أمريكا والانقلابات العسكرية

‏‫الحكم علي الرئيس محمد مرسي، مضامين ومعلومات

· تشهد مصر اليوم خاتمة لأحد فصول المهزلة التي نصبها الانقلاب علي منصات القضاء بحق الرئيس محمد مرسي ( 63 عاما ) .. أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر بشهادة العالم أجمع .وهي نفس المهزلة التي تجري بحق أكثر من أربعين ألف معتقل من أشرف وأنبل أبناء مصر .

 تم اختطافه وسجنه في ثكنة عسكرية بعد انقلاب عسكري غادر في 3يوليو 2013م بعد مظاهرات نظمتها اجهزة المخابرات في مسرحية مفبركة يسميها العسكر ثورة 30 يونيو للبلاد. وتم تلفيق أربع قضايا ضده منها تلك التي يحكم عليه اليوم فيها اضافة لقضيتي تخابر مع حماس وقطر وما يسمي بالهروب من سجن وادي النطرون إبان ثورة يناير .

 في بداية سبتمبر 2013 م أحالته النيابة العامة لمحكمة الجنايات في تلك القضية ووجهت له اتهامات بالتحريض على القتل وأعمال العنف خلال المظاهرات التي جرت أمام قصر الاتحادية الرئاسي نهاية عام 2012م رغم أن كل القتلي في تلك الأحداث كانوا من جماعة الاخوان ماعدا واحد هو الصحفي الحسيني أبو ضيف .

 سارت إجراءات المحالكمة ككل محاكمات الانقلاب بصورة مخالفة لكل الأعراف القانونية ومنعت الزيارة عن الرئيس وتم وضعه في قفص زجاجي حتي لا يظهر صوته للرأي العام ومن البداية رفض الرئيس تلك المحاكمات الهزلية كما رفض الرد على أسئلة المحققين، متمسكا بكونه الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد، وإنه لا يمكن محاكمته إلا بمقتضى أحكام الدستور.

 تؤكد الأحداث الواقعة علي الأرض منذ الانقلاب حتي اليوم أن المسألة لم تكن أبدا تحركا وطنيا من القوات المسلحة استجابة لرغبة شعبية لما تم ادعاؤه من اصلاح الأحوال في البلاد والمدقق في تلك الأحوال يتأكد أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ساءت وتسير بالبلاد نحو الهاوية .

 يؤكد واقع مصر بعد عامين من ذلك الانقلاب كذب كل بيانات ووعود العسكر منذ بيانهم الأول حتي اليوم فلم يتحقق من وعوده التي قطعها علي نفسه في ما يسمي بخارطة طريق المستقبل لم يتحقق منها سوي احكام قبضة العسكر علي مقاليد الامور في مصر وسيطرتهم علي ثرواتها ومقدراتها وتنفيذهم لأجندة صهيونية أمريكية واضحة .

 تأكد بعد مرور عامين من أحاديث وتصريحات قادة الانقلاب وسير العلاقات مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وما قيل عن طلب أوباما واشتون والسفيرة الامريكية في القاهرة في ذلك الوقت من الرئيس مرسي بتعيين البرادعي رئيسا للوزراء بكامل الصلاحية علي ان يكون رئيسا بلا صلاحيات يؤكد كل ذلك ضلوع الولايات المتحدة في تدبير ذلك الانقلاب .

 

 الصهيونية والصليبية والعلمانية المتطرفة تقف بقيادة الولايات المتحدة لهدم أي تجربة تحررية حقيقية للشعوب في العالم الثالث خاصة ان كانت تجربة تقود الشعوب نحو التحررعلي هدي الاسلام وتحكيم شرعه ومبادئه وذلك ما حدث مع الرئيس محمد مرسي الذي وضع نصب عينيه منذ اليوم الأول لحكمه تحقيق الاستقلال الكامل للشعب المصري وامتلاكه سلاحه وغذائه ودوائه .

 ما يحدث اليوم مع الرئيس مرسي حدث مع آخرين مثله أرادوا لبلادهم ولشعوبهم التحرر والاستقلال بعيدا عن الهيمنة الأمريكية فقد تم إعدام رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس رئيس وزراء تركيا شنقا عام 1961 بعد انقلاب عسكري مجرم عام 1960 م عقابا له علي إعادة الآذان جهرا فاعتبر ذلك توجها نحو إعادة تركيا للاسلام من جديد .

 مندريس (1899 ـ 17 سبتمبر 1961) هو أول زعيم سياسي منتخب ديمقراطياً في تاريخ تركيا بعد قيام مصطفي كمال بإسقاط الخلافة عام 1924م وتولي مندريس رئاسة الوزراء لمدة عشر سنوات ( 1950 و 1960) ، وقد تم إعدامه مع اثنين من أعضاء مجلس وزرائه.

 قتل رئيس تشيلي ( إحدي دول أمريكا اللاتنينية ) المنتخب سلفادور أليندي ( 1908 م - 1973 م ) بعد انقلاب عسكري عام 1973م أنهي حكمه الذي لم يدم أكثر من عدة شهور وقد ثبت تورط الولايات المتحدة في تدبير ذلك الانقلاب لقطع الطريق علي تمدد الحكم الماركسي في أمريكا اللاتنيية المجاورة لها وذلك في اطار الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي في ذلك الوقت . وهو ما يؤكد أن الولايات المتحدة لا تتواني عن القضاء علي اي حكم يخالف او يعرقل مشروعها الاستعماري سواء كان اسلاميا او شيوعيا او من اي توجه كان .

 سلفادور اليندي هو طبيب مارس الحياة السياسة لمدة اربعين عاما من خلال الحزب الاشتراكي الماركسي وهو اول رئيس منتخب ديمقراطيا في ذلك الوقت في امريكا اللاتنيية .

 قتله العسكر بزعامة أوجستو بينوشية وزعموا أنه انتحر ثم حكم العسكر بعد ذلك لمدة أربعين عاما ظلت تشيلي خلالها تحت خط الفقر ومازالت .

 تكشف تلك الانقلابات المتكررة المدعومة أمريكيا عن علاقة وطيدة تجمع بين الولايات المتحدة والقادة العسكريين لجيوش العالم الثالث، سواء عن طريق المعونات العسكرية والمناورات والتدريبات المشتركة وهي العلاقات المعلنة أو عن طريق صفقات الأسلحة والعمليات المخابراتية وهي العلاقات التي تبقى سرية.