كيف نحسم هذه المعركة.. بل كيف ننتصر فيها؟!

كيف نحسم هذه المعركة..

بل كيف ننتصر فيها؟!

زهير سالم*

[email protected]

طوباوي حالم ، أو عاجز لا يحسن إلا الانتقاد ، أو ربما مغرور يظن في نفسه الحكمة وهو إلى الاضطراب أقرب ، أو العزيمة وهو من الخور قد جُبل ، أو القدرة وهو الذي لا يحسن غير الرمي بسهام النقد والتبكيت والغمز واللمز ؛ بمثل هذا المنطق يدافع المتشبثون عن تشبثهم مع عجزهم . إذ من عادة المستبدين دائما أن يهاجموا خصومهم وإن أقروا بالتقدم والفرادة لمجرد أنهم ألحقوا كلمات الإعجاب والثناء والتوقير والتمجيد بلكن .... 

وبات أمر الناس بين رجلين متقحم جريء ( لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ) ومحجم ( يدري ويدري أنه يدري ) ، ولكنه يرى في الإحجام بعض الصيانة وبعض الحفاظ على وجه لم يترك بشار الأسد وعصابته فيه من ماء ، فيطوي على مكابدة وكمد ويردد مع الرجل المقبل من أقصى المدينة (( يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ...))

وحتى لا يقول البعض استئنافا أو استكمالا أو عطفا أو استرسالا :

يقولون أقوالا ولا يثبتونها وإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا ، ولأن التدقيق في التحقيق لا يكون إلا في المضيق ، فما زال الكتمان معوانا على أداء ، وأبلغ منه تكرار الإمام حجة الإسلام رحمه الله لأكثر من عشر مرات في كتابه الأحياء ( إنك لا تعلق الدر في أعناق .. ) ومعذرة للإمام إذ حذفت من مثله ما لا يليق بمقامنا وإن كنا في زمان قد كثرت فيه الخنازير .

إن انكشاف الأوراق عن جملة التغيرات الحادة والعميقة في المواقف الدولية والإقليمية من قضية شعبنا وثورتنا ومستقبل وطننا ( سورية المسلمة العربية ) أصبحت بحيث لا يمكن أن يتجاهلها متجاهل أو يتجاوزها متجاوز ، من عامل صادق ، ومتابع حريص . وهو انكشاف وهي تغيرات تستدعي ما يقابلها في مواقف ( المسترسلين ) و( السادرين ) و ( المؤملين ) و( المنتظرين ) . تستدعي ما يقابلها على قاعدة نيوتن الثالثة في توازي رد الفعل مع الفعل في مقداره ومناقضته إياه في اتجاهه ..

إن التراخي عن إعمال هذا القانون الفيزيائي الحركي بعد اليوم لن يعد في باب المرونة السياسية ، ولا الرويّة وبعد النظر، وإنما سيلحق بحسن الظن الموسوم عند العقلاء بالغفلة . فقوانين الفيزياء عجلى فظة حادة صارمة لا فسحة فيها ولا مكان فيها ليد ماسح ولا تؤدة وئيد ..

وحتى لا نكثر الكلام ، ونغرق في البيان ، والمقام لم يعد يحتمل أخذا ولا ردا ، ولا مراء ولا لجاجا، وإعلانا للبراءة أمام الله ثم الناس ، وإقامة للحجة على الذين لا يكتبون ولا يقرؤون ، نقترح في هذه الأسطر العجلى خمس خطوات بينات واضحات صريحات نأمل من الله أن تقلب الموقد على من سعرّه ، والطاولة على من رتبها ، ووضع حولها كراسيها وقدر أوزانها وأرقامها ....

الخطوة الأولى : -----------------------

الخطوة الثانية: ++++++++++++++++++++++++

الخطوة الثالثة : ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

الخطوة الرابعة : ×××××××××××××××××××××××

الخطوة الخامسة : ======================

لقد كانت لعبة الشطرنج مهمة جدا لمن حاول أن يستفيد منها . ولم يجعلها مجرد تزجية للسأم أو تمضية للسهرات ، فاقتنص منها الدروس وتعلم من الخسارة والربح العبر . فالبيدق على رقعة الشطرنج مهم جدا وقمين أن يحافظ قائده عليه ، ويدافع عنه ، ولكن ليس قمينا أن يجعل بيدق خصمه هدفا فيضيع وقته وجهده للانقضاض عليه . وهذا كلام كرره العقلاء مرارا وقرروه تكرارا ولكن الناس تعودت ركوب الجدران الواطئة لمجرد أن تظهر على ظهر .

والذين نظّروا للعبة الشطرنج قالوا إن الفرس والفيل متناظران وأنهما بوزن استراتيجي واحد ( 14 ) وإن الرخ ( القلعة ) يفوقهما بوحدتين ، وإن الوزير يحوز عشرين وحدة ، بينما أفردوا ( الشاه ) بأربع وعشرين.وحين يختل ميزان القوى في الموقف والمال والرجال تحتاج إلى فقه عمري يعوض الألف بالواحد ليعلو صوت هلال بن علفة التيمي ينادي ( قتلت رستم ورب الكعبة ) وما أجمله من نداء ..

في تراثنا العامي يقولون : إذا ضربت فاضرب الأمير ، وإذا سرقت فاسرق الحرير ، وأنا لا آمر أحدا بالسرقة ولا أنصح بها . وكنت أمازح بعض أقراني الذي يستمعون إلى غناء أصحاب الأصوات الجافة بقولي : ويحك ترتكب معصية بالاستماع إلى مثل هذا ... هلا استمعت إذ عصيت إلى ما يخفف عنك وقع كي النار ..

هذا كلام هزل يراد به الجد . وحسبنا قول ربنا : (( إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ))

اللهم فاشهد ...

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية