بيان لا بد منه.. القول في الإبادة الجماعية

لم تكن "الإبادة" الجماعية المفتوحة، من شريعتنا ولا من تاريخنا، ولا من خُلقنا، نحن المسلمين، ولن تكون بإذن الله أبدا ، ما دام فينا علماء صلحاء يضعون الحق في نصابه ...

التهديد بالإبادة الجماعية على طريقة أصحاب المحرقة..والهولكست وما جرى في البوسنة أو في رواندا أو في سورية على يد زمرة الأسد..لا يمكن أن يجري على لسان ولا على يد مسلمين مؤمنين بالله واليوم الآخر، وبشريعة الاسلام، التي كانت في جوهرها رفضا للظلم ودعوة إلى القسط.

والدعوة إلى المجزرة والإبادة والاستئصال لا تصدر إلا عن أشخاض مأزومين أو مقهورين لا يدرون ماذا يقولون، أو عن أصحاب جهل ورعونة وتخبط ، أو عن مدسوسين الله أعلم بهم وبحالهم.

وما حدث في واقعة بين قريظة .. إن صح .. فلا يبنى عليه.

وأقول إن صح لأن لبعض المحققين من العلماء والمؤرخين، أقوالا فيه..

وأعود إلى ما حصل في واقعة بني قريظة، فأقول : إنه كان بقضاء قاض، بنو قريظة هم الذين اختاروه وارتضوه، فقد كان سيدنا سعد بن معاذ حليفهم الركين من قبل، فنزلوا على حكمه وارتضوا به، وكذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليهم وسلم، قبل بحكمه وارتضاه.

لم يكن ما حصل مجزرة أو محرقة نفذت بحكم ميداني، كما يزعمون. لقد دعاهم رسول الله إلى تحكيم فاختاروا حكما ونزلوا على حكمه، وأصدر حكمه فيهم، على الوجه الذي نعرف.

 تفهموا هذا قبل أن تقيسوا بيضا على باذنجان.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 980