الحرب على العلماء العرب ... وليس الحرب على الإرهاب

أعزائي القراء ..

بالأمس كتبت مقالة ذكرت فيها أن الحرب على غزة هي جزء من حرب عالمية  ضد أمتنا العربية وليست معزولة عنها ، وكتبت أن كل رئيس امريكي كانت له مشاركة  في هذه الحرب بطلب من الحكومة العالمية  المؤلفة من الصهيونية والماسونية العالمية ، بدءاً من تأسيس الحكم الخياني لحافظ أسد إلى تسليم وريثة الجزار بشار أسد, إلى تاسيس الحكم الداعم له في إيران إلى تدمير العراق العربي إلى انقلاب العار في مصر إلى جلوس حكام العرب في حضن الكيان الصهيوني، لتصل الحرب اليوم  إلى غزة .

فهذه الحروب هي وحدة متكاملة تتالف من حلقات لتشكل سلسلة تفكيك أمتنا العربية ، وهذه المقالة تتكلم عن حلقة تصفية العلماء العرب كحلقة هامة في سلسلة الحرب الطويلة علينا .

أعزائي القراء ..

بالرغم من المعوقات التي وضعت أمام العرب لتحجيم دور  العلماء العرب وتصفيتهمً فإن الشعوب العربية وبمجهودها الشخصي ملكت طاقة علمية رائعة ولكنها مجمدة أو ملاحقة .

والمأساة الأكبر كانت لعلمائنا العراقيين والسوريين والمصريين . 

ففي سورية تم تصفية مئات العلماء في أقبية المخابرات والآف منهم آثروا الهجرة لخارج الوطن للحفاظ على حياتهم وحياة عوائلهم.

إن ما تسميه امريكا وإسرائيل واتباعهما بالحرب على الإرهاب ماهو إلا الغطاء السحري الجذاب الذي يخفي وراءه محاربة الشعوب لمنعها من الحصول على حريتها..وتدمير اقتصاد أوطانها و الإستحواذ على قرارها السياسي والعلمي بدعمهم لحكام أصحاب طبيعة ديكتاتورية إجرامية خيانية  بحتة تم إختيارهم بمواصفات خاصة تمتاز بتدمير الإنسان والأوطان معاً , وأهم تدمير قامت به مخابرات الغرب و إسرائيل و الولايات المتحدة أثناء إحتلالها للعراق كان ملاحقة علماء العراق لتصفيتهم أولاًً.

.أمًا تصفية علماء سوريا فقد تكفل بهم النظام الطائفي إما بالاعتقال ثم القتل بالتعذيب او بالتهجير.

أعود للعراق لأقول إن أهم أسباب الحرب الصليبية الفارسية على العراق كان من أجل تدمير العلماء وتصفيتهم جسدياً,وقد شارك في هذه التصفية شلة عراقية طائفية ماجورة لملالي طهران وموساد إسرائيل والولايات المتحدة 

وقد رصدتُ بالأسماء اكثر من ألف عالم عراقي تم تصفيتهم وقلة منهم تمكنت من الهجرة وتعمل في ظروف بائسه.

والأسماء التالية هي لقلة  من العلماء العراقيين الذين تم قتلهم في عهد الاحتلال الأمريكي وبروز العصابات الطائفية المساندة للإحتلال:

 أ.د. عماد سرسم : زميل كلية الجراحين الملكية،جراح مشهور وعالم طبي .

 أ.د. مجيد حسين علي : دكتوراه فيزياء،جامعة بغداد.

 أ.د.. علي عبد الحسين كامل : دكتوراه فيزياء،جامعة بغداد.

 أ.د. اسعد سالم شريدي دكتوراه هندسة،جامعة البصرة.

أ.د. مروان مظهر الهيتي دكتوراه هندسة كيميائية،جامعة بغداد.

أ.د. ليلى عبد الله السعد دكتوراه قانون،جامعة الموصل.

أ.د. منير الخيرو دكتوراه قانون،جامعة الموصل.

أ.د. محمد عبد المنعم الارميلي دكتوراه كيمياء،عالم متميز.

أ.د.طالب إبراهيم الظاهر دكتوراه فيزياء،جامعة ديالى.

د.محمد تقي حسين الطالقاني دكتوراه فيزياء نووية.

د.محيي حسين دكتوراه هندسة ديناميكية الهواء.

د.مهند عباس خضير الدليمي دكتوراه هندسة ميكانيكية،الجامعة التكنولوجية.

أ.د.خالد شريدة دكتوراه هندسة،جامعة البصرة.

أ.د.عبد الله الفضل دكتوراه كيمياء،جامعة البصرة.

أ.د.محمد فلاح الدليمي دكتوراه فيزياء،الجامعة المستنصرية.

أ.د.باسل الكرخي دكتوراه كيمياء, جامعة بغداد.

د.وسام الهاشمي رئيس جمعية الجيولوجيين العراقية.

د.عصام سعيد عبد الحليم خبير جيولوجي في وزارة الإسكان.

د.مروان رشيد مساعد عميد كلية الهندسة،جامعة بغداد.

د. أمير إبراهيم حمزة مدرس مساعد في معهد بحوث السرطان،هيئة المعاهد الفنية.

هذا غيض من فيض ولو استرسلت لاحتجت لمئات الصفحات كي أعدد أسماء الشهداء من العلماء والمهجرين منهم . 

وأرى من المفيد بهذه العجالة تسليط الضوء على حياة بعض علمائنا وأسلوب تصفيتهم:

الدكتور يحيى المشد :عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي، درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية شهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية

ولد يحيى المشد في مصر في بنها عام ١٩٣٢، تخرج من قسم الكهرباء في جامعة الإسكندرية عام ١٩٥٢، وحصل عام ١٩٦٣ على درجة الدكتوراه في هندسة المفاعلات النووية من الإتحاد السوفيتي حيث حصل على بعثة دراسية عام ١٩٥٦.عند عودته إنضم إلى هيئة الطاقة النووية المصرية حيث كان يقوم بعمل الإبحاث، أنتقل إلى النرويج بين عامي ١٩٦٣ و١٩٦٤، ثم عاد بعدها كأستاذ مساعد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وما لبث أن تمت ترقيته إلى"أستاذ"، حيث قام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية و نشر أكثر من خمسين بحثاً علمياً .

بعد حرب عام ١٩٦٧ تم تجميد البرنامج النووي المصري، مما أدى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، وأصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب تثبيت الحكام ١٩٧٣حيث تم تحويل الطاقات المصرية إلى إتجاهات أخرى.

كان لتوقيع الرئيس المغفور له صدام حسين في تشرين الثاني ١٩٧٥ إتفاقية التعاون النووي مع فرنسا هذا المشروع جذب بعض العلماء المصريين إلى العراق حيث إنتقل الدكتور يحيى المشد للعمل في المجال النووي العراقي . قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية حيث إعتبرها مخالفة للمواصفات، أصرت بعدها فرنسا على حضوره شخصياً إلى فرنسا لتنسيق إستلام اليورانيوم.أغتيل في ١٣حزيران / يونيو عام ١٩٨٠,في حجرة رقم ٩٤١ بفندق الميريديان بباريس و ذلك بتهشيم جمجمته، قيدت السلطات الفرنسية القضية ضد مجهول.

تم إتهامه بأنه كان مع مومس فرنسية وأن مقتله كان على خلفية هذا الموضوع، إلا أن ماري كلود ماجال المومس(الشهيرة بماري اكسبريس) - أنكرت الرواية الرسمية، بل أنها ذكرت أنه رفض مجرد الحديث معها، تم تجاهل قصة المومس مع أنها كانت شاهد رئيسي ووحيد في قضية مقتله وتم إغتيالها بعد فترة.ويؤكد الكثير من زملائه أن الموساد كان وراء عملية الاغتيال.وبشكل عام تجاهلت معظم وسائل الإعلام العربية الرسمية نبأ مقتله وبعضها تناولته بصورة سريعة.

العالم سعيد السيد بدير:

قتل العالم المصري سعيد السيد بدير نجل الفنان المصري الراحل سيد بدير وكان قد تخرج في الكلية الفنية العسكرية وعين ضابطاً في القوات المسلحة المصرية حتى وصل إلى رتبة مقدم وأحيل إلى التقاعد برتبة عقيد بناءاً على طلبه بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من إنجلترا ثم عمل في أبحاث الأقمار الصناعية في جامعة لايزبيغ وتعاقد معها لأجراء أبحاثه طوال عامين وهناك توصل المهندس الشاب إلى نتائج مذهلة وقد نشرت أبحاثه في جميع دول العالم حتى أتفق معه باحثان أمريكيان في تشرين الاول / واكتوبر عام ١٩٨٨ لأجراء أبحاث معهما عقب انتهاء تعاقده مع الجامعة الألمانية وهنا اغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدأوا بالتحرش به ومضايقته حتى يلغي فكرة التعاقد مع الأمريكيين .وذكرت زوجته أنها وزوجها وابنائهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبث في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها،ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده ثم عاد إلى القاهرة في ٨ حزيران / يونيو عام ١٩٨٨ وقرر السفر إلى مسكن أحد أشقائه في الإسكندرية لاستكمال أبحاثه فيها حيث عثر عليه جثة هامدة وأكدت زوجته أن إحدى الجهات المخابراتية كانت وراء اغتيال زوجها وتؤكد المعلومات أن العالم سعيد بدير توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى ١٣ عالماً فقط في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ

اسماء لعلماء آخرين.

د. سميرة موسى مصرية، تلقت دعوة لزيارة واشنطن فقتلت هناك بمؤامرة صهيونية شارك فيها احدى ممثلات مصر اليهودية المتخفية بإسم اسلامي. 

د. مصطفى مشرفة مصري...مات مسموماً.

د. سلوى حبيب مصرية.. قتلت مذبوحة.

د. جمال حمدان مصري... مات محترقاً.

ولإستكمال البحث اضيفوا لعلمائنا ايضا ١٣ خبيراً عسكرياً مصرياً تخصصوا بالحرب الالكترونية ، اسقطت طائرتهم فوق مدينة نيويورك بالرحلة الشهيرة رقم ٩٩٠ والتي تناولت قصتها بالتفصيل في مقالة سابقة وكان الناجي الوحيد هو اللواء السيسي الذي كان يتدرب في واشنطن على دروس في المخابرات، حيث كان الوحيد الذي لم يستقل الطائرة المنكوبة مع زملائه واحتفظ به ليوم معلوم ومقرر فكان انقلابه المدروس على إدارة الرئيس المرحوم الدكتور مرسي .

أعزائي القراء..

مشكلتنا أن علماءنا وضعوا بين نارين... نار الأعداء من خارج أمتنا ونار الداخل من حكام مأجورين هم أشد فتكاً وإجراماً من أعداء الخارج.

بقي كلمة أخيرة :

مدير الاستخبارات الامريكية السابق (سي اي ايه) صرح  عام ٢٠٢٠ بأن اغتيال العالم الايراني منذ أيام هي جريمة ، ونسي هذا المدير أنه كان على رأس المخطط لتصفية الآلاف من العلماء العراقيين مع شركائه حكام "إسرائيل الشرقية" .

هذا التصريح يكشف جزءاً من المؤامرة المفضوحة على شعوب امتنا العربية .

وللبحث بقية….

وسوم: العدد 1061