بغداد عاصمة إيران!! وماذا بعد؟

محمود أحمد الأحوازي

محمود أحمد الأحوازي

[email protected]

معروف علي يونسي " علي ادريسي" بإسمه الحركي بوزنته السياسية في نظام الجمهورية ألا اسلامية حيث كان رئيس المحكمة العسكرية وبعدها اصبح وزير للإستخبارات الإيرانية واليوم هو مستشار الرئيس حسن روحاني،  وهو الشخص المعتمد لدي الرئيس للجمهورية ولمرشدها.

إذا"، عند ما يقول علي يونسي أن "بغداد مثل ما كانت( في عهد كسرى) عاصمة لإيران، اليوم عادت مرة أخرى عاصمة لهم وايران عادت لمجدها الإمبراطوري وهي المسيطرة على المنطقة"، هو يتكلم بلغة الفاتحين وهذا فعلا اصبح واقع حتى الأن حيث أن ايران جربت العرب بتجاوزاتها المتعددة وبتوسعها طوال العقود الثلاث الأخيرة خصوصا كما أهانت العرب على لسان عدد من قادتها من الدرجة الثانية والثالثة ولم تشاهد أي ردة فعل مؤثرة أو حتى اعتراض يجبرهم على إعادة النظر في خططهم، فاصبحت اليوم ايران لا تهاب أي من قادة العرب و لا تحترم أي حسن جوار لهم ولدولهم وهي تجهر بكل أهدافها العدوانية اليوم بعد ما اشبعت العرب ذل وهوان و مازالوا يتشاورون كيف "يقنعون" ايران أن تكف عنهم!؟ ولا محاولة لكيفية "مواجهة" توسعها، واصبحت استراتيجيتهم غير الموجودة  وكل حلمهم وهمهم الأن هو تأخير القرار إيراني  بالتوسع بالحسنى وليس بالقوة حتى لا تدخل قواته لبلدانهم المتبقية التي تغلغلت فيها الخلايا الفارسية والمتعاونة معها.

ولا نحرج بعد اليوم إذا قلنا، كفى، لقد وصل السيل الزبا وانتم مازلتم تأخذون الخيرة كيف تعالجون المشكلة وبعضكم يتسابق مع الآخر لزيارة طهران والتقرب من خامنئي أو حد الأقل من رئيس جمهوره أو وزير خارجيته. لا نحرج ودفعت أمتنا سورية ولبنان والعراق واليمن والجزر الإماراتية الثلاث "ولا نقول الأحواز ايضا" ثمنا لهذا السكوت، في الحال أن التحرك العسكري الجزئي للملكة العربية السعودية للحفاظ على البحرين و تقية ايران مقابل ذلك أثبت أن ايران لا يجبرها على إعادة النظر في توسعها غير القوة، لكن اليوم اليمن اصبحت الخطر الداهم في خاصرة الدول الخليجية ومازال قرار الدول العربية والتجمع الخليجي خصوصا لم يتخذ أي قرار لدفع هذا الخطر ومازالوا مترددين ومصرين على اتخاذ قرارات جماعية للدفاع عن النفس، في الحال أن دول الخليج نفسها منقسمة على نفسها وهناك من تمكنت ايران من تحييدها والبعض منها تمكنت إيران من بناء علاقة استراتيجية معها ونشاهد اليوم أن مقال يكتب ضد ايران في بعض هذه الدول يسبب سجن ومحاكمات وتهديدات لهم، ومعروف أن قرار ارسال قوة للبحرين لم ينفذ من قبل معظم هذه الدول والذين شاركوا مع قوات المملكة العربية السعودية، شاركوا بقوة رمزية فقط لا تتجاوز العشرات من رجال الشرطة لحراسة المؤسسات!

ونقولها بصراحة أن اليوم، لاعب الشطرنج الإيراني اقترب من ان يقضي على شاه الشطرنج الذي يلعبونه العرب في المنطقة العربية وطبعا بتواطؤ امريكي مفضوح، وهدفهم بالتأكيد لن يكون أقل من أن يدخلو مكة والمدينة فاتحين في المرحلة القادمة، والكعبة كانت ومازالت هدف للإيرانيين وقالوها عدة مرات على لسان قادة لهم وعلى لسان قادة لمليشياتهم المحسوبة على العرب ايضا، مما يعني أن الساتر الأخير الباقي هو المملكة العربية السعودية بعد ما أحاطت القوات الإيرانية بالجزيرة العربية واصبحت تصول و تجول في الأبحر والخلجان العربية دون رادع و دون خوف أو خجل، ولديها من الجنود العرب الكثير الكثير في العراق ولبنان وسورية واليمن ليصنعوا لها نصر في موقع عربي آخر.

ففي اوضاع مثل هذه هل يا ترى من الحكمة للدول العربية المؤثرة وخصوصا للمملكة العربية السعودية أن تبقى استراتيجيتها التي تخدم مصلاحها هي عدم التدخل في شؤون إيران ولو سرا"؟

هل بقي وقت يسمح بالتأخير لإتخاذ قرارات تحفظ ما تبقى من الخارطة العربية، خصوصا وأن العرب مازال لديهم اوراق باقية للعب بها قبل ان يفقدوها؟

هل هناك من يلوم الدول العربية دوليا و اقليميا بعد اليوم إذا تدخلوا في الشأن الإيراني الداخلي حتى ولو كان علنا وساندوا الشعوب غير الفارسية الثائرة وخصوصا مساعدة المناضلين الأحوازيين وهم عرب ومسلمون يستنجدون العرب والمسلمين والعالم منذ تسعين عام؟  

هل بقي مجال للمناورة سياسيا وعسكريا غير الرهان على الداخل الإيراني ومساعدة الشعوب غير الفارسية، في وقت وسع فيه  فيلق القدس من قواعده الثابتة والمتحركة حول الجزيرة العربية من مسندم إلى جزر القمر ومن حنيش الى اريتريا وحتى السودان؟

هل تعلم دول الخليج أن جنود ايران من العرب مثل حزب الله اللبناني وعصائب الباطل للخزرجي ومليشيا ابو الفضل العباس والحوثيين وغيرهم اصبحوا جاهزين للإنقضاض على أي هدف تشير له ايران مثل ما استخدمت بريطانيا الهنود واحتلت بهم الأراضي العربية من العثمانيين في الحرب العالمية الأولى؟  

ألى يعلم العرب أن تفكيك ايران ممكنا خلال سنوات قليلة لو حصلو الأحوازيين على مساندة مؤثرة توقف استغلال إيران لمال النفط والغاز الأحوازي للتوسع في المنطقة العربية؟

ألى تفكك ايران يوفر للدول العربية عشرات المليارات سنويا مما ينفقون لشراء السلاح الدفاعي؟

ماذا تنتظرون إذا"؟ الرجال من الأحوازيين وابناء القوميات غير الفارسية ينتظرون الفرصة للإنقضاض على الإمبراطورية الفارسية للخلاص من مخالبها، إذا لماذا كل هذا الترديد ؟ هل الأمر يحتاج إلى خيرة؟ خذوا خيرتكم إن شئتم واجمعوا حكماءكم وابحثوا عن حلول،  ونحن متأكدين أن لا حل للأزمة مع ايران لكم غير استقلال الأحواز بنفطها وغازها و ثرواتها التي سمحت لكل هذا التوسع والإجرام الإيراني في عالمنا العربي.