خمسة وسبعون عاماً عمر النكبة.. ونعيشها نكبة في ذكرى النكبة..!!

أقل من أسبوع يفصلنا عن ذكرى النكبة الفلسطينية الكبرى.. ومنذ ١٥/ أيار/١٩٤٨.. وأمتنا مع كل صباح في نكبة جديدة تحيط بها، وعلى كل المستويات، ولا يجدر الإغراق في التفصيل لمن وعى.

إن الكيانات والحكومات التي تشكل أذرع الشر الدولي، هي تلك الكيانات التي تقتل عندما تشاء، وكيفما تشاء، ثم لا تلقى مساءلة ولا محاسبة، بل تجد كراسيها دائما محفوظة…

بضعة عشر إنسانا فلسطينيا قتلوا منذ الأمس حتى الآن، بينهم ثلاثة أطفال، مع أربعين جريحا، والغانم من المحسوبين على أمتنا من يشجب أو يستنكر ، أو يتواصل ليحصل وعدا بخفض التصعيد!!

لا أحد يسأل المجرم القاتل: وأطفال بعمر الورد بتقتلهم كيف؟؟

يا حيف!!

وكأن دماءنا التي سفكت في غزة منذ الأمس، كأس ماء كسر فانسكب ماؤه، فقال من حضر من أهل العجز: كُسر الشر، ولا حول .. ولا قوة.. ولم يكملوا الحوقلة حتى…!!

إن من لم يكن قادرا من أبناء أمتنا على ربط ما جرى في فلسطين وعلى أهل فلسطين، بما جرى في سورية وعلى أهل سورية، فلا كان.. ولن يكون..

قاتلٌ في فلسطين يقتل بالأصالة، وقاتلٌ في دمشق يقتل بالوكالة، ونحن ما زلنا نخوض حروب الشعارات، ونتدافع الذرائع، والمدخلات والمخرجات!!

لن أضيف جديدا إذا كررتُ: أمام ما حدث في فلسطين بالأمس من قتل وتدمير وعدوان على المقدسات: أشجب وأستنكر وأدين، أو إذا رحت أبكي مثل الشجي تحت صفصافة الآس!!

أسرٌ فلسطينية أبيدت، كما أباد صاحب السارين أسر السوريين، ولا تسألني عن الفرق.

ويقول لي سوري يظن بنفسه السياسة والكياسة والدماثة، لا تربط قضيتنا بالقضية الفلسطينية حذرَ أن…

ويذهب فلسطيني من الطرف الآخر يردد حديث ابي نواس السكير "وداوني بالتي كانت هي الداء" الداء لا يكون دواء يا صاحي، والصهيوني ما كان ليدب على أرضنا لولا هذه النعال أو الأقدام.

وأوكس الناس من يقدر في نفسه الذكاء، وفي عدوه الغباء؛ فيقودنا في ملتويات التذاكي الممجوج..

(قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا)

نشأنا ونحن نردد:

يا فلسطين التي كدنا لما كابدته من أسى ننسى أسانا..

نحن يا أخت على العهد الذي

قد رضعناه من المهد كلانا

فعل العدو بنا لا يـُستنكر بالكلمات ولا بالبيانات ولا بالتصريحات ولا بالتهديدات… يستنكر بالرشد والابصار، والعمل الرشيد المبصر..

وأهم شيء فيما نحن فيه أن لا تذهب دماءنا المسفوكة ظلما هدرا مثل ماء مسكوب..

اللهم ارحم شهداءنا، وتقبل جهدنا وجهادنا، وبصرنا بحقيقة ما يحيط بنا..

فلسطين من نهرها إلى بحرها مسلمة عربية عمرية صلاحية وستبقى بإذن الله..

والأرض لأهلها وللمحتلين والمغتصبين والمتسلطين الحَجر

وازدادت سني نكبتنا عاما.. ونقصت أيضا عاما، ومن يعش منا ير ويسمع.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1031