رسالة إلي الدكتور أحمد الطيب

إننا لا نتحدث اليوم معك كرجل دين فأنت غني عن النصيحة  حيث أن المنصب الذي تعتليه أكبر منصب لرجل دين إسلامي علي مستوي العالم.

فالعالم الإسلامي كان يتطلع إلي رد فعل إيجابي من الأزهر علي الأحداث التي تمر بالمسلمين في بورما وفلسطين وسوريا ومصر وغيرها من الدول التي تشهد قلاقل وإضطربات ومازالت تتأجج نيران الفتن علي المسلمين فيها.

إن مواقفكم المخيبة لآمال المسلمين كثيرة والتي لم نتوقعها منكم ، وآخرها مساندتكم للإنقلاب العسكري الذي تم علي الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي وإستخدام العسكر لشخصك كغطاء ديني لما فعلوه وضع الأزهر الشريف في حرج كبير مما أسقط هيبته ومكانته.

لقد ظلت مشيخة الأزهر لفترة من الزمن تحاول المحافظة علي كيانها وتواجدها الديني دون الدخول في الأمور السياسية بصورة ملحوظة وذلك من خلال شيوخها العظماء السابقين أمثال الشيخ عبدالحليم محمود والشيخ جاد الحق علي جاد الحق عليهما رحمة الله حتي عام ألف وتسعمائة وستة وتسعون الذي تم فيه  تعيين شيخها الدكتور سيد طنطاوي عليه رحمة الله والذي عمل في تلك الفترة علي الخلط بين الدور الديني للأزهر والدور السياسي الذي طلبته السلطات الحكومية منه، مما أفقد الأزهر كثيراً من مكانتها في الداخل والخارج.

إن الأسى يملأ قلوب المسلمين من إهدار هيبة علمائنا وخاصة مشيخة الأزهر في مثل هذه المناسبات التي يجب أن لا يتأخر عنها العلماء.

إن مهمة الأزهر هي النظر إلي مصالح المسلمين من منظوره الديني، وأن يراعي مصالحه وإحتياجاته في ظل الضوابط الشرعية .

إن للأزهر مكانة وهيبة في قلوب الشعوب العربية والإسلامية ، وتَلقى  إحترامًا وتقديراً من العالَم أجمع؛ ولذا فإن المحافظة على هذه النظرة التي يراها الناس يجب أن تستمر بل تزداد يوماً بعد يوم، ولن يكون ذلك إلا بتنحيك عنها ، بعد أن فقد الناس الثقة فيك، فلا تدعهم يفقدوا الثقة في مؤسسة الأزهر.

إن إعتكافك في بيتك كرجل دين في وقت يخرج فيه الكلايين ينادون بالحرية والكرامة في الميادين يضعك في حرج بالغ، فما بالك بمكانتك كشيخ للأزهر؟

إننا نريد منك أيها الشيخ أن تتنحى عن مهمتك كشيخ للأزهر، ودع الأزهر لرجاله الذين وقفوا في صفوف المجاهدين المنادين بالشرعية.

إن الشعب المصري قد ينسي تخليك عن الشرعيةوغنقلابك عليها، وإعتكافك في بيتك في وقت لا ينفع فيه التخاذل، ولكن التاريخ لن ينس تخليك عن مهامك كشيخ للأزهر، وحفاظاً علي ماء وجهك فأولي بك تنحيك عن ذلك المنصب الذي لن يعفيك من الحساب أمام الله تعالي.

أيها الشيخ: إن الدكتور محمد مرسي في أول يوم أتي للحكم وضع شعاراً علي مكتبه حتي يقرأه المسئولون، وأنت منهم، ولذا سأختم رسالتي بهذا الشعار عسى أن تتوب من فعلتك الشنعاء بوقوفك مع العسكر وتواضرس لتنقلبوا علي الشرعية والشريعة وهو (واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281) سورة البقرة