العراق سادس أقطار العالم في منظور المنظمة الدولية للشفافية

كاظم فنجان الحمامي

العراق سادس أقطار العالم

في منظور المنظمة الدولية للشفافية

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

جاء العراق بالمرتبة السادسة في القراءة المقلوبة لجدول التصنيف العالمي للأقطار النزيهة, وهو جدول سنوي تصدره المنظمة الدولية للشفافية, أما القراءة الصحيحة للجدول (من الأعلى إلى الأسفل), فتشير إلى تبوأ العراق المرتبة (171) في التوزيع الذي يضم (177) دولة فقط.

نرى أن القراءتين صحيحتين, فهو السادس في معايير الفساد, وفي الدرجة (171) في معايير النزاهة, أما الأقطار العربية والإسلامية التي سبقت العراق في الفساد, فهي ليبيا, والسودان, والصومال, وسوريا, وتركمانستان, وأوزباكستان, بينما جاءت الدانمارك في طليعة الأقطار الأولى في العفة والنزاهة, أتت بعدها نيوزلندا, ثم فنلندا, والسويد.

المثير للدهشة أن أفغانستان التي كانت تتصدر جداول الأقطار الفاسدة, سجلت تحسناً طفيفاً, وغادرت مواقعها المخزية المجاورة للصومال والسودان, والعجيب بالأمر أن ليبيا غرست أقدامها هذا العام في مقدمة الأقطار الفاسدة, على الرغم من مزاعم الإصلاح, التي أطلقتها قياداتها الجديدة المتدينة جداً, وتسري هذه الأوضاع المتردية على الأقطار العربية والإسلامية التي غرقت في الفساد, وتدنت فيها مؤشرات العدل والإنصاف, وهبط فيها التعامل الإنساني نحو الحضيض.

http://issuu.com/transparencyinternational/docs/cpi2013_brochure_single_pages?e=2496456/5813913

لقد شرعت المنظمة الدولية منذ عام 1995 بإصدار نشرة دولية لمؤشرات الفساد في عموم أقطار العالم, معتمدة على المقياس الذي صممه الخبير الدولي (جون غراف) من جامعة (باساو), وكان المقياس مؤلفاً من (16) استفتاءً, وعشرة مسوحات شاملة تجريها المؤسسات الرقابية المحايدة, هي: جامعة كولومبيا, وحدة الاستطلاع في مجموعة ايكونومست, وبيت الحرية, ووحدة المعلومات الدولية, والمعهد الدولي للتنمية الإدارية, واللجنة الاقتصادية في الأمم المتحدة, والمنتدى الاقتصادي العالمي, ومجموعة مرشانت الدولية, واستشارية المخاطر السياسية والاقتصادية, ومركز بحوث السوق الأوربية.

ختاما نقول: نحن الآن أمام تشخيص دولي صريح لفساد (13) دولة عربية احتلت المراكز الدولية المتدنية في العفة والنزاهة, فهل ستقولالمنظمة العربية لمكافحة الفساد كلمتها, وهل ستضع النقاط على الحروف ؟. أم ننتظر الفرج من هيئات النزاهة لتعالج ما يمكن معالجته من أمراض الفساد ؟.

ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين