مجلس للنساء .... نعم.. ضرورة

عقاب يحيى

سؤال مهم برسم جميع الأحزاب والتشكيلات والتيارات والهيئات والمؤتمرات والشعارات والخطابات: أين هي المرأة السورية فينا ؟؟. ولماذا هذا التغييب والغياب والضمور ؟؟....حتى بالكاد نرى بضعة سيدات في عجقة المؤتمرات، وتعدد التشكيلات، وغالبيتهن جيء بهن كشيء من مَنظرة، أو رفع عتب بينما المرأة السورية الحاضر القوي في الميدا

ن.. وهي الحاضن، والخصب، والمولد، والعطاء، وكثيرات كثيرات حملن السلاح، وكثيرات كثيرات بارزات في الثورة منذ ايامها الأولى .. وكثيرات كثيرات أمهات شهداء وأخوات وزوجات .. عركتهن الحياة ومحن الدمار فاحتضن ديمومة الثورة بحليب التصميم ؟؟ ....

هل الإشكالية في الذكورية المقموعة، أم المستبدة؟، أم في بنية الحاضن الاجتماعي؟، أم في الخطاب والوسائل؟.. أم الخلفية الإديولوجية والسياسية للقوى والهيئات .. وغيرها ؟؟...

ملفت ومعيب ندرة وجود المرأة في اللوحة السياسية الرسمية . في المجلس الوطني . في الائتلاف. في جميع التشكيلات . في جميع المؤتمرات، وما أكثرها، وبالوقت نفسه يرتفع ضجيج الخطاب عن الدولة المدنية، والحريات الديمقراطية، والمساواة .. فكيف؟، ولمَ ؟..

لن نبرر كعادتنا بإعادة الإشكال إلى التخلف، والفوات.. وإلى الذهن السائد، وما عرفته بلادنا من نضوب العمل السياسي : تصحراً، ام جفافاً، ام إعداماً للاهتمام الشأن العام، فذلك ينطبق على الجنسين.. فكيف دبت الحياة في شرايين آلاف آلاف السوريين فأقبلوا على العمل السياسي بنهم ملفت.. بينما تراجع حضور ووجود المرأة في هذا المشهد الصاخب ؟؟...

ـ لن يغفر أحد لنا أخطاء خطابنا وقصورنا، وطغيان الذكورة فينا، وتراكضنا حتى اللهاث على الحضور والبروزة وملئ الشاشات والتزاحم على المواقع بينما نهمل ركناً رئيساً في تكوين مجتمعنا، وحاضر ومستقبل بلادنا، واسس بناء حلمنا بدولة الحرية والكرامة والعدالة والمساواة .

ـ لن أدبج خطاباً عن خاصيات المرأة وتفوقها على الرجل في كثير المجالات البنيوية والواقعية، ولا عن المساواة.. وأهمية " حرية وتحرر المرأة" لأنه عملة قديمة لا تصرف في عالم اليوم، ولأنه شبع نقيقاً وتقيؤا .. وثقوبا، واهتراء..

ـ ولن أتناول تفوقها الميداني في التحمل، والدقة، والالتزام، والعطاء فذلك ثابت واقعيا وعلمياً..

كما أن التعويل على " حسنات" الرجال في القيام بعمل ليس لهم، ولا يلقى اهتمامهم.. لن يكون ناجعاً.. الأمر الذي يدعو فعلاً أن تقوم رائدات الثورة بقلع الشوك بأيديهن، وإثبات وجودهن وجدارتهن في قيام تنظيمات نسائية خاصة، مستقلة، بعيدة عن الحزبوية، والأدلجة، والدكاكينية.. تحفر الطريق لإنشاء تجمعات نسائية قادرة على ولوج الميدان وإثبات وجودها، تمهد الطريق لدولتنا القادمة التي لا بدّ وأن تنشأ فيها منظمات نسائية مهنية مستقلة عن كل الأحزاب والتيارات والحسابات الفئوية الضيقة..

ـ من هنا فإن المبادرة لإنشاء مجلس للنساء التي أطلقتها بعض السيدات.. مشروع هام وحيوي يجب أن يلقى كل دعم من النساء أولاً، ومن الرجال المؤمنين فعلاً بحرية المرأة ومساواتها حقيقة بالرجال : حقوقاً وواجبات.. وتمكين مثل هذه التنظيمات من انتزاع المكانة اللائقة بهن.. بجهدهن وفعلهن ..

ـ إن نهوض مجلس نساء الثورة السورية خطوة حيوية نأمل أن تشق طريقها وسط الزحام والهيمنة الذكوريتين.. وأن تنخرط فيها نساء بلدنا الثائرات.. اللاتي تتقدمن الصفوف وتتحملن أعباء كبيرة في الميادين .