مصر.. دور الإعلام البديل بعد الثورة

مصر.. دور الإعلام البديل بعد الثورة

محمد حسين

[email protected]

ظهر مؤخراً على صفحات الانترنت حملة تحت اسم " أنا الرئيس" وتهدف هذه الحملة الى تقييم مرشحى الرئاسة المحتملين في مصر واختيار المرشح الانسب منهم, وانتشرت لهذه الحملة بعض الدعاية والإعلانات في مناطق متفرقة من القاهرة كما أصدر المسئولين عن هذه الحملة بيان على " الفيسبوك" يوضح اهدافها التى يقودها مجموعة من الشباب المستقل ويتم عقد لقاءات مع كل المرشحين للرئاسة, كما يتم تسجيل هذه اللقاءات عن طريق الفيديو حيث يتم طرح مجموعة من الاسئلة على المرشح ثم يتم نشره على شبكة الإنترنت بعيداً عن الإعلام الفاسد أو الموجه تجاه مرشح بعينه. ويتم أيضا تنظيم بعض الدورات لتوعية الشباب ثقافياً وسياسياً.

وبصرف النظر عن هذه الحملة ولما لها من ايجابيات او سلبيات فهى تمثل محاولة من مجموعة من الشباب الثأر للتغلب على مشكلة الإعلام الفاسد المستمر حتى بعد قيام الثورة ومحاولة ايجاد البديل لمعرفة من هو المرشح الأنسب بعيد عن اى تأثير او تدخل من جهات معينة بالدولة لتلميع او إظهار شخصية بعينها او حتى التقليل من شخصية على حساب الأخرى ويتم هذا بشكل كبير من الحيادية.

إعلام بديل

حيث يرى البعض ان هذه الحملة ما هى ألا امتداد الى فكرة الإعلام البديل في مصر قبل وبعد الثورة فقبل قيام الثورة انتشرت المظاهرات الفئوية للعمال والموظفين وتزايدت الاعتصامات والاحتجاجات الطلابية وتزايد عدد النشطاء وتم استخدام سلاح المدونات الإلكترونية بشكل قوى في محاولة للظهور الإعلامى بشكل كبير والضغط على المسئولين وإيجاد حلول للمشاكل التى اصابت الدولة.

واستمر ايضا هذا النوع من الإعلام بعد قيام ثورة 25 يناير بل وازداد نظراً لما فعله الإعلام الرسمي من تضليل ومحاولة تغيير الحقيقة فذهب البعض وخاصة الشباب الثأر الى هذه الفكرة ألا وهى الاعلام البديل.

فذهب البعض الى القيام بتجمعات ومظاهرات سلمية في التعبير عنهم وعن مطالبهم وأفكارهم وظهر هذا بشكل قوى في زيادة التظاهرات والاعتصامات من مجموعات مختلفة منظمة او غير منظمة والبعض الاخر ذهب الى تكوين مجموعات على الانترنت وتم استخدامه على نطاق اوسع في الحشد والتوثيق عن طريق المدونات او عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى " الفيسبوك " و "تويتر" او توثيق الاحداث عن طريق الربط بين التصوير بالمحمول والموقع الشهير " اليوتيوب" او حتى انشاء مواقع الكترونية كاملة للتغطية الإعلامية والسياسية.

وهو ما حدث بالفعل مع عدد من شباب الإخوان في انشاء موقع بديل للموقع الرسمي للجماعة تحت اسم " اخوان اوفلاين" محاولة منهم لنقد اداء الموقع الرسمي " اخوان اونلاين" في التغطية الاعلامية والمهنية خاصة اثناء الفترة التى لم تشارك فيها الجماعة في المليونيات او المظاهرات.

الوعى باستخدام الانترنت

ونتيجة اشاعة استخدام هذه الوسائل الالكترونية الحديثة ظهر جيل جديد غير تقليدي للتعامل مع الاحداث مما ادي الى وجود نقلة نوعية في المفاهيم لدي كثير من اطياف المجتمع, حيث اظهرت مجموعة من الاحصائيات والتقارير الى زيادة مستخدمي " الفيسبوك" في مصر

فقد كان عدد مستخدمي الانترنت قبل 25 يناير 21 مليون شخص ووصل الى 23 مليون بعد الثورة بزيادة ما يعادل 2 مليون مستخدم جديد.

كما تزايدت فترات استخدام شبكة الانترنت حيث اصبح المستخدم في مصر يقضى ما يقرب من 1800 دقيقة شهريا على الشبكة بعد احداث الثورة مقارنة مع 900 دقيقة قبلها.

ورصدت هذه التقارير اختلاف سلوك المستخدم المصرى على الانترنت بعد الثورة, فقد كان قبل قيامها يتم استخدام الانترنت في " الترفيه" اما بعد احداث الثورة اصبح المستخدمون "اكثر وعياً" باستخدام الانترنت في البحث عن الاخبار والمعلومات ذات المصدقية والتركيز على ايجاد مصادر للمتابعة الحية.

الاستفادة من الإعلام البديل

لا شك ان هذا النوع من الإعلام احدث طفرة نوعية وفكرية واستطاع ان يجذب الانظار اليه بفضل تغطية الاحداث والحصول على لقطات حصرية للإحداث الساخنة والمباشرة

بمجرد وجود صفحة على "الفيسبوك" وعدد من المقاطع على "اليوتيوب" يستطيع عدد قليل او حتى فرد واحد فقط بتوصيل رسالة والظهور والتأثير في بعض الاحيان وقد يكون لهذا الاسلوب سلبيات منها على سبيل المثال.

 قد تكون المعلومات المنقولة غير موثقة, او قد تكون التفاصيل غير كاملة لبعض الاحداث , او يكون هناك فبركة الكترونية عن طريق استخدام البرامج الخاصة بتغيير الصوت او الصورة.

لذلك يري البعض ان فكرة الإعلام البديل اسلوب ناجح في التعبير والتوثيق بشرط ان يتم استخدامه بحيادية وأمانة اذا كان اعلاميا او يكون بالشكل السلمي في حالة التظاهر او الاعتصامات وممكن استخدامه في عدد من المجالات لتطوير الوعى البشري وإيجاد بديل في حالة الفساد ليس فقط في الشئون السياسية او الاعلامية , بل من الممكن استخدام هذا الاسلوب في المجال الاجتماعى والثقافى او حتى الرياضى وأيضا على الجانب الدعوى عن طريق التركيز على الاشياء النافعة والقضاء على الافكار السلبية ومحاولة وجود حلول لها.