انقذوا "أوربا" من وباء اليمين المتطرّف

ما الذي يريده هذا الوزير المعتوه؟!

ما هذا الجنون الذي يتفوّه به وزير التعليم الفرنسي (باب ندياي)؟

لقد ذهب أبعد ممَّا ذهب إليه أسياده من غلاة اليمين المتطرف!

إنه لم يحتمل أن يرى بضعة تلاميذ يؤدُّون الصلاة أثناء استراحة الغداء!

بلْ وعد بأنه "سيتخذ إجراءات مع المسئولين لمواجهة هذه الممارسات!

أمَا آنَ لهذا الضلال أن يتوقف؟

أمَا آنَ لهذه الخِراف الضالة أن تعود إلى رشدها؟

أمَا آنَ لهذه الحروب الإعلامية "الصهيونية" أن تنطفئ جذوتها؟

لقد نسيَ هذا الوزير الفرنسي المخدَّر أنَّ "العلمانيَّــة" التي يتشدّق بها، تعني قبول (الآخَر) كما هو، وأنْ تحترم ثقافته ومعتقده الذي يعتقده.

لقد تناسى هذا الوزير المأفون أنَّ (الإسلام) ليس "موضة" وستنفضُّ في يومٍ من الأيام، بل هو نور الله من الأزل إلى الأبد ... (ويأبى اللهُ إلاَّ أن يُتمَّ نوره ولوْ كرِه الكافرون)!

وما زال رهاننا على هذا الإباء وهذا التحدّي الإلهي الصارخ!

وقد صدقتْ صحيفة (الإندبندنت the Independent) في قولها: بأنَّ الوزير الفرنسي أصيب بلوثة عقلية، ومسكون بأصداء الحروب الصليبية وعقلية العصور الوسطى!

لا جَرَمَ أنَّ هذا الوزير من مخلّفات الاستعمار القديم، فلم يسمع أنَّ أوربا تغيّرت، وأنَّ "الكنيسة" غيّرتْ نشاطها، بلْ إنَّ الكنائس التاريخية معروضة للبيع، حتى إنَّ أحد المفكّرين الغربيين تندَّر قائلاً: لابدَّ من تحويلها إلى "اسطبل للخيول"!!

الحقَّ أقول: إنَّ هذا الوزير العنصري المتطرف وأمثاله لم يقرأوا ما كتبه فلاسفتهم وعلماؤهم؛ فالمؤرخ الفرنسي/ إرنست رينان Renan -بالرغم من تعصّبه الصليبي- إلاَّ أنه شَهِد على تحامل أبناء جنسه ومِلَّته على نبيّ الإسلام، فقال في كتابه (دراسات في تاريخ الأديان): "لقد كتب المسيحيون تاريخاً غريباً عن مُحمَّد، إنه تاريخ مملوء بالحقد والكراهية له".

ويرى الفيلسوف الفرنسي وولتر Walter "أنَّ النجاة في فهم الإسلام، ومعرفة السُّنَنَ التي أتي بها نبيُّ الإسلام؛ فهيَ قاهرةً للنفس ومُهذبةً لها، وجمالها جلبَ للدين الإسلامي غاية الإعجاب ومنتهى الإجلال، ولهذا أسلمتْ شعوبٌ عديدة من أُمم الأرض، حتى زنوج إفريقيا، وسكَّان جزر المحيط الهندي".

وفي كتابه "حياة مُحمَّد" يقول الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي/ هنري بولا نفلييه H.Boulainvillier : "كان مُحمّد أداة اللهِ التي قضى بها على العبادة الباطلة، وأحلَّ محلها العبادة الحقّة، ولولاه ما عرف أحدٌ اللهَ ومَجَّده كما يليق به".

إننا ندعو الوزير الفرنسي المتطرف أن يستمع إلى ما قاله جان جاك روسو Jean Jacques Rousseau فيلسوف الثورة الفرنسية الشهير، وصاحب (العقد الاجتماعي Social Contract)، إذْ يقول: "لمْ يرَ العالَمُ حتى اليوم رجلاً استطاع أن يُحوِّلَ العقولَ والقلوب من تعدد الآلهة إلى عبادة الإله الواحد إلاَّ مُحمَّداً، ولوْ لم يكن قد بدأ حياته صادقاً أميناً، ما صدَّقه أقرب الناس إليه، خاصة بعد أن جاءته السماءُ بالرسالة لنشرها على بني قومه الأصلاب العقول والأفئدة، لكنَّ السماء التي اختارته بعناية كيْ يحمل الرسالة العظمى، لذلك نجح في رسالته، واستطاع أن يقنِع قومه بأنَّ خالق هذا الكون واحد لا شريك له، فآمَنوا به وبما قال، ولأنَّ رسالة مُحمّد قوية وأعطته قوة، راح ينشر بها الرسالة فوجدت صدى غير عادي، وكلما أراد أن يجعل قومه في قوته كان يتلو عليهم القرآن، فيطلبونَ منه أن يأمرهم بما أراد اللهُ لنشر الإسلام في ربوع الأرض، فبالقرآن انتصروا، وفتحوا الممالك، وسادوا العالَم".

وفي موضعٍ آخَر، نجد Rousseau يناشد الرسولَ معلناً افتخاره به، فيقول: "أيها النبيُّ الرسول خذ بيدنا إلى موقف الشرف والفخار, فنحن من أجلكَ نودُّ الموتَ أوْ الانتصار".

إننا ندعو الوزير اليميني المتطرف أن يقرأ ما كتبه الفيلسوف الفرنسي "جوستاف لوبون" G.Lebon صاحب كتاب (الحياة) الذي تُرجم إلى أكثر من سبعين لغة عالمية، يقول فيه: "إنَّ مُحمّداً هو النبيّ الحكيم العظيم بحق، حسبه رحابة صدره إزاء أهل الذمّة، وهو الذي حرّر بلاداً واسعة من الروم والفرس، وترك أهلها في طليعة الأُمم".

وفي كتابه "حضارة العرب" يقول Lebon: "إذا ما قِيستْ قيمة الرجال بجليل أعمالهم؛ كان مُحمَّد أعظمَ مَن عرفهم التاريخ؛ فقد كان يقابل ضروبَ الأذى والتعذيب بسعة الصدر، وكان صبوراً قادراً على احتمال المشاق، ثابتاً بعيد الهمّة، ليِّن الطبع وديعاً، وكان عظيم الفطنة".

إننا ندعو الوزير المتطرف أن يقرأ ما كتبه الفيلسوف الفرنسي (فانسان مونتيه F.Moantia) الأستاذ بالسوربون، وصاحب كتاب "الإسلام في أفريقيا"، والذي يؤكد فيه أنَّ: "الإسلام دين المستقبل رغم كل العقبات التي يواجهها، فكل شيءٍ ورد عن مُحمَّد يَشهد بنبوته، وأنه مبعوثٌ من عند الله، فمن المستحيل أن تكونَ كل هذه الحِكَم والوصايا والأوامر والنواهي منسوبة إلى أحدٍ من البشر العاديين، إلاَّ أن يكون نبياً كريماً مِن عند الله".

إننا ندعو الوزير المتطرف أن يستمع إلى مقاله الفيلسوف الفرنسي/ رينيه غينيو R. Jinyu في كتابه (رسول الدنيا World Prophet) إذْ يقول: "لقد أردتُ أن أستعصم بنصٍ إلهيٍّ مقدّس لا يأتيه الباطل, فلم أجد بعد الدراسة الطويلة المضنية سوى القرآن الكريم, فهو الكتاب الوحيد الذي أقنعني وأمَّنَ على ما في قلبي. ورسول الإسلام هو الرسول الذي أحببته، وسعدتُ بالسيْر تحت لوائه, وغمرتني أقواله وأفعاله بالسعادة النفسية والسكينة الروحية. ولولاه e لغرقتْ الإنسانيةُ في بحار المادية والإلحاد، والانحلال الخُلُقي والدمار الروحي".

أخيـــراً، ندعو الوزير المتطرّف وإخوانه من "الرضاعة" أن يستمعوا إلى ألفونس دي لا مرتين Lamartinn فيلسوف وشاعر فرنسا الشهير- وما قاله في كتابه الشهير (مُحمَّد المثل الأعلى).

وأخيـــراً، وليس آخِراً؛ أدعو الفرنسيين إلى تطهير بلادهم من وباء اليمين المتطرف، ومن قطيع العنصريين الجهلاء، ومن بقايا الحروب الصليبية ... وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون!

وسوم: العدد 1037