يا ثوار سورية اتحدوا

نبيل شبيب

(2)

خطاب مفتوح من مواطن سوري إلى التشكيلات والكتائب الثورية جميعا

اللهم قد بلغت.. ولا أملك من الأمر على سادتي من قادة الثوار شيئا.. اللهم فاشهد

يا ثوار سورية اتحدوا.. فقد جمعت بينكم كلمة "ثورة" ولا ينبغي أن تفرّق صفوفكم كلمات هيئات ولجان وتنسيقيات ومجالس.. وحّدتكم الدماء فلا يجوز أن تفرّق بينكم الأسماء.. صهرتكم التضحيات فلا تدعوا الفرقة تتسرّب إليكم وتنعكس في أصوات الناطقين باسم هياكلكم المتعددة وقياداتكم الميدانية.. رعاكم الله جميعا ووفقكم إلى كل خير، ورأسُ الخير في هذه المرحلة من مسار ثورة شعب سورية هو وحدة صفوف الثوار..

يا ثوار سورية اتحدوا.. فكل يوم يمضي.. وكل روح شهيد ترتفع إلى بارئها.. وكل دعوة تشقّ عنان السماء.. وكلّ أنّة جريح وصرخة مكلوم ودمعة ثكلى، في رقابكم أنتم قبل سواكم، وتهيب بكم أنتم أن تجمعوا صفوفكم قبل سواكم، وتفرض عليكم أنتم أن تكونوا يدا واحدة في خدمة هذه الثورة.. مهما فعل سواكم..

يا ثوار سورية اتحدوا.. فهذه الثورة ثورة الشعب، هو الشعب الأبيّ الثائر، هو الذي يدفع ثمن حريته من دمائه الغالية وآلامه اليومية وعبر بطولاته المذهلة، وإنّ كلّ من يتصدّى لموقع من مواقع قيادة الثورة –وليس من يتصدّون لمواقع سياسية فحسب- يحمل المسؤولية عن أن يخضع هو لإرادة الشعب وثورته، وهيهات هيهات أن يعبّر عن إرادة هذا الشعب فريق دون فريق، وقيادة دون قيادة، وفصيل دون فصيل، فالقيادة في الثورة الشعبية للشعب وإرادة الشعب، وكل ما سوى ذلك لا يكتسب مشروعية الثورة والتعبير عن الثورة إلا من خلال ارتباطه بالشعب وإرادة الشعب..

يا ثوار سورية اتحدوا.. واعلموا أنّه لن يعبّر منكم أي فريق عن إرادة الشعب كله، ولكنّكم مع بعضكم بعضا تمثلون إرادة الشعب المتحرّرة عبر الثورة، وشعبُ سورية شعب واحد، لا يحتمل الفرقة بين الثوار وإن أصبح لا يعبأ بالفرقة بين كثير من السياسيين بغض النظر عن النوايا.. وحذار حذار أن تصل الأمور إلى مستوى ألاّ يعبأ بالقيادات الثورية أيضا.. مهما بلغ إخلاصها أفرادا وفصائل..

يا ثوار سورية اتحدوا.. فقد وصل مسار الثورة إلى منعطف خطير واجتمعت الأمم على هذه "القصعة"، ولا يردّ كيد الكائدين ومكر الماكرين ومطامع المتربّصين، إلا من حمل على عاتقه أن يردّ عن هذا الشعب إجرام المجرمين المستبدين الهمجيين، وأنتم في مقدمة الصفوف، فلا يكوننّ في فرقة صفوفكم وتعدّد مسميّاتكم ما يفتح الثغرات أمام تنفيذ ما يُحبك من مخططات لاختطاف ثورة الشعب البطولية التاريخية من بين أيديكم..

يا ثوار سورية اتحدوا.. فالخطر كبير كبير، والمسؤولية جسيمة عظيمة، ولا يتحقق انتصار على عدوّ فاجر ما لم يسبقه الانتصار في الأعماق على كلّ ما يمنع من وحدة صفوف الأحرار المخلصين، والثوار الميدانيين، والقادة الصادقين، فالشعب كسر حاجز الخوف إلى الأبد بإذن الله.. ولا يجوز أن تقام في وجه مدّه الثوري حواجز الفرقة بين تشكيلات الثوار، مهما بلغ شأن كل منها على حدة، ومهما توهّمت جميعا أن الاختلافات فيما بينها أكبر من القواسم المشتركة التي صنعتها الثورة.. وقد صنعتها لها جميعا وليس لفريق منها دون فريق..

يا ثوار سورية اتحدوا.. واعلموا أن وحدة الثورة شعبيا قد تحققت عبر حناجر أهل سورية وهم ينتصرون لبعضهم بعضاً في مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة وحيّ بعد حيّ وشهيد يحمله شهيد، ولا يحتاج أهل سورية الأبطال الثائرون في ذلك إلى تخطيط وتوجيه، ولا إلى هياكل تنظيمية وأنظمة إدارية، إنّما تحتاج تطلعاتهم إلى الكرامة والحرية والعدالة، أن يتناصر ويتعاون ويتكامل من يتكلّمون باسمهم، وأن يدرك هؤلاء أنّه لا فرق بين هيئة ومجلس إلا عند من يفرّق بين الدماء في حماة ودرعا ودير الزور ودمشق وحلب وحمص، ولا فرق بين لجان وكتائب بعد أن تلاشت الفروق بين المعتقلين والمعذبين من اللاذقية والقامشلي وإدلب ودوما، ولا يمكن القبول بتعزيز الفروق والحواجز والاختلاف والانقطاع ما بين تنسيقية وتنسيقية وقيادة وقيادة وناطق وناطق، إلاّ إذا أصبحنا نميّز بين شهيد وشهيد وثكلى وثكلى ومعتقل ومعتقل وجريح وجريح وشريد وشريد..

يا ثوار سورية اتحدوا.. فلغة الحلول الوسطية -المحرّمة بمنطق الثورة ومعيار المصلحة العليا على السياسيين- هي فرض من فروض الثورة والمصلحة العليا ما بين الثوار لمضاعفة الجهود على طريق الهدف الواحد المشترك بينهم..

يا ثوار سورية اتحدوا.. واعلموا أنّ الوحدة المطلوبة في قيادة الثورة لا تتحقق عبر إقامة هيكل تنظيمي، ومساومة على المحاصصة في تشكيلة جديدة وأصوات من تضمّهم تحت مظلتها، ولا تعني ذوبان فريق وبروز فريق، ولا تحويل الخلافات من العلن إلى لقاءات تنعقد وراء أبواب مغلقة وتنفض دون حصيلة مرئية على أرض الواقع..

الشعب البطولي الثائر يفتقد وحدة السياسيين على نهج مشترك، وقواسم مشتركة، وتنسيق مشترك، والتزام مشترك، وفعاليات مشتركة، ومواقف مشتركة، وبيانات مشتركة، وسياسات مشتركة، وخطوات مشتركة وإعداد مشترك لمستقبل سورية.. فلا تجعلوه يفتقد وحدتكم أنتم أيضا، ويفتقد قدرتكم أنتم على تعويض ذلك كلّه، وهو كثير جليل، ولا يمكن تحقيقه إلى بتلاقيكم مجتمعين، وتحديد القواسم المشتركة بينكم معا وهي كثيرة، وعدم السماح لمواطن الخلاف أن تكون عقبة دون التنسيق والتعاون ناهيك أن تكون سبب تعرّض بعضكم لبعض بقذائف الكلام وشعبكم الثائر يتعرّض للقذائف القاتلة.

يا ثوّار سورية اتحدوا.. واعلموا أنّكم لا ترتفعون إلى مستوى هذه الثورة البطولية التاريخية أبدا، ولا إلى مستوى شعبها وإرادته وعطائه إطلاقا، دون أن تتحدوا كما ينبغي عاجلا غير آجل.

يا ثوار سورية اتحدوا.. واعلموا أن الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب لأنها الحاسمة في صياغة ما يأتي من بعدها، وصناعة "المعجزات" المترتبة عليها، ولكن لا يجوز أن تكون الخطوة الأولى أصعب عليكم في شؤون تنظيمية وتمثيلية وإدارية وحوارية وتنسيقية، من الخطوة الأولى لكلّ ثائر -وكلّ ثائرة- من الثوار خرج من بيته.. وهو يعلم أنّه قد يلقى وجه ربّه قبل أن يعود إلى بيته..

واعلموا أنّكم جميعا ستلقون وجه ربّكم أيضا.

اللهم قد بلغت.. ولا أملك من الأمر على سادتي من قادة الثوار شيئا إلا أن أدعو مخلصا وأضع نفسي تحت تصرفهم صادقا.. اللهم فاشهد.

(3)

الشرط الحاسم لانتصار الثورة الشعبية في سورية

يا قادة الثوار.. إن مصداقية قياداتكم جميعا رهن بوحدة الصف.. عندما تطالبون السياسيين بالانقياد إلى "كلمة الثورة"..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا حصلت الكتائب المتحررة من قبضة القمع الأسدية على دعم خارجي..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا حصل الثائرون المدنيون السلميون على حقهم في حماية دولية..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا تجاوزت المعارضات السياسية التقليدية نفسها وخلافاتها وأنانياتها..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية باستمرارها رغم التضحيات، حتى تنهار العصابات المتسلطة داخليا..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا بدلّت الدول المجاورة ممارساتها وفتحت الحدود أمام الأحرار وأنصارهم..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا تم تنفيذ مبادرة عنان ولم تبق ذريعة لمواصلة القمع الهمجي..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا استمر كشف الإجرام القمعي بالتفجيرات وسواها..

ماذا بقي من شروط للانتصار أيها الثوار؟..

أو ليس أوّل شروط النصر الأخذ بأسبابه وأوّل الأسباب أن يكون الثوار كالجسد الواحد ويكون الثوار كالصف المرصوص وتكون وحدة الثوار راسخة عبر مسار الثورة حتى إسقاط العصابات المتسلّطة، فلا يشوبها شائبة من خلاف علني أو غير علني، وإن تعدّدت وجهات النظر، وتكون في ألاّ تتناقض الوسائل مع بعضها بعضا بدلا من تكاملها، وفي ألا تتعدّد الهياكل إلا بقدر ما تتطلّبه مصلحة الثورة ويفرضه هدف انتصارها؟..

إنّ أوّل شرط لانتصار الثوار لا يتحقق إلا عن طريق من حملوا على عاتقهم -أعانهم الله على ثقل المسؤولية وأعبائها- همّ توجيه هذه الثورة على طريق الانتصار الموعود..

لا يتحقّق هذا الشرط الحاسم -وبكل وضوح- إلاّ عن طريق تلاقي التشكيلات التنظيمية الحالية تحت مسميات متعددة، من هيئات ولجان ومجالس وتنسيقيات وكتائب على أرضية مشتركة، وقواسم مشتركة، وأعمال ميدانية مشتركة، ورؤى سياسية مشتركة، ومواقف علنية مشتركة، وأهداف وثوابت وخطوط حمراء مشتركة.

لقد ترك الثوار الساحة السياسية للسياسيين شهورا عديدة.. وتكاد تصبح الثورة بعد 14 شهرا من العطاء البطولي ضحية للسياسة والسياسيين.. على مختلف المستويات، وبمشاركة مختلف الجهات والقوى الإقليمية والدولية. أما آن الأوان إذن أن تضع الثورة أقدام الأحرار وما يقدّمون من تضحيات بطولية تاريخية غير مسبوقة، على طريق الانتصار، وأن يؤمّن قادة الثوار الأحرار شرط الانتصار الأول:

- بالتلاقي دون شروط، على مبدأ: الثورة شعبية والشعب قائدها..

- وتثبيت حقيقة أن التنظيمات الثورية جميعها وسائل خاضعة للإرادة الشعبية..

- وصياغة مشتركة لميثاق الثورة انطلاقا من الرؤى السياسية المتماثلة والمتشابهة والمتقاربة، المثبتة في وثائق التنظيمات الثورية نفسها..

- ووضع مخطط مشترك بفعاليات متكاملة ومرتبطة زمنيا ببعضها بعضا، لاستمرارية الثورة الشعبية حتى إسقاط أوّل رأس وآخر بيدق من العصابات المتسلّطة..

- والتوافق على المبادئ المشتركة وقواعد التعامل المتوافقة مع ما هو حق معروف في تطلّعات جميع المكوّنات الشعبية، والملزمة لجميع المكوّنات الثورية والسياسية في الفترة الانتقالية..

- وتحديد المعالم الكبرى لترسيخ دعائم الدولة وبناء الوطن وصناعة المستقبل وفق أهداف الثورة القريبة والبعيدة..

لم يعد مسار الثورة، ولم تعد الأخطار المحيقة بالثورة، ولم تعد التضحيات المتوالية على درب الثورة، تحتمل مزيد من الكلام.. ولا أيّ صنف من الأعذار.. ولا أيّ تباطؤ في تأمين شروط الانتصار..

يا قادة الثوار.. إن مصداقية قياداتكم جميعا رهن بوحدة الصف.. عندما تطالبون السياسيين بالانقياد إلى "كلمة الثورة".. وليس إلى "كلمات" متعددة من جانب جهات متعددة باسم الثورة!.

يا قادة الثوار.. لقد عبّرتم عن إخلاصكم بتقدّم الصفوف.. فوحّدوا صفوفكم!.

يا قادة الثوار.. لقد عبّرتم عن طاقاتكم باستمرارية الثورة.. فلا تفلتوا حبل الاستمرارية في هذه المرحلة المصيرية!.

يا قادة الثوار.. لقد عبّرتم عن طاقات الإبداع لديكم بمواجهة أعتى إجرام همجي وعدم الانصياع لأيّ مخطط لاختطاف الثورة من بين أيدي الثوار.. فلتكونوا يدا واحدة في متابعة الطريق فقد أصبح ذلك شرطا لا غنى عنه لمتابعة الطريق!.

 (4)

فرض واجب قبل فوات الأوان

لا يعبر عن الوفاء للشهداء والجرحى والمشردين والمعتقلين والمفقودين.. عن الوفاء لليتامى والثكالى والمصابين والمكلومين والمحرومين أحدٌ مهما بلغ موقعه التنظيمي في الثورة الشعبية في سورية إلا بقدر ما يسبق سواه إلى وضع نفسه وفصيله على طريق وحدة الكلمة والمنهج

بين يدي الثورة الشعبية في سورية من يقول:

تعدّدت الأسماء فيما يوصف بالمعارضة السياسية بلا نهاية.. فأصبح يوجد المجلس.. والهيئة.. والحزب.. والتيار.. والتجمع.. والكتلة.. والجبهة.. والجماعة.. والاتحاد.. وكل فريق صغير أو كبير يجتهد ليميّز نفسه بتسمية جديدة..

وأمام واقع الإنجاز السياسي الضعيف ينطلق السؤال بمرارة: حتى متى هذه التفرقة وثورة شعب سورية ثورة شعب واحد، لهدف واحد، ومستقبل مشترك؟..

لو كان حجم الإنجاز بقدر هذا التعدّد لما مضى شهور وشهور.. دون أن توجد الطاقة السياسية القيادية القادرة على صناعة الحدث..

ولكن.. نعلم أيضا أنّ بين يدي هذه الثورة الشعبية البطولية التاريخية في سورية من الأسماء في الساحة الثورية ما لم يعد يسمح بمزيد.. فلدينا التنسيقيات في كل حي وبلدة، ولا غنى عنها في العمل الميداني المباشر.. ولدينا أيضا اتحادات التنسيقيات.. ولجان التنسيقيات.. والمجالس الثورية.. المحلية والعليا.. والهيئة العامة والكتائب الحرة.. فهل يستطيع أحد تعدادها وحصرها؟..

هل نستغرب إذن أن يتردّد في صفوف الثوار.. والثوار هم الشعب الواحد: حتى متى هذه التفرقة ولثورة شعب سورية هدف واحد، ومستقبل مشترك؟..

لو كان حجم إنجاز إدارة الثورة وقياداتها، بقدر هذا التعدّد الكبير من التشكيلات الثورية لما مضى شهور وشهور.. دون أن يستقر مسار الثورة على طريق النصر الحاسم.

بين يدي الثورة من يقول:

لم يطرح من تصدّى من السياسيين للتكلم باسم الثورة منهجا مشتركا فعالا، ولم يتمكّن من فرض إرادة الثورة في المحافل العربية والدولية..

هل نستغرب قول من يقول أيضا: أين طرح القيادات الثورية للمنهج الثوري السياسي، برؤى قريبة وبعيدة، ومخطط عمليّ مدروس، وآليات تنسيق وتكامل كافية، ليتحقّق من موقع قيادة الثورة، وعلى وجه الدقة من موقع قياداتها الميدانية المتعددة.. ما لم يتحقق عبر موقع المعارضة السياسية التقليدية.. أو المعارضات المتعدّدة؟..

بين يدي الثورة من يقول مفسرا ومنظرا:

تعدّد التنظيمات السياسية المعارضة أمر فرضته معطيات واقع تاريخي، ونسمع من يجيب: هذه مبررات مرفوضة فقد آن الأوان أن يتجاوز الساسة أنفسهم ويرتفعوا إلى مستوى الثورة الشعبية البطولية التاريخية.

ألا يوجد من يقول أيضا بين يدي الثورة: إن تعدّد التنظيمات الثورية أمر فرضته معطيات واقع تاريخي، وهل نستغرب أن نسمع هنا أيضا من يجيب: هذه مبررات مرفوضة فقد آن الأوان أن تتجاوز هذه القيادات نفسها وأن ترتفع إلى مستوى الثورة الشعبية البطولية التاريخية؟..

إنّ وحدة المنهج والكلمة وانعكاسَها في مواقف وخطوات وإجراءات سياسية، وإن لم تتحقق الوحدة التنظيمية، مسؤولية كبرى على عاتق السياسيين.. ومن يتحوّل إلى عقبة في طريق ذلك لن يدخل في سجل التاريخ بصفة قائد سياسي مهما بلغ حجم الفصيل السياسي الذي يقف على رأسه، فالعبرة في الإنجاز.. وليس في العدد ولا الكلام..

ولكن.. أيها القادة الثوار في التشكيلات الميدانية: 

إنّ وحدة المنهج والكلمة وانعكاسها في مواقف وخطوات وإجراءات ثورية ميدانية وسياسية مدروسة، وإن لم تتحقق الوحدة التنظيمية، مسؤولية كبرى على عاتقكم أنتم في مواقع قيادة التنسيقيات والمجالس والهيئات واللجان.. ومن يتحوّل إلى عقبة في طريق ذلك لن يدخل في سجل التاريخ بصفة قائد ثوري ميداني مهما بلغ حجم الفصيل الثوري الذي يقف على رأسه، فالعبرة في الإنجاز.. وليس في العدد ولا الكلام..

يا أيها القادة الثوار.. اتحدوا.. قبل فوات الأوان، فالثورة ماضية إلى النصر الحاسم بإذن الله، وسيصنع الشعب الثائر قادته السياسيين وقادته الميدانيين على السواء، وستشهد سورية جيلا جديدا من القادة مثلما شهدت جيلا جديدا من الثوار صنع نفسه بنفسه.. وفي هذا الوطن الثائر لا يعبر عن الوفاء للشهداء والجرحى والمشردين والمعتقلين والمفقودين.. عن الوفاء لليتامى والثكالى والمصابين والمكلومين والمحرومين أحدٌ مهما بلغ موقعه التنظيمي إلا بقدر ما يسبق سواه إلى وضع نفسه وفصيله على طريق وحدة الكلمة والمنهج، وتنسيق الفعاليات المحلية والشاملة، ليكون مع الشعب الثائر يوم نصره المؤزر بإذن الله.