الغرب وراء مأساة شعوب الشرق الأوسط

الغرب وراء مأساة شعوب الشرق الأوسط

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏30‏/01‏/13/  كان الغرب ينظر الى قبل عامين أي منذ بدء انتفاضة الشعب التونسي ثم المصري والليبي بعد ذلك الى شعوب شمال افريقيا المذكورين نظرة اعجاب فقد انهت تلك الشعوب حكم حكومات مارست الفظاظة والغلظة ضد شعوبها ووضعته تحت سيطرتها بقبضة حديدية ، فقد رست الحربات العامة وذهبت تلك الشعوب الى صناديق الاقتراع ولاول مرة بحرية ونزاهة فقد الغيت نتائج الـ 99،9 في المائة لصالح الحزب الحاكم او الرئيس الحاكم . الا أن عدم استتباب الامن وخاصة في مصر يثير تساؤلات عن تلك الجهة التي تقف وراء العنف وعدم الاستقرار .

هذا مأ تساءله استاذ القانون الدولي بحامعة هامبورج وأحد أعضاء مؤسسي محكمة مجرمي الحرب / الجنايات العليا / نورمان بيتش الذي كان يشغل عضو لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني بين سنوات 1998 و 2009  وأحد الذين تم اعتقالهم على سفينة الحرية التي كانت متجهة الى قطاع غزة في عام 2010 ، بندوة حول تطورات الوضع بالشرق الاوسط مساء يوم أمس الثلاثاء من 29 كانون ثان/يناير 2013 بمنتدى السياسة الدولية التابع لجامعة هومبولدت البرلينية .

وأوضح بيتش ان الغرب يقف وراء عدم استقرار تلك الدول فهو يخشى من ظاهرة قوة الاسلام من جديد . فقد ذهب الجزائريون في حزيران/يونيو عام 1990 الى صناديق الاقتراع وانتخبوا الجبهة الاسلامية للانقاذ بانتخابات نزيهة وحرة تحت مراقبة الاوروبيين ومنظمة الامم المتحدة اضافة الى منظمات حقوق الانسان المستقلة تلك الجهات التي اكدت بان الانتخابات حرة ونزيهة الا أنه ما ان فازت هذه الجبهة أوعز الغرب للجيش بالانقلاب على نتائج الانتخابات وقام بزج زعماء الجبهة المذكورة باقبية السجون الامر الذي نجم عنه مقتل اكثر من مائة الف شخص بتلك الدولة . اشرف الاتحاد الاوروبي على انتخابات الضفة الغربية عام 2005 فلم يرضهم فوز حماس فيها وأوقعوا العداوة بين فتح وحماس وأفشلوا وساطة ومبادرة عاهل السعودية خادم الحرمين الشريقين  الملك عبد الله بن عبد العزيز المصالحة الفلسطينية في مكة المكرمة التي نجم عنها قيام حكومة وطنية وذلك بانتهاجهم سياسة فرق تسد بين وزراء حماس وفتح فكانوا يستقبلون وزراء فتح ويقاطعون وزراء حماس الامر الذي نجم عنه فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وحصار القطاع المذكور ليصبح اهله اكثر الناس فقرا بينما يعيش اهالي الضفة الغربية في رفاهية وعيش رغيه مثل اهل فيينا اثناء ويلات  الحرب العالمية  الثانية .

وعزا  بيتش عدم استتباب الامن في ربوع مصر وليبيا اضافة الى عدم الاستقرار السياسي في تونس الى انزعاج الغرب من وصول الاسلاميين الى سدة الحكم . فالرئيس المصري محمد مرسي لم يهدأ باله منذ نجاحه بمنصب الرئاسة فمنذ الايام الاولى من رئاسته وحتى يومنا هذا  فمصر تعيش في قلاقل وفوضى سياسية وامنية وتذمر الشعب المصري .

وأشار بيتش ان استمرار مذابح نظام سوريا لشعبه منذ آذارا/مارس عام 2011 يعود الى رفض الغرب استلام  الاسلاميين الحكم في  سوريا ويزعم عدم توصلهم الى سياسة صارمة ضد نظام بشار اسد لخلاف زعماء المعارضة مع بعضهم البعض مؤكدا مسئولية الغرب عن مذابح السوريين الذين لهم الحق بالحرية والعيش الكريم .

وأكد بيتش ان ما ينتهجه الغرب في سياسته تجاه شعوب تلك الدول وشعوب اخرى في العالم مخالف للشريعة الدولية التي تنص على احترام اختيار الشعوب مطالبا بسحب الغرب ايديهم من  شعوب تلك الدول والحوار العقلاني مع الاسلام الذي يعتبر وراء اسس الحضارة المدنية في العالم على حد قوله .