حول عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم

وعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، بالعدد الاوفى منهم ضرورة استراتيجية في الحرب الديمغرافية المفروضة على سورية وعلى السوريين، على المستوى الديمغرافي. وهي ضرورة تكتيكية وخطوة على طريقة الانتصار الثوري، في سياق المعركة الناشبة بين السوريين وجزارهم.

في جعبتي عشرة أسئلة صعبة، عن سياقات الثورة السورية، لم أجرؤ على طرحها على الملأ حتى اليوم فهي مؤلمة موجعة، وإن كنت قد طرحتها في إبانها يوما بعد يوم منها. اليوم؛ من شجع السوريين على الهجرة؟؟ لا أقصد من دفعهم إليها؛ فهذا أمر آخر، وهو جزء من الاستراتيجية الكونية العامة التي نُفذت على السوريين، والتي شارك بعض السوريين في تنفيذها على أنفسهمخ، وإنما أقصد من شًجع السوريين على الهجرة، وزينها لهم، وصور لهم مهادها الذي هو من حسك السعدان، حضنا دافئا؟؟

لقد ظل صاحب هذه السطور يكتب وينادي منذ ٢٠١٢ أوقفوا نزيف الهجرة، لغير المضطر. ولا يستطيع مجادل ان يقنعني، أنه لم يهاجر من وطنه من السوريين غير المضطربن!!

وكيف وما يزال بعض المتحدثين باسم ثورتنا، يصورون القابضين على جمر الثبات بالمتخاذلين والشبيحة المتواطئين.

حين نتفق أن التغيير الديمغرافي في سورية كان مطلبا وهدفا استراتيجيا كما جرى من قبل في فلسطين ١٩٤٨ ، سنتفق تلقائيا على ان عمليات التهجير بكل الاسباب التي أدت إليها أو شجعت عليها، أو تماهت معها كانت جزء من الاستراتيجية بعلم من علم وجهل من جهل.

ما يزال فلسطينيو الداخل أملا..يكاثرون ويغالبون.

ومذابح قبية ودير ياسين شردت الكثير ولكنها لم تشرد الجميع.

وعودة اللاجئين في الملف الفلسطيني مطلب يتم التنازع عليه.

وإعادة اللاجئين في سورية عصا التخويف والتهديد والتأديب..يخوف بها اللاجئون!!

ورغم كل ذلك أعتقد أن عودة اللاجئين في سورية يجب ان يتم تبنيها كمطلب ثوري على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي..

كلنا نريد ان نعود إلى وطن وليس إلى معسكر تأديب، ولا إلى غوانتنامو أسدي كبير..والعائق الأول في طريق عودتنا هو مدير غوانتنامو السوري ثلاثي الأبعاد: الامريكي - الروسي- الايراني. لا نننظر أحدا أن يدفعنا إلى العودة، وإنما ننتظر من المجتمع الدولي ان يشارك في الدفاع عن الحقوق الانسانية للسو يين بالحماسة نفسها التي يدافع بها عن حقوق السدوميين!!

والعودة إلى ما ينعت بالمحرر أمر مطلوب ومقبول وجميل؛ ولكن كيف يكون محررا، وهو مباح للقصف الهمجي الروسي- الأسدي، وكيف يكون محررا بالمفهوم الأمني وهو كما يتحدث. عنه. المتحدثون، بين قسد ومسد وحمالة الحطب؟؟

نعم لنا وطن نحب أن نعود إليه، بل نريد أن نعود إليه، بل نحن مستعدون أن نضحي لنعود إليه؛ مستعدون ان نعود إليه لنحضنه ونحصنه ونبنيه، ولكن ارفعوا أيديكم عنه يا كل مجرمي الأرض وأشرارها ومافياتها…

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1017