عين ولي الفقيه الصفوي على مصر

جاسر عبد العزيز الجاسر

عين ولي الفقيه الصفوي على مصر

جاسر عبد العزيز الجاسر

وسط انشغال الأجهزة الأمنية، والسلطة السياسية العليا في مصر (المجلس العسكري الأعلى) في إدارة الأوضاع الداخلية في بلد كبير وفي ظل تنافس شرس من القوى السياسية التي أنهكت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة التي حمّلوها أكثر مما تحتمل، مما أتاح لجهات لا تخفي عداءها لمصر من استغلال هذه الأوضاع الشاذة لتؤسس إلى اختراق خطير في البنية الأساسية للأمن القومي المصري.

ولأن العدو الأكبر لمصر وللأمة العربية هو الكيان الإسرائيلي رغم توقيع ما يسمى بـ(معاهدة السلام) إلا أن إسرائيل تظل وستبقى العدو الأكثر تهديداً للأمن القومي المصري الذي يعاني من (ضعف) في الجبهة العسكرية المواجهة لإسرائيل، فشبه جزيرة سيناء التي تقلص الوجود العسكري المصري فيها بسبب بنود اتفاقية كامب ديفيد، كما أن تلك القيود قد أضرت حتى بالتواجد الأمني مما أدى إلى تنامي قوى مسلحة استغلتها جهات لا تريد الخير لمصر فقد لاحظ المتابعون أن هناك عملاً منظماً لتسهيل وصول الأسلحة الليبية المهربة إلى سيناء، فقد تنامت شكوك الأجهزة الأمنية في القاهرة في تمويلٍ إيراني لعمليات تهريب الأسلحة الليبية التي تحوي أسلحة نوعية متقدمة كصواريخ جراد والصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف، ومدافع الميدان والرشاشات المتوسطة إضافة إلى الأسلحة الخفيفة التي هُرّب جزء كبير منها إلى القاهرة نفسها ومدن القناة وبعض هذه الأسلحة ظهر في المواجهات والاعتصامات التي شهدت ميادين القاهرة.

العبث الإيراني في الأمن المصري القومي لا يمكن إخفاؤه؛ فالإيرانيون ومن يقبض أموالهم بالإضافة إلى أن هناك للأسف بعضاً من العملاء الذين يذهبون إلى طهران وإلى الضاحية الجنوبية في بيروت يعودون وحقائبهم مملوءة بالأموال وبالتعليمات التي وإن ظهرت بعض آثارها السلبية في سيناء وفي المواجهات التي حصلت في ميادين القاهرة ومدن القناة، إلا أن القادم سيكون أخطر إن لم يتدارك المصريون الأمر، وقد لاحظ المتابعون توجه من يسمونهم في إيران ولبنان والعراق بالمراجع الشيعية للذهاب إلى مصر في رحلات مجدولة، وعقدهم لندوات ومحاضرات في الشقق والمنازل، أي بعيداً عن الأماكن العامة وعن مراقبة الأجهزة المختصة، وذلك بهدف نشر الفكر الصفوي بنفس الأسلوب الذي بدأوا فيه نشر فكرهم المنحرف في صعدة وشمال اليمن وفي سوريا، فكانت النتيجة إقامة دويلة في جنوب لبنان وجيب في شمال اليمن ومراكز للتشيع الصفوي في سوريا.

هذا التحرك المشبوه شجبه الأزهر الشريف إلا أنه ظل دون تفعيل؛ فما زال المرجفون يذهبون ويعقدون الندوات والمحاضرات وما زال الإيرانيون يرسلون الأسلحة المهربة إلى سيناء وإلى المدن المصرية في عمل فاضح لاستهداف مصر وإلحاقها بدائرة ولي الفقيه.