الأونروا تستهدف تخريب قيم المجتمع الفلسطيني ب" مدونة قواعد السلوك "

مفاجأة من الوزن الثقيل في زمن كثرت فيه المفاجآت التي تحمل هذه الصفة . المفاجأة هي " مدونة قواعد السلوك " التي وزعها " مكتب الأخلاقيات " التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ( الأونروا ) على مديريات التعليم التابعة لها في الضفة وغزة   لتعميمها على المدارس  ليتولى المعلمون شرحها للطلاب ليهتدوا ويقتدوا بها في سلوكهم ! وننتبه إلى عمومية كلمة " السلوك " في اسم المدونة المؤلفة من 69 صفحة ! كتاب ! العمومية في " السلوك " تضليلية للإيهام بأن ما في المدونة من توجيهات لا يبارح الدلالة الطيبة المباشرة التي توحي لنا بها كلمة السلوك حين نسمعها في حياتنا اليومية ، ومن ثم فالالتزام بما في المدونة التزام بتلك الدلالة الطيبة الحميدة . وتوضح الأونروا في مستهل مدونتها أن نظرتها إلى ما تسميه المساواة بين الجنسين هي ذات نظرة الأمم المتحدة ،  ويبدو هذا بديهيا  أول ما نقرؤه  بصفة الأونروا تابعة للأمم المتحدة إلا أن ما  ليس بديهيا هو أن تخرج في مدونتها عن وظيفتها الأصلية التي أنشئت من أجلها في 1949 ؛ تلك الوظيفة  التي يحددها  اسمها " وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " ، فهي " غوث " لا " لوث " ، و " تشغيل " لا " ترذيل " ، ولا  تخريب لقيم مجتمعهم العريي الإسلامي ابتداء بإفساد أبناء هذا المجتمع ولو بعد 74 عاما من إنشائها في خروج منحرف خطير عن وظيفة إنشائها مع ما في تلك الوظيفة  من تغطية على سرقة الإسرائيليين  لوطن الفلسطينيين ، وتسْكنة  صراخهم وحزنهم عليه وتطلعهم إلى العودة إليه  . وهي ، الأونروا ، تماشي في مدونتها ما أحرزه المثليون في المجتمعات الغربية من اعتراف بشرعية سلوكهم المرضي الشاذ هاجرة وجوب تقيد منظمات الأمم المتحدة بقوانين وأخلاقيات المجتمعات التي تعمل فيها ، لكن هكذا هو الغرب يغير كل شيء وفق وسائل تحقيق  مصالحه . يرى في هذا الزمن الإفساد الأخلاقي طريقا إلى هذه المصالح فيعمل على بثه . والمجتمعات الإسلامية مستهدفة بهذا الإفساد بالعمل على اختراق حصانتها الدينية المنيعة التي تحفظ الفطرة الإنسانية السوية السليمة التي خلق الله _ سبحانه _ مخلوقاته من إنسان وحيوان ونبات عليها . أليس انحطاطا بشريا مرعبا أن تنتشر المثلية  homosexuality ، التي ابتكروا لها تسمية مجتمع الميم ،  بين البشر ويخلو منها عالم الحيوان كليا ؟! الحيوانات في علاقاتها الجنسية تتصرف وفق مبدأ " كما خلقتني يارب . " ،  والرياح تحمل غبار اللقاح وبذوره إلى كل ما في مسارها من شجر ونبات ، فلا يخصب اللقاح إلا ما يلائمه من الشجر والنبات حتى لو استقر عليه .  الإنسان هو الوحيد الذي شذ عن هذه المبدئية الفطرية السوية النقية بعد أن هيأ لها بانحرافات عما أمره الله به أو نهاه عنه . سوغت ممثلة أميركية شهيرة شذوذها في ميلها الجنسي للنساء بأنها ملت علاقاتها الحرة مع الرجال ، وباتت متشوقة لتجربة علاقة جديدة مع النساء . انحطاط أخلاقي قاد إلى انحطاط أخلاقي جديد مصحوب بانحراف عن الفطرة السوية أسوأ وأرذل . وانتفضت قوى سياسية  ودينية فلسطينية متصدية لمدونة الوكالة . حركتا حماس والجهاد استنكرتاها ، واعتبرتها لجنة شئون اللاجئين في المجلس التشريعي تجاوزا خطيرا يمس المجتمع الفلسطيني ، ويروج للشذوذ والانحلال الأخلاقي . واستنكرتها رابطة علماء فلسطين ، وعدتها تمجيدا للفاحشة والرذيلة . ويستوجب منع العمل  بهذه المدونة خطواتٍ سياسية وعملية وتربوية كثيرة وإرشادية ، منها : أولا : رفض مديري المناطق التعليمة تعميمها على المدارس ، وحماية الرافضين من إقصائهم من عملهم إن عاقبتهم الوكالة . ثانيا : إصدار السلطة الفلسطينية بيانا جادا برفضها . ثالثا : خروج مظاهرات في الضفة وغزة تندد بها ، وتؤكد النية الحازمة المتحدية لرفضها . رابعا : توضيح  أضرارها الوبائية المهلكة بشرحها للطلاب في مدارس الوكالة والمدارس الحكومية ، والتركيز على هذا الشرح في حصص التربية الإسلامية واللغة العربية وفق ما يتاح في كل حصة . خامسا : توظيف المساجد في هذه المهمة في محاضرات قصيرة بعد إحدى الصلوات ، وفي خطب الجمعة . سادسا : توعية الأسر لأبنائها بخطورتها ، وتحريم الدين لها . سابعا : فتح الجبهة الإعلامية بكل وسائلها في المعركة ضدها ، والتوسع في فضح  أهدافها ، وبيان خطورة استهدافها لقيم المجتمع الفلسطيني العربي المسلم التي بدونها يصبح خرابا وقاعا صفصفا . وحرب الأفكار تكون أحيانا أخطر عاقبة ودمارا من حرب النار . لا قيامة للمجتمع إن هزم في حرب الأفكار ؛ لأنها تجوفه من داخله ، وتمسخ شخصيته ، وتشله في صراعه مع عدوه ، بل تجعله منحازا إليه ومنفذا لمآربه ،  ومؤتلفا معه في حماسة بلهاء لكيان ممسوخ ، مشوه الملامح النفسية والثقافية والسلوكية ، معدوم المناعة  .  

وسوم: العدد 1050