تسريبات تكشف عن فضيحة استعانة السيسي بالمال الخليجي

تسريبات تكشف عن

فضيحة استعانة السيسي بالمال الخليجي

لتمويل الانقلاب على الشرعية والديمقراطية

محمد شركي

[email protected]

نشرت وسائل الإعلام نبأ تسريبات منسوبة لمتزعم الانقلاب على الشرعية والديمقراطية في مصر حيث كشفت هذه التسريبات عن حوار بين السيسي وبطانته العسكرية وهم يتحدثون عن الهبات المالية المقدمة لهم كتمويل للانقلاب العسكري على الشرعية والديمقراطية في مصر. وكان حديثهم يتضمن ما يدل على طمعهم وجشعهم في الهبات الخليجية مع السخرية والاستهزاء بالجهات المانحة . وتأتي هذه الفضيحة لتؤكد من جهة تواطؤ دول خليجية في جريمة الانقلاب العسكري في مصر نكاية في جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم حزب العدالة والحرية مخافة أن يقتدي بهم الخليجيون ، ويكون ذلك سببا في سقوط الأنظمة الخليجية التي تتوجس من الديمقراطية التي من شأنها أن تجعل أمور التدبير تؤول إلى شعوبها . وبدا السيسي في هذه التسريبات كما تداولتها وسائل الإعلام بلطجيا مقامرا يراهن على سذاجة أنظمة خليجية تبذر أموال شعوبها في دعمه ومساعدته على الظلم والاستبداد وإزهاق الأرواح بوحشية وهمجية ، ومن ثم تقويض صرح الديمقراطية التي تهفو إليها الشعوب العربية الثائرة على الفساد و قد ضاقت ذرعا بأنماط الحكم الشمولي الديكتاتوري . ولقد شاءت إرادة الله عز وجل أن تكشف النقاب عن فضيحة تمويل الانقلاب على الشرعية في مصر في الوقت الذي كان من المفروض أن تصرف المساعدات الخليجية لإطعام وإيواء وتطبيب الجياع والمشردين والمرضى والمحرومين ....في طول العالمين العربي والإسلامي وعرضهما . فغير بعيد عن دول الخليج التي أنفقت بسخاء من أجل تقويض الديمقراطية الفتية والناشئة في مصر تئن فلسطين تحت نير الاحتلال الصهيوني الغاشم ، وأولى القبلتين في الأسر ترنو إلى الجيوش العربية والإسلامية لتحريرها هي وأكنافها المدنسة بالاحتلال الصهيوني ، وغزة تعاني من التدمير والتجويع والحصار لأن أهلها ثاروا على المحتل ولم يرضوا بالذل والهوان . وفي العالم العربي جياع ومشردون كثر في حاجة إلى من يدفع عنهم بؤسهم . ولقد كان من المفروض أن تصرف الهبات المالية الخليجية لتسليح الجيوش العربية والإسلامية من أجل تحرير فلسطين ومقدساتها بما في ذلك تسليح وتمويل الجيش المصري الذي انشغل ضباطه بتسيير المقاولات وجمع الأموال على حساب شعب فقير بائس ,صرف الجيش عم مهامه واستغلاله كأداة لقمع الشعب وإرهابه . فهل يعتبر عداء الأنظمة الخليجية لجماعة الإخوان المسلمين أكبر من عدائهم للعدو الصهيوني ؟ وما الذي جناه الإخوان المسلمون ضد الأنظمة الخليجية لتتحالف هذه الأخيرة ضدهم مع الديكتاتورية العسكرية وحتى مع الشيطان ؟ ماذا سيقول حكام الخليج لخالقهم يوم يلقونه وهم جميع قاب قوسين أو أدنى من لقائه باعتبار أعمارهم وقد شاخ معظمهم وتهالك حين يسألون عن الأموال التي صرفوها للسيسي ليوزعها على عصاباته من أجل سفك دماء الأبرياء ؟ أليست بعض تلك الأموال مما يجبى إلى الحرم المكي من طرف الحجيج الوافد من كل فج عميق ؟ ألا تصرف أموال الحجيج على فقراء المسلمين وعلى المظلومين والمحاصرين و المشردين ؟ ألا يغضب حكام الخليج من عبث السيسي وعصابته بهم وبأموالهم ؟ ألا يراجعون أنفسهم وقد بدأ الغزو الرافضي لهم من فوقهم ومن تحتهم وعن أيمانهم ، وهو خطر داهم لم يحسبوا له حساب ؟ إن الإجهاز على الديمقراطية في مصر عن طريق مؤازرة الانقلاب العسكري يعتبر ضربة موجعة لأنظمة الخليج قبل غيرها ، وقد يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العاقل بعدوه ،ولات حين مندم إذا ندم.