هل توصف أيام المسلمين الجميلة بأنها أعياد !!؟؟

هل يجوز لك إذا انقطعت عن أمك سنين بفعل الظالمين، ثم لقيتها أن تقول لها : إنه يوم عيدي يا أمي!!

هل يحق للغائب لم يقف على قبر أمه أو أبيه، ولم يشيع جنازتيهما أن يعتبر يوم يسمح الزمان له بشمّ تربهم، أنه في عيد ومن أجمل أعياده...

أقول لكم قبل أن أنقل عن أهل العلم جوابكم...

لا تسيدوا الجهلة .. زوامل الأخبار .. لا تلقبوا أحدهم بالعالم فهو وصف عزيز، لا توطئوا لهم المنابر، ومن فعل فهو شريكهم في انطماس الرؤية، وقلة الفهم..

وكان جلّ ما سموا به في تاريخ هذه الأمة العلمي الجميل "الرواة" قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "ورب حامل فقه غير فقيه" "ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" وقال عنهم مروان بن أبي حفصة..

زوامـــــل للأخبار لا علم عندهم .. بجيدهــــــــا إلا كعلــــم الأباعــــر

لعمرك لا يدري البعير إذا غدا .. بأوســــاقه أو راح ما في الغرائر

ويصرون على تضليل أبناء المسلمين، وإغلاق نوافذ الحياة عليهم. يجلسون على أفواه الناس، يقولون لهذا طوّلت، ولهذا قصّرت، ولهذا كأنك تريد، ولهذا ليتك…ولذاك لعلك..

وهؤلاء مع ما ابتلوا به من قصر النظر، وضيق العطن، صادروا الشريعة، ثم صادروا بعد الشريعة لغة العرب؛ فهم في انطماس يؤدي بهم إلى تطميس. وليست مشكلتنا معهم في قضية لفظ عيد، بل في أنهم يظنون أن من حقهم أن يصادروا على الأمة سبل العلم والعقل والفهم. وقال مصطفى صادق الرافعي لجبران خليل جبران، يوم قال: لكم لغتكم ولي لغتي!!: متى كنت صاحب اللغة يا هذا؟؟

كيف تقول العرب عن اليوم إنه يوم عيد!!

وأنقل لكم نصا دقيقا عن عالم فذ نحرير، عن الراغب الأصفهاني، من علماء القرن الخامس. في كتابه مفردات القرآن، أو "المفردات في غريب القرآن" قال في مادة عود :

"والعيد : ما يعاود مرة بعد أخرى. وخُص في الشريعة بيوم الفطر ويوم النحر. ولما كان ذلك اليوم مجعولا للسرور في الشريعة، كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "أيام أكل وشرب وبعال" صار يستعمل العيد في كل يوم فيه مسرة."

أعيدوا قراءته مرة بعد مرة فهذا عالم يشار إلى علمه بالبنان.

أعيد تكرار عبارته لتفهم "صار يستعمل العيد في كل يوم فيه مسرة." في كل يوم فيه مسرة.في كل يوم فيه مسرة. ولو كتبتها سبعين مرة ما بالغت، أمام عقول قُدت من صخر...

بمعنى أنه

يقول الناجح يوم نجاحه: اليوم عيدي. يقول المنتصر يوم انتصاره :اليوم عيدي. ويقول الخائف يوم أمانه: اليوم عيدي. ويقول العروس لعروسه: اليوم عيدنا. ويقول الزارع إذا جاده الغيث: اليوم عيدي. ويقول الغائب إذا آب إلى وطنه: اليوم عيدي. ويقول التاجر إذا ربحت تجارته: اليوم عيدي. ويقول كل صاحب إرب حين يتحقق إربه: اليوم عيدي,,,

ويقول المسلمون والأصل في الاثنين من كل أسبوع ، أنه عيد صامه صاحب الذكرى احتفاء بالذكرى، فكان أول المحتفين بها. وإن رغمت أنوف. وفي ربيع الأول من كل سنة. هذا شهر عيدنا ومحبتنا وتواصلنا...

وأعلم أن المؤرخين قد اختلفوا في تحديد يوم ولادته صلى الله عليه وسلم، على أقوال كلها مجمعة على ربيع الأنور، فقالوا في السادس وقالوا في الثامن وقالوا في الثاني عشر ، وقالوا أقوالا غير ذلك. وفي ربيع الأول قد ولد الهادي . وفي ربيع الأول هاجر. وفي ربيع الأول قُبض. صلى الله عليه وسلم. فلنجعل من شهر ربيع الأول كله عيدا. ونغلب الفرح بمولده على الحزن لفقده صلى الله عليه وسلم، لأنه وإن رحل عنا بشخصه، فما زال بيننا بإرثه، نسأله فنجد في هديه جواب ما يهمنا. ونسلم عليه فيرد السلام علينا ..

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)..

مشتاق إلى جلسة في أموي حلب والمنشدون حولي يتبارون...

حبُّ النبي العربي .. ديني ويقيني ومذهبي

عيد المولد النبوي الشريف

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1001