ثوار .. وقتلة 1

ثوار .. وقتلة !( 1 – 2 )

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

افتخر ولد شيوعي يزعم أنه من الثوار بإلقاء المولوتوف علي مجلس الشعب ومجلس الوزراء .. وقال : لو اختبأ جندي في مسجد فسوف نحرق المسجد لأنه لا قدسية لمكان!

هذا منهج حزب الكاتدرائية الذي يصر على تدمير الوطن ، والقضاء على الثورة الحقيقية التي قام بها الشعب المصري وأذهلت العالم بتحضرها وسلميتها ورقيها .

وهذا المنهج عند هذا الولد لا يختلف عند من هم أكبر منه سنا وأكثر خبرة في فن الولاء لمن يدفع ومن يحرض ومن يغالط ، فقد اتهم أحدهم المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري بتدبير الأحداث الأخيرة في بورسعيد والداخلية وخطف السياح حتى يستمر في رئاسة البلاد.

  وقد سأله كاتب : هل لديك دليل علي ذلك أم إن اتهاماتك مجرد استنتاج؟ إذا كنت تملك الدليل فأعلنه وسوف أضم صوتي إلي صوتك ليس لاستدعاء المشير ومحاسبته أمام البرلمان فقط. بل لمحاكمته أيضا. وإذا كان كلامك مجرد استنتاج فإنني أقول لك: قف عندك.. الاتهامات لا تكون بالتخمين والظن والأحلام لكن بالأدلة المادية التي لا تقبل الشك.

وهذه الأسئلة لا تلقى على أولئك الناس ، لأنهم لا يخضعون لعقل أو منطق أو قيمة خلقية ، ولكنهم يعملون وفقا للهوى الذي يحركهم ويقودهم إلى مواقع التهلكة .. تهلكة الوطن وتهلكة أنفسهم .

هؤلاء القوم لا يقر لهم قرار مذ وافق الشعب على التعديلات الدستورية ، في 19 من مارس 2011م فراحوا يطالبون المجلس العسكري أن يحكم ويظل حاكما لسنوات حتى يمكنهم من بناء أحزابهم المستحيلة ، وتنميتها من بضعة أفراد يشكلون ما يسمى ائتلافا إلى أحزاب تضم مئات الآلاف .. ثم تطوع بعضهم وأعلن أنه لا يمانع من تولي المشير طنطاوي رئاسة الجمهورية ولكنهم الآن لا يصبرون لمدة شهور ثلاثة حتى يتم انتخاب رئيس مدني للبلاد ويطالبون بتسليم السلطة على الفور .. وتسألهم لمن ؟ فلا يجيبون !

كلما خطا الشعب خطوة للأمام في سبيل بناء مؤسساته الدستورية وبدء تحقيق آماله الثورية ؛ انطلق الثوريون المزيفون والمناضلون المأجورون بمعزوفة تعطل الخطوة ، وتثير البلبلة ، وتحطم الآمال ، وتجعل الناس يشكون في أنفسهم ، فضلا عن تخريب المنشآت وتعطيل مصالح الناس ، ومنح اللصوص الكبار وخصوم الوطن فرصة العمل لمزيد من تجريف القيم والأخلاق والاقتصاد!

ماذا يعني أن يذهب بعضهم بأعداد كبيرة إلى مجلس الشعب في يوم 31 يناير وفي أثناء انعقاد ثالث جلساته بحجة تقديم مطالبهم  مصحوبة بالبذاءة  والشتائم المدعومة بالنبابيت والشوم وزجاجات المولوتوف ، ويجدون من يحمل صفة نائب يدافع عنهم ويتبنى بذاءاتهم وسبابهم وبلطجتهم ؟

إن حزب الكاتدرائية الذي يتكون من بقايا الشيوعيين والأناركيين الفوضويين والناصريين والليبراليين والعلمانيين والمتمردين الطائفيين ، لا يريد لهذا الوطن أن يكون مسلما ، فضلا أن يعبر عن إسلامه وعقيدته مثلما تقول حقوق الإنسان على الأقل .

يمكن في نظرهم أن يكون الشعب من عباد البقر أو عباد الشيطان أو عباد النار أو ملحدا أو مشركا أو بوذيا أو هندوسيا أو يتنصر أو يتهود ، لكن ليس من حقه أن يكون مسلما ، فالإسلام عند حزب الكاتدرائية مرفوض بل خط أحمر يستوجب كل ألوان العقوبات التي تعرفها البشرية ، وحين خالف الشعب المصري تعليمات حزب الكاتدرائية وعبر عن انتمائه الإسلامي واختار الأغلبية الإسلامية للنيابة عنه في مجلس الشعب جُنّ جنون الحزب المدمر ، وأعلن الحرب على الدولة كلها وسعى لإسقاطها وتقديمها على طبق من فضة للأعداء والخصوم !