اللطمة الكبري

اللطمة الكبري

عزة الدمرداش

[email protected]

التيارات السياسية( ليبرالية – علمانية – يسارية ) التي هزمت في الانتخابات البرلمانية، وكانت ايضا ستهزم، حتى و لو جاؤا بالدستور أولا ، انطلقت تكابر ، و تكيل الاتهامات للإسلاميين، و تضع أمامهم العراقيل ، و تفشل قراراتهم ، و تشكك في كل تصريحاتهم ، وتتهم الإسلاميين (بالتكويش و الانفراد بالحكم ، و العودة للحزب الوطني )..مصطلحات غريبة ابتدعوها .

و بدلا من أن يعرفوا حجمهم الطبيعي ، ورأي الشارع المصري فيهم ، انقلبت الآية ، و علت أصواتهم ،و تحكموا في الإعلام الرسمي و الخاص ،و تبادلوا الأدوار، من قناة إلى قناة ، إلى أن مسخوا العقول، و سمموا الأفكار، و كهربوا الأبدان ، و تحولت مشاعر الفرحة ، بفوز الإسلاميين إلى مشاعر ، ندم ، و قلق ، ووصلت في بعض الأحيان إلى الكراهية ،والحقد على الإسلاميين ، انتقلت أحقادهم ،و غلهم عبر القنوات الفضائية من قلوبهم ، وافواههم إلى آذان، و عقول كثيرا من المصريين البسطاء ، فتحولوا عن الإسلاميين ، و ظهرذلك في إنتخابات الرئاسة ، رغم حصول الإسلاميين تحت رآية د. محمد مرسي وحده على أعلى الأصوات ....إلا و نجدهم فجأة و بسرعة ألتففوا ، و جمعوا أصواتهم ، على بعض ، و سموا أنفسهم اصوات الثوار ، و كأن الإخوان من كوكب اخر ، و لم يكونوا ثوارا ، حتى إنهم جمعوا معهم اصوات مرشحيين إسلاميين ، واحتسبوهم منهم ،و تجمعت اصوات لبراليين، على علمانيين ،على إسلاميين ..ضد اصوات الإخوان فطبعا تفوقت على صوت الإخوان ، و رقصوا وهللوا و طبلوا، على نغمة مزيفه باطلة، بأن اصواتهم كلها على بعضها ، علت على أصوات الإخوان ....كيف ؟

بالله عليكم كيف ؟ هل كل فصيل منهم منفردا فاقت أصواته أصوات الإخوان ؟؟؟

بالطبع لا والف لا ...لكن ماذا تقول في الضالين المضلليين ؟

هنا أصبحت أصواتهم واحدة ، و اصبحوا يدا واحدة ، و لأول أرى اثنى عشر مرشحا ضد مرشح الحرية والعدالة ، رغم إنه بحول الله و قوته ،علا عليهم جميعا ، و مازالوا يتطاولون،  ويشترطون .

ووصلناإلى الإعادة بيننا، و بين مرشح الثورة المضادة ،التي تعيدنا إلى النظام الهالك البئد .

و إذا بنا نجدهم يتشاورون، و يحتارون بين خيارين كلاهما مر من وجهة نظرهم ، و كأنهم نسوا أو تناسوا الفساد، و الظلم، و القتل، و الضياع ، الذي يحمله مرشح الثورة المضادة، على ملامحه القاسيه، التي تتوعدهم بالانتقام، و يعلن انتهاء الثورة وولاءه لمبارك، و السير على خطاه، و منع التظاهر و لكم في أحداث العباسية قسوة و عبرة ،و قد تمادي في غيه ،إلى أن وعد بحزف آيات القرآن الكريم من كتب اللغة العربية، ارضاء و جمعا لأصوات الاخوة الاقباط .

و منهم من قرر الامتناع عن التصويت، في الإعادة بكل كبر، و غرور ، و حقد على الحرية  ، يفوق حقدهم على الظالميين .

و منهم من قرر تأييد الفساد، و العودة بعقارب الساعة ،و هدم المعبد على رءوس المصريين جميعا . طمعا في مكاسب يحلمون بنيلها من الفساد إذا عاد .

و الآن و قد جاءتهم اللطمة الكبرى ( الطامة الكبرى )، و خرج علينا القضاء المصري الذي حسبناه نزيها، ببيان يحمل بين سطوره إدانه بين الشنق، و المؤبد للفاسدين القتلة السارقيين ،        ويمنحهم البراءة أجمعين.  منهم البراءة الفورية ،و منهم البراءة المؤجلة لبعد النقض .

حتى يخرجوا علينا جميعا، مرة اخرى، مثل يأجوج ، و مأجوج، لينتقموا منا جميعا ، و ساعتها لن يفرقوا بين إخواني ،او علماني، او يساري ، سيأتون على الاخضر و اليابس ....فقد حكم القاضي بقانون ( إذا جاءك الطوفان حط أولادك تحت رجليك ) و هكذا وضعنا القضاء المبجل، جميعا تحت رجليه .

لا أعرف من الوم ؟الوم النخب الحاقدة التي أفشلت الثورة بشكوكها و طمعها ، و فرض ارادتها،و ارتفاع أصواتها على الفضائيات ؟ أم الوم الحرية و العدالة، التي وقفوا صامتين، يعملون في صمت، ظنا منهم أن ما يصنعون من خير سيدافع عنهم ..فجاءت النتيجة عكسية، و ما صنعوا من خير أخذ عليهم، و ضدهم في زمن يقلب الموازين ،وقفوا صامتين و لم يردوا على الفتن، و لم يدافعوا عن انفسهم ، حتى صدق فيهم أصحاب العقول الساذجة، ما ردده عنهم النخبة الحاقدون المفوهون الافاقون ، و تحولت إنجازاتهم إلى قذائف ضدهم .

و أخيرا  خرجوا علينا بإنجازات البرلمان.... متأخرة جدا جدا ياإخواني.

أم الوم القضاء ،الذي أطاح بالثورة، و الثوار، و الشهداء، و بمصر، و كرامتها ،و عزتها، في الطين، و نكس رءوسنا أمام العالمين ...حسبنا الله و نعم الوكيل .