين .

وفي الأخير نقول هيهات أن تنطلي حيل فرنسا على المغاربة الذين لا زالوا يتذكرون ما ارتكبته من فظائع في حقهم  خلال فترة احتلالها البغيض لوطنهم ، وما سلبته من خيراتهم ومقدراتهم  النفيسة ، ولن يكونوا أبدا لقمة سائغة ، ولن يحذو حذوها لولوج جحر الضب وراءها  ، ولن ينخدعوا بمؤامراتها  الخبيثة والماكرة من أجل تكريس غزوها الفكري المقيت .

وسوم: العدد 976