مجتمع الكيان الصهيوني يتخبط وينهار

للشهر الثالث على التوالي، احتشد أكثر من مئة وثلاثين ألف مستوطن صهيوني في شوارع تل أبيب ضد سياسات نتنياهو ومشروعِ التعديلات القضائية، في رسالة من المعارضة لنتنياهو بأنّ أهداف تصعيده الأمني في الداخل، لن ينقذه وحكومته.

ورغم محاولة نتنياهو وحكومته تصعيد الأوضاع تحديدا باتجاه المسجد الأقصى المبارك للخلاص ولتصدير أزمته الداخلية وتوحيد صفوف اليمين في بوتقة استكمال مشروع التفرد بالحكم، ولتخفيف وطأة تواجد المعارضة من التجمهر في الشوارع ضد الإصلاحات القضائية، إلا أن استمرار التظاهرات وخروج أكثر من مئتي ألف متظاهر ضده أفشل مساعيه ومخططه.

ما يعيشه المجتمع الصهيوني في هذه الايام هو تتويج لأزمة اجتماعية سياسية ايديولوجية في المجتمع منذ سنين وهي ليست وليدة السنوات الأخيرة، وليست وليدة حكومة نتنياهو الأخيرة، التي أفرزت أسوأ ما لدی الاحتلال من تطرف؛ إنما حقيقة الأمر أنه وصل الأمر إلى مرحلة أنه يجب تنفيذ کل ما جرى التجهيز له من اعتداء على الشعب الفلسطيني.

ويبقى الاحتلال يعيش أزمة داخليه مركبه أفقية وعمودية داخل المجتمع الصهيوني، وأغلب القرارات التي تخرج من قبل المؤسسة الأمنية العسكرية تخرج دون توافق، وإضافة لإطلاق الصواريخ من الجنوب والشمال ووقوع عمليات فردية بطولية فلسطينية، مما زاد من حالة التخبط وإظهار حالة الارتباك والضعف بحكومة التشدد ومنظومتها الأمنية العسكرية.

خروج التظاهرات واستمرارها بحجم کبير وبعدة مواقع تعتبر ضربة إضافية لبنيامين نتنياهو وزمرته الحاکمة الذي حاول استغلال تدهور الاوضاع الأمنية للانقضاض عليها.

إن الأزمة الداخلية في الكيان الصهيوني تعكس الشرخ العميق بين قوى يمينية متشددة ومتطرفة وأخرى ليبرالية، فضلا عن الفاشية التي تتطور داخل المجتمع الصهيوني ودكتاتورية تمارسها حكومة بنيامين نتنياهو، مع تصعيد صهيوني دامٍ ضد الفلسطينيين والقدس الشريف والمصلين الفلسطينيين في شهر رمضان المبارك.

وتحدث عدد من المحللين السياسيين عن فاشية تتطور داخل المجتمع الصهيوني وتتأثر بالاحتلال، وعن شعبوية يمينية، بين اليهود المتدينين "الحريديم" الذين لا يريدون الديمقراطية، وبين الصهيونية الدينية التي تريد السيطرة الصهيونية على كل شيء.

وكان نتنياهو قد اتهم معارضيه بالسعي للإطاحة بحكومته من خلال اعتماد أسلوب الفوضى، وهو اتهام رد عليه زعيم المعارضة يائير لبيد بأن وصف نتنياهو بالكاذب، والذي يترأس فريقا حكوميا يعمل على تحويل الكيان الصهيوني إلى دولة متطرفة وغير ديمقراطية.

وتشهد الدولة العبرية منذ أكثر من شهرين مظاهرات متصاعدة أسبوعيا للضغط على الحكومة للتراجع عن خطط تقليص صلاحيات القضاء الصهيوني لصالح السلطتين التشريعية والتنفيذية.

في حين هاجم زعيم المعارضة في الكيان الصهيوني يائير لابيد، حكومة نتنياهو، قائلاً إن "المجتمع الإسرائيلي ينهار"، وأضاف: "نحن في أكبر أزمة وطنية في تاريخنا، هجوم خلفه هجوم، ووزير الدفاع مُقال ولا يزال تحت المراقبة، ووزير الأمن الداخلي مريض، لم نرَ أبداً هذا التدمير السريع من قبل"، وفق قوله.

وقال على حسابه على فيسبوك يوم السبت بمناسبة مرور 100 يوم على حكومة نتنياهو السادسة، وبعد تفصيل إنجازات حكومة التغيير في رأيه: "نحن في أكبر أزمة وطنية في تاريخنا". حسب قوله، اعتبارًا من اليوم، "دولتنا دولة مجروحة ومؤلمة ومربكة".

المصدر

*أمد للإعلام-9/4/2023

*العالم-9/4/2023

*الجزيرة نت-9/3/2023

وسوم: العدد 1027