هل يكتفون بالكيماوي ثمناً لدمائنا ؟؟؟....

عقاب يحيى

قبل ايام، وفي عزّ التوقعات عن ضربة حتمية خلال أيام.. ثم وبعد خطاب أوباما.. كتبت عدة مرات عن احتمال القيام بصفقات.. يكون وضعنا ثمنها.. ومنها وضع اليد على السلاح الكيماوي.. ونظام المقايضة مستعد ...؟؟؟؟؟....وأمريكا والغرب يهمهم ذلك بالأساس.. وقد" توّمها" كيري بإعلانه الصريح عن إعطاء القاتل فرصة أسبوع.. يمكن إيقاف ضرباتهم مقابل وضع اليد على الكيماوي.. وآه يا كيماوي ..

ـ منذ ايام الإئتلاف الأولى، وقبله المجلس الوطني في لقاءاتهم مع مندوبي ومسؤولي الدول الغربية..وضعوا لنا سلة شروط.. بدأوها بمعزوفة حماية الأقليات .. وخوفهم ـ ويا ويلنا من خوفهم ـ على القليات من الذبح والتصفية..أو التضمير، والانتقام..و.. أعذار ومبررات كثيرة.. وأن عدم وجود ضمانات هي الحائل دون تقديم دعمهم المنشود للشعب السوري، والقيام بواجبهم الإنساني لحماية حياة الشعب السوري..وكان الأسئلة تدور في مخيلة الكثير : كيف تكون مثل تلك الحماية.. وهل يأتي تجسيدها بوضع واحد.. إثنان.. ثلاثة عن كل مكوّن في الهيئات القيادية للمجلس أو الإئتلاف؟.. بضمانات مكتوبة وممهورة بالقسم والتعهدات؟.. أم أن ذلك تكريس لتقسيم الوحدة الوطنية والتعامل معنا كمجاميع مذهبية وإثنية.. ثم يرسّمونها.. كما فعلوا بالعراق ؟؟..

ـ ثم اضافوا قصة الإرهاب.. انتفخت الحكاية مع تطورات في الميدان وبروز قوى عسكرية متطرفة، خاصة"داعش" وما تمثله.. فأصبحنا أمام ثنائية للتبرير والهروب..وتمرجح المجلس والإئتلاف في التعامل مع وضع مضخّم لكنه صار حديث الخاص والعام.. وتمدمد فعلاً في واقع الثورة حتى أنه يحاول تغطية وجهها، وتشويه اساس قيامها وأهدافها ..وقد استخدم، ويستخدم بنقاق، ومبالغات.. وتعبئات حاشدة تجد ترجماتها اليوم وسط الرأي العام العالمي المتخوف من الأسلمة والتشدد والإرهاب..

ـ ثالث الأثافي كان الكيماوي .. وبقدرة قادرهم احتل الموقع الأول في جميع لقاءاتهم مع مندوبي الإئتلاف بصراحة لا تخفي نواياها عن طلب ضمانات، وعن وضع اليد عليه، وعن تأمين عدم استخدامه.. وتفرّعت القوال.. من الخوف على وصوله لحب الله.. غلى المتطرفين.. وكان شبح إسرائيل حاضراً بقوة.. وكانت المستفيد الأكبر، والضاغط الأقوى..

ـ اخترق نظام الطغمة خطوط أوباما مرات..وعمّ صمت التواطؤ.. ثم كانت مقتلة المضمية وريف دمشق تفقأ عيون الوعود، والهيبة.. وتضرب ما تبقى من ضمير .. وهيبة.. وادعاءات.. فثارت الحمية تصريحات وتحضيرات لضربات لم تفعل سوى مزيد تمزيقنا.. وتوترنا.. حتى الآن.. وتعددت التصريحات حول سعتها، وأهدافها ونتائجها.. وكانت لازمة : محدودة ـ لن تسقط النظام. وطريق جنيف الأكثر تكراراً.. بينما دخنا في التحليل.. والشعور بالعجز.. عن دورنا.. وما يجب أن نفعل.. وكثرت بيانات الشجب والاستنكار.. والتخوين..وما زلنا على حبل غسيلهم .

ـ حين بدا الإرباك واضحاً في خطاب أوباما.. وتحويله مسؤوليةالضربات للكونغرس.. هو الخبير بتموقع الكونغرس، كان ذلك يعني فتح المجال لشيء آخر.. ليس كما فسره البعض بالرهان على عمل جراحي، أو انقلاب في النظام.. أو تنحيته.. وإنما باتجاه بيت القصيد الذي يحركهم : الكيماوي..   

ـ كيري في تصريحاته.. يرسم دائرة بواعثهم، ويلقي بكل دماء الشعب السوري بين الغازات التي تهمهم اساساً..

ـ نظام العهر والمقايضات قد يقبل بعقد صفقة كبيرة معهم.. يسلمهم فيها الكيماوي.. نظير إلغاء الضربات والحفاظ على وضعه حتى يستكمل تدمير ما تبقى من البلاد وصولاً لمطحنة الحرب المذهبية التي يرحب بها كثيرهم..

ـ نقول ذلك كي نفهم أين نضع أقدامنا ، وكيف نبني مواقفنا وتقديراتنا.. وكيف نبحث بجدية الاعتماد على أنفسنا ووسائل ذلك..