الأصول العشرة للتخلف !!

د. خالص جلبي

[email protected]

في الطب يعرف الأطباء شيء اسمه التناذر (syndrom), وهو مجموعة من الاعراض و العلامات إذا تزامنت عند مريض في وقت واحد قيل عنه أنه مصاب بالمرض , وينطبق هذا على المرض الإجتماعي فإذا إصطبغ بحزمة من الأعراض أخذ لقب التخلف , وهي عشر صفات :

1. الأصل في (الإنسان) الإدانة.

2. الأصل في (الوقت) الإضاعة.

3. الأصل في (الأشياء) الحرمة.

4. الأصل في (الأصوات) القباحة.

5. الأصل في (اللباس) القذارة.

6. الأصل في (العمل) عدم الإتقان.

7. الأصل في (العقل )الجهل .

8. الأصل في (المكان)عدم البيان.

9. الأصل في (المعاملة)المقاتلة.

10. الأصل في (المرأة) العزل و الإهانة,فهذه سيمفونية رائعة تذكر بحفلة تعذيب في أقبية الاستخبارات.

1. فأما (الانسان) فهو متهم حتى تثبت براءته موسوم بالخوف يوم ولدته أمه ويوم يموت ويوم يبعث حياً.وحتى القبر حولته الثقافة الى غرفة تعذيب على يد منكر و نكير بدل الإيحاء للإنسان أنه قادم إلى رب رحيم كتب على نفسه الرحمة.

2. و أما (الوقت) فمواعيدنا بعد صلاة العشاء بما يمط الزمن حتى مطلع الفجر , و أما موعد الإنجاز فمعلق بكلمة سحرية : إن شاء الله , وهي مقلوبة من أصلها القرآني (ولا تقولن لشاىء إني فاعل ذلك غداً) بل يجب إنجازه اليوم .

3. ومع أن (الأصل في الأشياء الإباحة)إلا أننا حولنا الحياة إلى سلسلة من المحرمات , فأصبح أصل الأشياء الحرمة وتحتاج إلة رخصة مرور تحت القانون الميمي الثلاثي:مافي,ممنوع,مايصير,في منظومة محرمات في أعلاها السياسة ولكن أليس كل الحياة سياسة , وأيهما أهم إطلاق اللحية أم آلية نقل السلطة السلمي ؟

4. ومع أن الرسول صلى الله عليه وسلم تأثر من جمال صوت أبي موسى الأشعري حين تلا القرآن,ولكن هناك من يرى أن هذا فتنة , ويجب إيقاظ الناس لصلاة الصبح بما يرعبهم .

5. ومع دخول الحدودفي بعض بلدان العالم العربي يواجه المواطن أربعاً:القلة و الذلة و الوسخ ويتنفس جزيئات الهواء عابقة برجال المباحث ,وأمام مدرسة ثانوية تم قطع ست عشرة شجرة خضراء بدعوى الحساسية. ويلقى الشباب بالقاذورات ولو كان حاوي القمامة على بعد خطوات,وهناك حرص على نظافة البيوت داخليا في الوقت الذي يبقى الشارع العام قذرا فيما يشبه الانتقام من مجتمع لا ينتمي اليه الفرد . وكما يقول مالك بن نبي :الحضارة ليست بالغنى و لكن بالنظافة , و يمكن للفقير أن يلبس أسمالاً و لكنها نظيفة, فلا تفوح القذارة من الثياب و من البدن رائحة التعرق. و هي لا تتطلب أكثر من الماء , و ثيابك فطهر.

6. و عندما تسلم سيارتك للتصليح يجب أن تغش مرتين : بعدم الاتقان ,و بهدلة الفرش بالشحم, فالنظافة لادخل لها بالعمل, ينطبق هذا على كل شيئ , فإذا دخل العمال إلى البيت لإصلاح السقف تحول إلى مزبلة, و هل يعقل أن سدا كلف مليارا و عمره لا يزيد عن ست سنوات أن يصاب بالشيخوخة و ينهار كما انهار سد مأرب, و ما يذكر بمرض البروجيريا فترى من عمره ثماني سنوات مقوس الظهر و كأنه ابن الثمانين يموت بانفجار الوتين, "ذلك جزينهم بما كفروا و هل نجازي إلا الكفور" و لكن أي كفر هذا الذي حصل؟ 

7. و أما (العقل) فهو محاصر بأسوار من النقل , و أما الاجتهاد فكان حجرا محجورا ,وهو يفسر :لماذا كانت رياح الانتاج المعرفي شمالية غربية , و ليس من الشرق إلا رياح السموم , تدمر كل شئ بأمر ربها.

8. و أما (المكان) فحيثما سار الانسان يجب أن يسأل؟ فالشوارع بدون أسماء و البيوت بدون أرقام, و إذا وضعت أسماء الشوارع زينها الموظفون بأسماء شخصيات متشابهة مما يجعل الناس تتفق على تسمية من عندها.

9. و مع كل نزول إلى الشارع يجب أن يكتب الانسان وصيته, فقد تحولت الشوارع إلى ساحات حرب , و هي مؤشر عن أخلاق الانسان الفعلية خلف مقود السيارة حينما يستوي على ظهره و بدل أن يقول سبحان الذي سخر لنا هذا من يد الأمريكيين و الألمان, لا يحسن استخدام ما تعب الآخرون في صناعته.

10. و أما (المرأة) فقد وئدت على نحو جديد , و يجب أن توضع في علبة كبريت , و أهم قضية في الدين هي اللباس , و يغلق عليها لأنها رأس الفتنة , و ليس هناك من فتنة على الرجال أكثر منها , و أكثر أهل النار النساء , و هي قاصرة عقل ودين تحتاج الوصاية , و في بطاقات الزفاف تزف (كريمة) فلان على فلان فليس لها اسم و يتم تبادلها مثل البضائع, و لكن هل يمكن للانسان أن يرى بعين واحدة مالم يكن أعورا, أم هل يستطيع أن يقفز بساق واحدة إلا في اسطورة شق و سطيح؟

مشكلة التخلف أنها مثل القصر علة وراثية لا توجع صاحبها و لكن هناك من يعالجها بلبس بدلة طويلة.