شقاوة "خلفان"

شقاوة "خلفان"

محمد جلال القصاص

[email protected]

تحاول "دولة الإمارات العربية"، أن تتواجد في المشهد السياسي بأكثر مما تسمح به "مواردها" المادية والبشرية. وهذا حرام في عرف السياسة الدولية؛ فالأمر مغالبة، والدول تأخذ بقدر إمكاناتها؛ فحين تجد قزماً تمدد، أو قليلاً تكثر فثمة فاعل(لاعب دولي) آخر يلعب به، أو يُفعِّله، وبالتالي فإننا أمام حالة في سياق غيرها.

حين نتدبر في حال "دولة الإمارات" الشقيقة نجد شيئاً مضحكاً: أُخذت أرضها (جزر أبو موسى وطمب الصغرى وطمب الكبرى)، وساد الأعاجم في بلادها (يشكل الهنود والبنجال وما أشبه أغلبية في بعض الإمارات، حتى غرّبت العربية في بعض الإمارات)، وركبتها الديونفمديونة، ومغلوبة على أرضها، وتتعرض لتغيرات سكانية.

لذا كان الظن أن يقف هؤلاء موقف المستجير بالله ثم بإخوانه في مصر وغير مصر على الفرس (إيران) وقد كشروا عن أنيابهم وقضموا شيئا من أرضهم، وعلى الأعاجم وقد استوطنوا أرضهم، ولكنهم لم يفعلوا، بل راحوا يتحرشون بالجارة (السعودية) حيناً، ويتطاولون في المشهد العالمي بإرسال "قوات" تصطف خلف الأمريكان في أفغانستان، وتحمل هذه "المديونة" حقائباً بها ملايين الدولارات وتدور في أدغال أفريقيا لفدية "الإفرنج"، وتدفع ملايين أخرى لنادي رياضي، .... ماذا يفعل هؤلاء؟؟

حالة من "الدلع" على المسرح السياسي، أو حالة من "التصابي".

ثم دخل هؤلاء "الصبية" المشهد السياسي المصري بعد الثورة، يطالبون بإيواء "المخلوع، وكنت يومها أحدث نفسي وهل يأمن أحد على نفسه في بلدٍ كهذه؟، وفي البحر (الغرب)، وعلى الشاطئ الآخر (إيران)، من قد يقضمها في ساعة من نهار؟!

لم أفهم، ولن تفهم، من الحالة الإماراتية إلا أنها حالة من "الشقاوة" (التصابي) السياسي. لا علاقة لها أبداً بالسياسة الجادة الحقيقية.

حقيقة أمر"خلفان" أنه يخاف الثورة والثوار، ووقف هو ومن حاول توريطهم في تصريحاته مع "المخلوع" و"الفلول"، وحين أفشل الله مكرهم، وكتب الله الغلبة لعباده، والله أسأل أن يتم علينا نصره، انكشف هذا الصغير فجاء يستر الشمس بيديه؟!

وأنى؟!!

يقول: إيران صنعت الثورة؟؟

ويقول: سيأتينا رئيس مصر حبواً؟؟

ووالله لا أجد غير الضحك حين أسمع هذا الكلام من "خلفان"، ولولا أن هناك من يأخذ الأمر على محمل الجد وعلينا أن نبين له، ما كتبت:

الأمر يا أستاذ "خلفان" أن إيران دولة ذات مطامع إقليمية ودولية، وقد بدأت بك فوطئت حرامك، وحرمت حلالك، وتفعل ذلك بجيرانك، فالسياسة تقول أن تستنصر عليها بمصر، لا أن تخاصم مصر وتدفع ساستها للتحالف مع إيران لتقاسم الخليج، ولن يكون بحول ربي وقوته.

ويا أستاذ "خلفان"، تخلُّف الدول يكون لخلل سياسي أو لفقر في الموارد أو لجائحة تجتاح الدولة، وإن مصر ذات موارد بشرية، ومواد خام، وموارد جغرافية متمثلة في المياة، والموقع الجغرافي. وهي بخير، بحول ربي وقوته، وإن حوصرت، وإن حوربت

فقط كانت المشكلة في البعد السياسي، وقد رحل الآن وجاء الصالح المصلح ـ نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً من خلقه ـ وقريباً يفرج الله عن عباده.

ولن نأتيك يا أستاذ "خلفان" نتسول منك، فقد أغنانا الله وله الحمد والمنة، ولن نأتيك يا أستاذ "خلفان" نؤدبك على قولك، أو ننصر عليك عدواً لنا ولك، فإنا أكبر من ذلك.

ظني أننا غداً في فلسطين، نحررها من يهود، ونهلل ونكبر في أرض الشام، وتجيبنا الجزيرة ... نجد والحجاز واليمن... وتفرح بنا بغداد... وتكون في أرض الشام بنا معركة آخر الزمان.

اللهم اجعلنا من جنودك.