من جديد.. اليهود يدعمون الأسد!!

من جديد.. اليهود يدعمون الأسد!!

أحمد النعيمي

[email protected]

http://ahmeed.maktoobblog.com

ما إن تناقلت المحطات الإعلامية الخبر الذي نقلته "صحيفة الحياة" عن القناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني، يوم الاثنين الحادي عشر من شهر حزيران الحالي، من أن أجهزة الأمن تبحث توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، خوفاً من وصول ترسانة الصواريخ الكيماوية التي تمتلكها إلى حزب الله، على حد قول القناة؛ إلا وتسابقت قنوات المقاومة المزعومة وصحفها وموقعها الالكترونية، إلى نشر هذا الخبر وكأنها تريد أن تقول بأنها فعلاً دول مقاومة، وقلاع صمود وأنها تمثل خطراً على الكيان المغتصب، والدليل هو التخوف الصهيوني من أسلحتهم، وأنتشر هذا الخبر انتشار النار في الهشيم، وهم يحسبون أنهم قد أحسنوا صنعا في نقله، ولو دروا أي فضيحة قد لحقتهم، لحاولوا جهدهم إخفاء هذا الخبر، ولكنهم في سكرتهم يعمهون، صم بكم عمي فهم لا يفقهون!!

وفي العودة إلى البداية نلاحظ أن اليهود لم يتحدثوا عن خشيتهم من هذه الأسلحة التي بقيت محفوظة بكل أمان بيد "حراس حدودهم" طيلة ما يقارب من نصف قرن من الزمن، دون أن يفكر "الحراس" باستخدامها يوماً ضد المحتل، وإنما عملوا على استخدامها بكل شجاعة ضد شعوبهم، وهم اليوم يضربون بها المدن السورية المنتفضة، مما دفع الصهاينة إلى أفراد مقال كامل بحق الأسد، كان عنوانه "الأسد ملك إسرائيل" وفيه استبيان لليهود المحتلين لفلسطين، وجاء فيه أن اغلبهم يصلي للرب من أجل بقاء الأسد في سدة الحكم في سوريا، الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973م رغم شعاراته المستمرة وعدائه الظاهر لهم، وقد نشر هذا الاستبيان في صحيفة "هاآرتس" الصهيونية بداية العام الماضي.

ثم هذا الحارس الآخر "الدون كيشيوت" حسن نصر الله، والمقيم بكل صلابة حامياً أميناً للحدود، وكأنه اليوم وبعد سنوات من النوم، تذكر بان يستغل ما يجري في سوريا ويشحن الصواريخ إليه، والحدود مفتوحة بينهم لسنوات طويلة، وقد كان في أمس الحاجة لها، عند اختفائه كالجرذ في إحدى المجاري عند تدمير لبنان عام 2006م من قبل الكيان الصهيوني، في محاولة منهم لخداع العالم وتضليله، وطمس الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب السوري، التي تقصف مدنه جميعاً في وقت واحد، في أروع مجازر لإبادة العنصر البشري، وسكوت عالمي مريع عما يحدث داخل المدن، التي يباد سكانها بالصواريخ الكيماوية.

وفي متابعة للتقرير الذي نقلته القناة الصهيونية، تنكشف الحقيقة مدوية، فاضحة ومكذبة، عندما يمضي التقرير بقوله:"وإلى جانب القلق من نقل الصواريخ إلى حزب الله، يتحدث الصهاينة عن قلق من أن يسيطر المتمردون على السلاح الكيماوي، وعندها يصبح الوضع ضبابياً ومن الصعب معرفة كيفية التصرف بهذه الصواريخ" واضعاً التقرير يديه على مقتل هؤلاء الحراس، الذين يزعمون أنهم مقاومين وصامدين، وعاملاً على تعريتهم، من حيث أراد –الصهاينة– أن يؤكدوا خوفهم من هؤلاء الحراس، ومن حيث أراد – الحراس– أن يثبتوا الأمر نفسه، إلا أنهم وقعوا جميعاً في شر مكيدتهم، وأكدوا بأن الكيان الصهيوني لا يخافهم، لأنه هو من صنعهم، وإنما الخوف القادم من الوضع الضبابي، الذي تصل به الأسلحة إلى الشعب السوري الحر، وهذا التخوف هو الذي يراود الجانب الأمريكي في مناوراتهم التي يجرونها في الأردن باسم "الأسد المتأهب" ويعملون فيها على التدرب بشكل كافي من اجل أن يمكنهم للوصول إلى هذه الأسلحة قبل أن يصل إليها الجيش الحر، في حال سقط حليفهم الأسد.

وهذا الوضع الضبابي الذي يتخوف منه الصهاينة، يبرر مدى كبر الضوء الأخضر الذي أعطي لحارسهم، فهو يعمل الآن جهده على محاولة إنهاء الثورة السورية، وبأي ثمن كان، ولكن لإرادة الشعب السوري أمر آخر بإذن الله والعاقبة للمتقين!!