وأسأل بواقعية: كيف السبيل للخروج من المأزق؟؟..

وأسأل بواقعية:

كيف السبيل للخروج من المأزق؟؟..

عقاب يحيى

حاول البعض الدعوة لمؤتمر وطني جامع، ورغم الموافقة على الفكرة إلا أن تجسيدها اليوم أصعب من قلع جميع البثور والدمامل المتقيحة في واقعنا، وتحتاج الدعم، وجهة عربية بمستوى الجامعة العربية، وربما الأمم المتحدة.. 

في مؤتمر القاهرة للمعارضة العام الماضي.. كانت الفرصة متاحة.. لكن عقلية المباكسة وتسجيل الانتصارات الوهمية، والشيطنة، والخوف من " المؤامرة" على المجلس الوطني أفشلت جهود المخلصين في تشكيل لجنة للمتابعة.. ثم حاول البعض ذلك.. وتكسّرت مقاذيفهم بفعل ذات العقلية..

ـ قلنا علّ الإئتلاف يكون بداية المخرج.. يتجاوز سلبيات المجلس الوطني.. وإذ نحن بمواجهة حالة" موضوعية" سورية بامتياز,, العقل الذاتي المتورم . عقلية المحاصصة والحزيبات، والشلة، والكتلة.. وتحقيق" الانتصارات" الخارقة عبر المَحورة والتفتيت.. و"الحفاظ" على المجلس الوطني.. بينما كان يتسرب من بين الأيدي قرارنا الوطني.. كي يتحول البعض إلى رعاة أغنام عند الغير.. يعلقون الأجراس الكبيرة ذات الطنين القوي، ويرشون الشيح ومنقوعه وعوداً.. ملفوفة بالدولارات.. علّ وعسى تشفي أمراض المعلولين..

ـ تحمسنا للتوسعة، وكنت من أبرزهم بأمل : تعويض من رفض المشاركة بأمثالهم في التوجهات.. وزيادة نسبة تمثيل المرأة.. المجحف والمعيب.. وخلت أننا نملك القرار.. وإذ بالبيع والشاء.. والضغوط.. والمساومات.. والحضور الكثيف للأوزان الثقيلة لفرض اسماء بعينها.. لم تضف شيئاً نوعياً.. لأن معظمها  شخصيات وليست مكونات.. وبعضهم ليس له اي تاريخ في المعارضة.. والمهم انه يلهج بالديمقراطية والعلمانية والكلمات الكبيرة. تخلى الإخوان المسلمون عن حلفائهم في إعلان دمشق وعقدوا الصفقة مزهوين بوجودهم في نواب الرئيس والهيئة السياسية..

تلفتµ.. في "تحالفاتنا" وعزيمتنا في بناء نواة صلبة كما كنا نتحدث ونعمل اياما طويلة,.. وإذ لا يوجد في الميدان غير حديدان.. وكل واحد يبحث عن سبيل .. ويكثر من التبريرات عن الواقعية.. والممكن .. وغير ذلك من أطروحات .

اليوم.. يجب العمل على إيجاد صيغة ما.. لا أدعي أنها ناضجة بالذهن، ليس لافتقاره للاقتراحات النظرية وإنما لصعوبة التجسيد.. فالدعوة مثلاً لمؤتمر وطني جامع جميلة.. لكن انتقالها إلى الفعل هو بيت القصيد.. وهناك كثير ينقدون القائم، وبعضهم يتمنى وجوده فيه ولو خلسة، وبعضهم يبحث عن بدائل.. فتكثر الأماني.. وما زلنا نحاول.. بينما مطلوب من الثورة أن تقوم هي بالدور الرئيس في توليد قيادات من صلبها، وليس على هوامشها، وبمعونة وإسهام المؤمنين بها، المنخرطين ـ حقيقة ـ فيها ..