أفكار عامة حول القضية الكردية في سوريا

أفكار عامة حول القضية الكردية في سوريا

د. حمزة رستناوي

[email protected]

القضية الكردية في سوريا ,و التمييز ضد السوريين الأكراد , ما كان له أن يستمر و يتفاقم لولا وجود سلطة حاكمة في سوريا , و على مدى ما يزيد عن نصف قرن تجمع بين كونها:

أولاً : سلطة استبدادية أحادية , و بالتالي هي سلطة لا تعتمد المواطنة المتساوية بين السوريين , بل تمارس القمع ضد كل من ينازعها حيز السلطة , أو تتخوّف من هواجسه بهذا الشأن , و أي سلطة استبدادية كتحصيل حاصل سوف تعتمد على عصبيات و أنظمة ولاء تتجاوز المفهوم المؤسس للدولة الديمقراطية , و الكرد كمجموعة عرقية متمايزة من السهل تحشيدها ضد السلطة لذلك سعت وقائيا لإضعافها و تحويطها و تفكيكها , و الطبيعة الاستبدادية للسلطة أجلّت و منعت طرح القضية الكردية في الحيز العام , كقضية سياسية و ثقافية , لذلك جرى ببساطة انكارها ظاهراً ,  و قمع المطالب الكردية في حقيقة الأمر.

ثانياً : سلطة ايديلوجية قومية عربية , و بالتالي و اتوماتيكيا هي ستُمارس الظلم و التميز بشكل أو بآخر ضد السوريين  من غير العرب , و هي ستنتقل باتجاه تصعيد القضايا القومية  العربية " فلسطين " و  اهمال القضايا مادون ذلك باستثناء شغلها الشاغل "البقاء في الحكم ".

*

حل القضية الكردية و ببساطة لم و لن يتم دون معالجة جوهر المشكلة ألا وهو الدولة السورية و نظام الحكم فيها :

أولا:ً سوريا دولة ديمقراطية حديثة : هذا يعني – نظريا و من ناحية المبدأ - سوريا دولة لكل مواطنيها السوريين بغض النظر عن عرقهم و عقيدتهم و بالتالي احترام حقوق الانسان و حقوق مواطنة متساوية للأكراد فيما بينهم , و مع الآخرين من شركائهم في الوطن.

ثانيا : سوريا دولة غير مؤد لجة " الجمهورية  السورية ": و ليس الجمهورية العربية السورية أو الجمهورية الاسلامية السورية أو امارة سوريا الاسلامية .الخ , و هنا نتكلم عن سوريا دولة وظيفتها الاساسية تسيير أمور مواطنيها السوريين بالعدل بغض النظر عن عروبتهم أو اسلامهم أو ..الخ.

*

ما هي حقوق السوريين الكرد في الدولة السورية المنشودة؟

هي ذاتها حقوق أي سوري مع مراعاة:

أولاً : حقوق ثقافية : تتعلق بضرورة تدريس اللغة الكردية إضافة الى العربية في مجتمعاتهم , دعم و تنمية الدولة للثقافة و الفنون و الاداب و التراث و الفلكلور الكردي كجزء اصيل من ثقافة الشعب السوري.

ثانيا : تحقيق تنمية متوازنة في الجغرافيا السورية – و هذا ليس حكرا على مناطق سكن الاكراد - و الاهتمام اقتصاديا و خدميا بتنمية مناطق سكنهم حيث ان غالبتهم يسكنون مناطق همّشتها السلطة على مدى عقود متتالية.

ثالثا : حل اشكالات خاصة تتعلق بالجنسية , و انصاف الكرد الذين سلبهم النظام أملاكهم , و اجراء مصالحة و تسوية عادلة بين السكان  الكرد و العرب  في المناطق المتاخمة بينهم و مثالها قضية المغمورين و مزارع الاصلاح الزراعي ..الخ.