حوارات مع الثوار من بني العلمان 1

حوارات مع الثوار من بني العلمان 1

كنا قد وزعنا منذ ايام مقالا بعنوان "فتاوى للثوار", نقلنا فيه فتاوى للعلماء عن حال من يُقتلُ على أيدي شبيحة النظام, هل هم من الشهداء ومايجري عليهم من أحكام, كما أوردنا حكم العوايني في الشام و كيف يجب ان يتعامل معه الناس, ففوجئنا ببعض التعليقات والإستنكارات التي وردتنا, و ارتأينا عرضها مع الردّ عليها و ذلك على حلقات و من دون خوض في التفاصيل و الجزئيات, مبتدئين بحول الله تعالى بهذا المقال:

كتب أخٌ عزيز ثائر, يعني مصيبة فعلا ان تلجأ لمنطق من الف واربعمائه عام لتفسير ما يحصل الآن.

اذا كانت الثوره اسلاميه فقولوا لنا حتى نلتحق بها, رجاءً اترك النووي والبخاري على جـنَــَب, وتعال معي نشوف شو نعمل براجمات الصواريخ يلي افنت ودمرت البلد.

نحن في حاله حرب ولا داع للتفاسير, علينا الانتصار بأي شكل من الاشكال, من يثبت تعاونه مع العدو فتصفيته واجبه, وخلي النووي يجي يحارب معنا ومنشوف رأيه, بعدين: الله هو من يقرر من الشهيد ومن ليس بشهيد.

 الغسيل لن يؤذي ولن ينفع و أصلا هي عاده يهوديه وما زال اليهود يمارسونها حتى اليوم.

في الحروب ليس المهم التغسيل ولامن هو شهيد ومن ليس بشهيد, المتحدث هنا يقول ان كل من قاتل بمعركه و مات هو شهيد. يعني رجال بشار شهداء ايضا؟

كثير ممن ماتو في الحرب غير معروفي الهويه . فما حكم المسيحي يلي مات مع الثوار؟ 

ثم يقول من يموت تحت التعذيب ليس شهيدا . فلعمري هذا من اتفه ماسمعت.

اذا كانت المعاناه من اجل الحق هي التي يستحق الانسان ان يكرّم من اجلها فان من يموت تحت التعذيب لالف مره أحق بمرتبة الشهاده ممن يقتل بشكل فوري في المعركة.

ما نريده الان ليس الفتاوى بل نظام يتكفل باهالي الشهداء كي يستطيعوا ان يستمروا في الحياة خاصة ان معظم هؤلاء هم من كانوا يؤمنون المعيشه لعائلاتهم.

نحن نقاتل من اجل الاحياء ونستمد الشجاعه من الشهداء, لا نقاتل من اجل الموتى, لان الله كفيل بهذا انما علينا اتمام اراده الله تجاه الاحياء حتى يكتب لثورتنا النصر

رجاء اتركوا الدين لله . وعليكم ببشار الان.

نقول, المصيبة يا أخي ان ياتيَ من لا يفهمُ في الدين ليُعلِمنا التأويل و يفرضُ علينا التفسير,

و من الغريب كذلك أنك ترى كثيرا من الناس لايجادلون طبيبا في طِبِه, و لا مهندسا في هندسته, و لا حتى سباكا في كوعه و بلوعته, اما اذا وصل الامر للاسلام, فان الوحي ينزل عليهم من سابع سماء, ويصبحون من مفاتي البيت الحرام.

أخي بقعة ضوء تبحث في كل الاشياء و تتوجه الى كل اتجاه من بداية الثورة منذ زمان, وهذه  المرة الاولى التي نتعرض فيها لفتوى شرعية فنفاجئ بهذا الهجوم و الإعتراض, فأين اذاً الحرية؟

رأيك يا اخي بالنسبة للثورة يبقى شخصيا بك ولن نخالفك, لاننا وانت نطالب بالحرية ونسعى لنفس القضية, اما عندنا فهي ثورة اسلامية بكل المعايير بدءا من نقطة التجمع و الخروج و انتهاء بالشهداء و الجرحى و الاسرى و الحضور, و مابينها من هتافات تخرج ملئ الافواه و الصدور مع محاولة الطاغية و شبيحته من تكفير الناس و حضهم على النطق بالوهية الطاغية بشار.

لا مانع يا أخي من ان نبحث معاً عن حل للراجمات و الصواريخ و الدبابات, لكن لا يعني هذا ان ننسى اصلنا و فصلنا و ديننا الذي شرعُنا عليه قام.

الذي تحسبه غير ذي اهمية و بال, هو لغيرك الحياة و المصير الذي يسعى له كل حين و آن, في الحرب في السلم في الليل في النهار في السياسة في الاجتماع في الشارع في المدرسة في المسجد في كل مكان اعجبك ذلك ام لا, هذا رأينا و هذا ما نسعى اليه و الحَكَمُ بيننا و بينكم غدا صناديق الانتخاب,

الغريب انكم جماعة العلمانية, تنادون بالحرية دون ان تتقبلوها, بل و تفرضون قراراتكم الاجبارية و تتهمون غيركم بالديكتاتورية و تعتقدون ان الفهم محصور بالعلمانية!

ان رفعت الثورة شعار الاسلام اتهمتموها بأنها ديكتاتورية, فهل فَرضُ العلمانية عليها برأيك ديمقراطية؟

اليست الحرية ان يكون لنا حق الاختيار؟ فلماذا لا تتركها لوقت الاقتراع؟

ديننا ليس بِدْعاً من الاديان بل جاء مهيمناً عليها ومصدقاً لما بين يديه من الكتاب, وتغسيل الميت جزء من شرعنا, له نفس الاهمية التي لغيره, و شرعنا قطعة واحدة لا مجموعة من القطعْ حتى نختار منها ما يحلو لنا و ندعْ ما نشاء, وسواء فعلها اليهود او لم يفعلوها, و سواء ذكرتها بحسن النية ام بنقيضها, فهذا امر لم يعد يخيفنا فقد انتهى وقت الدفاع و نحن اليوم امة الهجوم مع الاخذ بالاسباب.

بالنسبة للمسيحي المغوار الذي مات مع الثوار, فتجرى عليه احكام شرعه الا اذا سمعنا منه قبل ان يموت قول لا اله الا الله محمد رسول الله

من يموت تحت التعذيب شهيد, و لكن لا تجري عليه احكام الشهيد الذي لا يحتاج الى تغسيل ان كنت من اهل التصديق, فليس التغسيل من جعله شهيداً بل الامر الذي مات عليه و من اجله.

تقول المهم ان ننتصر بأي شكل من الاشكال, و أنــــّى يتهيأ لنا الانتصار يا حبّاب و نحن أضعف من عدونا بمئات المرات ؟

ليس عندنا ما عنده من الآليات و الذخيرة أو العتاد, و قد خذلنا الناس و ما بقي لنا الا باب الله, كيف تنتصر العين على المخرز ان لم يكن بينها و بينه مَلَكٌ مقرب؟

كيف تقاوم البندقية الدبابة ان لم يكن صاحبها من اهل الولاية؟

الدين دين الله و كلنا لله, لكن لا يوجد في شرعنا مالله لله و مالقيصر لقيصر, كل شئ لله و كلنا نعمل لله و لدين الله و نتحرك بامره و نتوقف عند نهيه, وممّا يؤخر نصرنا, ليس طريقة تغسيل شهداءنا و لا فتاوى البخاري و النووي من علماءنا, بل امثال حضراتك أيها الأخ العزيز الثائر مع فائق وُدِّنَا و احترامنا.

و السلام