نهاية مشروع الأجير (حسن نصرالله) الطائفي!

نهاية مشروع الأجير

(حسن نصرالله) الطائفي!

د. طارق باكير

[email protected]

هل كان (حسن نصر الله) بحاجة إلى كل هذا الافتراء والتهويل والتضخيم والتخويف ، ممن اخترعهم ووصفهم بـ (التكفيريين ) ، والفزاعة التي أشهرها في وجه أنصاره ، مخوفا إياهم من الطوفان القادم لتدمير لبنان ، وضياع فلسطين ، لكي يبرر مشاركته العدوانية مع العصابة الأسدية في ذبح الشعب السوري ، وتدمير مدنه وقراه ، وتشريده في البلاد ؟

 وعلى ذكر من وصفهم بـ ( التكفيرين ) أليس هو الأجدر بهذا الوصف الذي بادر به وأطلقه دون حدود أو قيود ؟ ثم ألم يكن يجدر به أن يسمي هؤلاء باسمهم ؟ ويفرق بينهم – إن وجدوا – وبين الأطفال والنساء والشيوخ وعامة الناس، الذين يشارك بحصارهم ، وبمنع عنهم القوت والماء ، ويشارك بقصفهم وذبحهم ، وتدمير مساكنهم على رؤوسهم ؟

 وإذا كان هؤلاء العشرات الآلاف (التكفيريون) ، أشبه بالوحوش ؛ يشقون البطون ، ويدحرجون الرؤوس ، ويقطعون الأجساد ، على حد وصفه ، فإنه بلاشك قد ورّط حزبه وجنوده ورطة مهلكة ، عندما قرر أن يواجههم ويقاتلهم بجنوده الرقيقين الناعمين المهذبين ..

 كما أنه لم يكن بحاجة إلى ربط ثورة الشعب السوري كاملا بأمريكا وإسرائيل ، واتهامها بالتآمر لتفكيك محور المقاومة والممانعة الذي يقوده ، ويقدم نفسه على أنه مفوض من السماء وأهل الأرض بفلسطين والأمة ، و مكلف بحمل دول المنطقة الخانعة المستسلمة ، كما يحلو له أن يصفها ، على الدخول في الولاء والطاعة للولي الفقيه .. لكي تصير دولا مقاومة ، متجاهلا كعادته ترقيع المرقعين لما مزّق وخرّب ودمّر في لبنان ، ليظهر بصورة البطل الأسطوري الخارق ..

 لم يكن بحاجة إلى كل هذا لكي يبرر تدخله وعدوانه السافر على الشعب السوري ، لنجدة حليفه الاستراتيجي المقاوم للشعب ، الممانع لحريته وكرامته ، لسبب بسيط ، هو أن مسألة فلسطين والأقصى هي من صميم دين الشعب السوري وعقيدته ، وكرامتها من كرامته المهدورة ، وعزتها من عزته المهانة ، وحريتها من حريته المقموعة وخلاصها من خلاصه القريب بعون الله ..
 لقد كان يكفي (حسن نصر الله ) أن يقدم نفسه بأنه يحارب (الفئة الباغية) ، التي ألمح إليها ، والتي دعاها إلى بيت الطاعة الأسدي ، ووعدها بأن يتفضل عليها (القائد الخالد ) بإصلاحات كبيرة .. بشرط أن لاتمس سلطته المغتصبة ، وكيانه الفاسد ، وسلطة عصاباته الباغية ، ولاتؤثر على تماسك محور المقاومة المزعومة ، ولاتقوم للشعب السوري بعدها قائمة .. فأبت وأعرضت ، ولم تستجب لدعوة من يريد ان يخدعها ويتآمر عليها .. فوجب عليه قتالها ومحاربتها ، باعتبار أنه يمثل الأمة ، وينطق باسمها ، وسلطته فوق الجامعة العربية ، وأعلى من منظمة التعاون الإسلامية والأمم المتحدة .. ولكان وفر على نفسه مغبة اتهام الشعب السوري والأمة بالكفر والعمالة والخيانة ، والتآمرعلى المقاومة ..

 إنك لو كنت مقاوما حقا يا(حسن نصر الله)، ولو كنت تريد خيرا للبنان وسورية وفلسطين والأمة ، لما شاركت بقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، وتشريد الشعب ، وتدمير الديار .. ولما أعلنتَ أرض سورية ساحة حرب لك ولمن شاء ، ظنا منك أن ضاحيتك ستكون بمأمن من الرد على عدوانك الصفيق ، ولكنت عرفت من هو التكفيري الذي تعرفه ، الذي يحارب الله ورسوله والشعب ، ولكنت عرفت الباغي الذي تعرفه ، وعرفت المجرم ، (صاحب عنجر وما أدراك ما عنجر!)، الذي أنت أعلم الناس بجرائمه ، لأنك حليفه وشريكه ، وأداته بالقتل والتخريب والإجرام ..

 لو كنت مقاوما حقا ، لما خشيت على المقاومة من شعب سورية ، الذي كبّله حليفك وحليف الصهاينة وقمعه ، وانتهك حقوقه الآدمية ، وحطّم آماله وطموحاته ، وحرّم عليه ما أباحه لك ، ومدّك بأسبابه ، لا لتقاوم به العدو الصهيوني ، وإنما لتنفذ مشروعك الطائفي ، الموازي للمشروع الصهيوني ، والمعادي للأمة ودينها وعقيدتها ومستقبلها ..

 ولو كنت مقاوما حقا ، لما أسهمت مع حليفك ، في العدوان على شعب لبنان و شاركت باغتيال رجاله ، ولما أعلنت الحرب على شعب سورية العزيز الكريم ، الذي خرج يطالب بحريته وكرامته ،وأذهل العالم بإصراره على الحصول على حقه ، والتخلص من عصابات القتل والفساد والإجرام التي تروةق لك ، وهبيت لإنقاذها من مصيرها المحتم .. ولكنك لست مقاوما (ياحسن) ،فأنت مجرد أجير ، ولك الفخر ! وأنت كذاب أشر ، دجال مفتر مخادع ؛ اتخذت من المقاومة لافتة لتستر بها المشروع الطائفي الذي كلفك به أسيادك .. ولقد عريت نفسك بيدك ، وأظهرت حقيقة مقاومتك ، وأعلنت بنفسك نهايتك ، عندما أعلنت الحرب على شعب سورية العزيز الكريم ، المؤمن الأبي المجاهد ، ولن تنفعك عشرات الآلاف التي ستجمعها (بكلمتين ) ، لأنك أعلنتها حربا على الأمة ، ولن تتغلب على الأمة بعشرات الآلاف ، ولا بالملايين .. وليس أمامك إلا أن تنتظر نهايتك ، ونهاية مشروعك الحاقد قريبا بعون الله ، فقد بغيت وقتلت ودمرت ، ومزّقت وفرقت وخدعت .. وطال عهدك الإجرامي أكثر مما ينبغي له أن يطول.