إما مع إبادة الشعب السوري أو مع الأخذ على يد القاتل 

الموقف بالمآل :

إما مع إبادة الشعب السوري

أو مع الأخذ على يد القاتل 

ولا خيار

زهير سالم*

[email protected]

أنت تكتب أو تقول كلاما كثيرا ، تغلف موقفك بما شئت ، أو توشيه بما أحببت ، ويبقى لكل هذا وذاك حقيقة واحدة . يبقى للكلام مآل ، وللموقف صيرورة ، وقد لا يريد الإنسان هذا المآل حقيقة ولكن الواقع العام الصانع للسياقات هو الذي يفرضها أو يجرفها . وعلينا أن ندرك أمام كل معادلة طبيعة وحقيقة سياقاتها ، بغض النظر عن هوية صاحب هذه السياقات .  إن الموقف الآن في سورية منحسم في سياقين ...

فإما أن تكون ضد إبادة الشعب السوري بالكيماوي فتوافق على محاسبة القاتل ومعاقبته وعليك أن توافق على ذلك ، وأنت تعلم وتدرك وتوقن أن جهة وحيدة في هذا العالم البائس هي القادرة على ذلك .  وأن كل الأماني التي نتمناها أنا وأنت لا قيمة لها في سياق الواقع ، بل إن التعلق بها والحديث عنها هو نوع من الغرور . وأن كل المحاذير والأخطار والسلبيات التي تترتب على محاسبة المجرم ومعاقبته من قبل هذه الجهة المخوفة والقادرة نتفق عليها أنا وأنت ولكن التعلق بها والاختباء وراءها وإيرادها في سياق ما نحن فيه يعني توفير الحماية للقاتل  والاعتراف بالجريمة ودعمها والدفاع عن صاحبها . الواقع البديل في سورية هو استمرار بشار الأسد ممكنا وقادرا ومحميا أو مدعوما ، حتى منك ، على إبادة السوريين واستئصال خضرائهم بكل ما يصل إلى يده من سلاح بما فيه الإبادة بالغاز  ..

خيارك الواقعي : هل أنت مع إبادة السوريين أو ضد إبادتهم ؛ هذه هي المعادلة . وكل كلام تقوله وكل موقف تتخذه سيصب في أحد طرفي المعادلة . أنت ضد إبادة السوريين فأنت مع معاقبة المجرم والأخذ على يده ، وأنت مع إبادة السوريين فلن ينفعك السباب ولا التنديد أو الإدانة أو الشجب ؛ لأن كل ذلك لن يغير من حقيقة المعادلة شيئا أنك تسبه وتحميه ، تدينه وتدعمه ، تشجبه وتدافع عنه ..

إنه حين نكون أنا وأنت وكل هؤلاء الذين من حولنا مجرد قطرات في مجرى سيل . علينا ان نحسن اختيار الوادي الذي نسيل فيه لا خيار  . ويوم نكون قادرين على شق الوادي المؤثر الفاعل سيكون لنا تقدير للموقف آخر وخطاب آخر ..

 مآلات الموقف في سورية اليوم ...

ليس المطروح عدوانا على سورية كما يموهون ، بل هي محاولة للأخذ على يد المجرم الذي يشن حرب إبادة على السوريين منذ ثلاثين شهرا ، حربا لا نملك أنا ولا أنت أن نمنعها أو أن نتصدى لها فعلى الأقل أن نحدد موقفا عمليا منها : معها أو ضدها ...

في سياق الخيارين الواقعيين :  إبادة السوريين أو في سياق الأخذ على أيدي المجرمي أين ستكون ؟1

 كلنا كنا نتمنى أن نجد سياقا آخر . إلا أن الواقع الذي فرضه بشار الأسد على الساحة لم يترك غير هذين السياقين . 

وأنت في كل ما تدبج وتطرز وتزخرف وتلف وتدور وتقدم وتؤخر وتعلل وتبرهن ستكون عمليا بين أحد هذين السياقين ..

مؤيد لإبادة الشعب السوري ...

أو مؤيد للأخذ على يد المجرم الأثيم ..

على هذا الأساس ينبغي أن نفرز القوى ، ونقدر المواقف ، ونحسم الخيارات . لكل كلام مآل وصيرورة ومناط يتعلق به وما سواه ( يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) .

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية