«رأس الأفعى» في الأزهر أم تل أبيب؟ «الإخبارية السورية»: إعلاميون بدرجة قتلة!
تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية هجومها على مؤسسة الأزهر الشريف في مصر وشيخ الجامع الأزهر الإمام أحمد الطيب، بسبب مواقفه من إسرائيل وجرائمها في قطاع غزة.
وقد بلغ التطاول بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية لوصف الأزهر الشريف بـ«رأس الأفعى» في مصر، مطالبة بقطع هذه الرأس، على حد قولها.
الصحيفة العبرية أجرت حوارا مع إيلي ديكل، وهو مقدم في المخابرات الإسرائيلية، وخبير في الشؤون المصرية، هاجم فيه أيضا الأزهر، مدعيا أنه بوق العداء لإسرائيل من داخل مصر.
وكان الأزهر، أحد أهم المؤسسات وأكثرها نفوذا في العالم السني، أصدر مؤخرا بيانا شديد اللهجة ضد إسرائيل، بسبب ارتكاب جرائم إبادة جماعية وسياسة تجويع في قطاع غزة، ثم حذفه بعد ذلك بوقت قصير، ما أثار الكثير من الانتقاد.
تاريخيا، لم يستطع أحد التطاول على الجامع الأزهر، فهذه مؤسسة تنويرية معتدلة قائمة منذ أكثر من ألف عام، وهي جامعة، وتدير أكثر من 1000 معهد ديني في مصر، وتعد أهم مؤسسة دينية، وهي عظيمة في أهميتها ومسؤولة عن تنشئة أجيال من علماء الدين، بالإضافة إلى أنها المرجع الشرعي في أحكام المذهب السني.
واستشهد ديكل بموقف الأزهر فورا بعد هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023: قائلا: «على سبيل المثال، فور بدء الحرب، أصدرت هذه المؤسسة فتوى دينية بعدم إدانة هجوم حماس، لسبب بسيط لأنه، وفقًا لهم، تصرفت حماس على نحو صحيح لتحرير الأراضي الإسلامية المحتلة، منذ ذلك الحين، لم يُدن السيسي – ولو تلميحًا – ما قامت به حماس ضد إسرائيل».
وترى الصحيفة الإسرائيلية أن الدولة المصرية في حاجة إلى الهدوء في الوقت الراهن، ولذلك ضغطت على الأزهر لحذف البيان، ولو كانت الحكومة غاضبة من الأزهر حقًا فلديها القدرة على إغلاق قنواتهم الإذاعية وميزانياتهم، وتقليص أنشطة الأزهر بشكل كبير على الفور.
إلى هذا الحد بلغ التطاول الإسرائيلي على مصر؟!
مذيعة سورية تقارن بين نيران
تلفزيون بلادها ماضيا وحاضرا
ظهرت الإعلامية السورية ساندرا علوش، التي عملت سابقا في القناة الاخبارية السورية كمذيعة منذ عام 2012 في مقابلة هذا الأسبوع لترد على أسئلة لإعلاميين سوريين حول ماذا فرق الإعلام الحالي عن إعلام مرحلة الهارب بشار.
كان السؤال الأول: كيف تقيمي المنظومة الإعلامية الحالية، وخاصة قناة «الإخبارية السورية» اليوم؟ فقالت «الإخبارية السورية ما اختلفت أبدا عن القناة، التي كنت أعمل فيها للأسف، القناة التي كانت تفبرك روايات مضللة كي تشوه صورة الثورة السورية أنذاك، والتي كانت تشوه المكونات السورية، التي نزلت للشوارع للتظاهر، ضد نظام مستبد وتطالب بحقوق أساسية وحقيقية محقة، وتم تشويهها سابقا. وتضيف نرى الأساليب نفسها تماما الآن، فهي تعمل اليوم على تشويه أي جهة سورية تقوم بالاعتراض على أي شيء مخالف أو تطالب بأمور محقة. أرى الخطاب التحريضي نفسه، الذي كان يدعو إلى قتل السوريين، الذين كانوا يطالبون بمطالب تختلف مع سياسة الحكومة والنظام».
وتضيف الإعلامية «للأسف أسمع الآن مصطلحات مثل «الحسم العسكري » والضرب بيد من حديد» وغيرها من المصطلحات التي كنا نأمل ألا نعود نسمعها في حياتنا كسوريين، لكن هذا الخطاب الإعلامي موجود للأسف على الإخبارية السورية، وعلى كل القنوات التي تدعم الحكومة الانتقالية الحالية».
وتعرج على الإعلاميين الذين كانوا «ثورجيين»، والذين كانوا يطالبون بحرية الإعلام وحرية الصحافة وبدولة القانون والعدالة، فقد أصبحوا اليوم للأسف أدوات بيد السلطة الجديدة تدفعهم للترويج لرواياتها، التي تعكس مصلحة الحكومة ضد الواقع الذي يحدث على الأرض».
وتختم بنصيحتها لهؤلاء أن يصححوا من مسارهم ويعتصموا بالمهنية في تقديم التغطيات الإخبارية والتعامل بمسؤولية أخلاقية مع المكونات والأطراف السورية كافة، لأنهم إعلام وطني ولا ينبغي أن يكونوا محسوبين على جهة ضد بقية الوطن.
فعلا يتجرع المر من يتابع «الإخبارية السورية» الجديدة ويترحم على تلفزيون «دنيا»، فقد صنعت نسخا قبيحة ومتوحشة من شريف شحادة وخالد العبود وجيشا من الكارهين لمكونات شعبهم.
هل هذا هو الإعلام الذي سيبني دولة ومستقبلا مثل سنغافورة؟! ماذا تركتم لإعلام بشار الأسد والمخابرات السورية، على الأقل ذاك – غير مأسوف عليه – كان منضبطا ومؤسساتيا، أما حاله الآن فهو في طلاق مع الصفتين.
دم السوري على السوري حرام
خرج مؤخرا نشطاء سوريون شرفاء في مظاهرة وطنية يتيمة من عشرة أشخاص في دمشق، ورفعوا لافتات كتبوا عليه «دم السوري على السوري حرام». و«نرفض العدوان الصهيوني على كافة الأراضي السورية»؛ ولم ينحازوا لأي طرف مطلقا.
وقد تناولها الإعلام الدولي كله من قلب دمشق وعلى مرمى حجر من وزارة الإعلام والتلفزيون السوري، سبحان الله إلا التلفزيون السوري «الوطني» لم يتناولها أو ينتصر الإعلاميون لأيقونة من أيقونات الثورة، وهي زينة شهلا، التي نعتها أحد وحوش الظلام بأقذر أوصافه هو، ومن معه من معاول القمع والهدم، وهي التي اعتقلت وعذبت في أفرع المخابرات السابقة، لوقوفها مع الثورة وأهينت جسديا ومعنويا كي تقول كلمة الحق، في الوقت الذي كانت تضرب في أقبية وفروع الأمن كان هذا الذي طلب عصا لضربها كالبهايم، هاربا، مثل جرذ الى تركيا بعد بيعه بئر نفط في منطقته، وأتى لدمشق الآن لامتلاك فلل وقصور.
وبدل تكريمها من إعلاميين كان غالبيتهم هاربين في الخارج، بينما كانت هي صامدة في الداخل، شارك الإعلام السوري باهانتها وتجاهلها، ولم يتحرك أي جهاز في كل الدولة لمحاكمة هذا الوحش البشري، ومن معه من «الشبيحة الجدد».
فهل أخطأ هؤلاء، وكان عليهم مجاراة توجهات الإعلام الجديد برفع شعارات التحشيد الطائفي، والقول إن دم السوري على السوري حلال؟! أم كان عليهم رفع لافتات تقول «اقتلوا بعضكم واذبحوا بعضكم»! أما شبعنا دما حتى الآن؟ والدم دائما ينادي الدم، وأبشع وأخطر طريقة للتحشيد تأتي عبر إعلام يشيطن بدل أن يحصن ويشفي العلل!
ذكر وزير الإعلام د. حمزة المصطفى أن هناك الآلاف من الحسابات الوهمية، تنشر التضليل وتزرع الانقسام بين السوريين. ونحن نوافقه على هذا مئة بالمئة، لكن ما لم يُذكر هو أن جزءاً كبيراً من هذه الحسابات لا يأتي من الخارج، بل من الداخل، من سوريين محسوبين على السلطة، ممن يلبسون قناع الوطنية ويعتاشون على الشماتة والتحريض على القتل!
الهجوم الوحشي على السويداء لم يأتِ من فراغ، فقد سبقه تراكم خطاب شيطنة ممنهج ضد أبناء الجبل، قادته صفحات وتيارات محسوبة على «الخط الرسمي»، وشجّعته حسابات شعبوية تقتات على إثارة الغرائز. والأسماء كلها باتت معروفة تماما للسوريين دون ذكرها.
هؤلاء الذين يقودون خطاب التحريض، لا يفعلونه مجاناً. هذه ليست «آراء»، بل «صناعة كراهية» كاملة.. ولأنها مربحة، لن يتوقفوا حتى تغرق سوريا كلها.
وإذا كنتم جادين بمحاربة المعلومات المضللة، فابدأوا بمن يروّج لها من الداخل، باسم الدولة، وباسم من يضرب بسيفها وباسم الوطن. لديكم أسماؤهم.. ولدى كل مواطن سوري شريف أسماءهم.. نعرفهم وأنتم تعرفونهم.. حاسبوهم!
وسوم: العدد 1129