عن أي شعب يتحدثون؟

عن أي شعب يتحدثون؟

عبده مصطفى دسوقي

باحث تاريخي وطالب ماجستير في التاريخ الحديث

[email protected]

كان الشعب المصري يعيش في حياة صعبة في ظل حكم العسكر والذي أسسه جمال عبدالناصر بل وأسس معه مدرسة الخوف من كل شيء، فأصبح الشعب يعيش ساكتا داعيا الله ان يخلصه مما هو فيه، ومع ذلك كانت هناك بارقة أمل في وجود من يقول لكل ظالم اتقي الله، بل وجد من يتصدى للحكام الجبار في كل زمان.

كان بعض العلمانيون واليساريون والمنتفعون يهللون للحاكم ما دامت مصلحتهم مرتبطة بهذا الحاكم، فبعضهم سن القوانين التي تمكن للظالم أكثر في وقت وقف بعض الاسلاميين والتيارات الاخرى ضد هذا الحاكم فاعتقل منهم الكثير وقضوا زهرة حياتهم خلف القضبان.

مع شيوع روح الاحباط واليأس والخوف ظهرت بادرة من الشباب ان انتفضوا وتصدوا للحاكم المتغطرس، فتنفس الشعب وانتفض وأذل الحاكم وأعوانه ومن سار في فلكهم من منتفعى العلمانية واليسارية.

نجح الشعب في ازاحة الباطل وأهلة والتصدي لمحاولتهم في اجهاض ثورتهم المباركة لكن كان الله حامي هذا الشعب الكريم.

بدأ البعض يتحدث باسم الثورة، ثم بدا يتحدث باسم الشعب، بل اسند كل عنف يقومون به تحت مسمى الشعب يريد..ولا ادري عن شعب من يتكلمون؟

بل يجهز العلمانيون معركتهم تحت مسمى الشعب يريد اسقاط النظام...فعن اي شعب يتحدثون؟

هل يتحدثون عن شعب خرج في ملحمة قوية في الاعلان الدستوري المكمل في مارس 2011م؟

هل يتحدثون عن شعب خرج في ملحمة عظيمة في انتخابات مجلس الشعب حيث خرج في 32 مليون ضاربا التعب والنصب عرض الحائط مسطرا ملحمة رائعة في الصمود؟

هل يتحدثون عن شعب خرج لانتخابات رئيس الجمهورية متحديا الصعاب وما حاك له من مؤامرات.

عن اي شعب يتحدثون؟ عن شعب خرج بالملايين لإقرار دستوره الذي يمثله.

هؤلاء العلمانيون واليساريون والفلول ومن يسير في فلكهم يتحدثون عن شعب اذاقهم مرارة الهزيمة في اكثر من جولة سواء في الاعلان الدستوري المكمل أو انتخابات مجلسي الشعب والشورى او انتخابات الرئاسة او اقرار الدستور.

هل يتحدثون عن شعب نفرهم وأصبح لا يثق فيهم ولا في كلامهم ولا في قدراتهم ولا ايديولوجياتهم؟

وعن اية نظام يتحدثون؟ عن نظام اختاره الشعب عن طيب خاطر وسطر ملاحم عظيمة في اختيار حاكمه؟

ام انهم يتحدثون عن نظام مبارك الذي لم يسقط كليتا وهم اداة في مساعدته على التمكين مرة اخرى بالتصدى بما اتوا من قوة لعودة اصحاب المنافع وممن اذاق الشعب الويل والثبور.

ألم يكن هؤلاء العلمانيون هم من سطروا الاعلان الدستوري للعسكر؟

الم يكن هؤلاء اليساريون الذين طبلوا وزمروا حينما اسقط العسكر مجلس الشعب المنتخب من قبل 32 مليون؟

ألم يكن هؤلاء هم كانوا يتشدقون بالديمقراطية وممارستها حتى اذا ما اتت بغيرهم كفروا بها وانقلبوا عليها.

فعن اية شعب يتحدثون ؟؟؟