قراءة في جوانب مختلفة عن الثورة السورية

قراءة في جوانب مختلفة عن الثورة السورية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

بعد سيطرة الانكليز على مصر , شاهد أحد الضباط الانكليز رجلاً مصرياً يجلس  بجانب النهر ويعذف على ربابته ويغني بصوت عال , فسأل الانكليزي المترجم مالذي يقوله هذا الرجل في غنائه ؟

فقال إنه يغني لحبيبته  ويقول (مين ياللي يجبلي حبيبتي ) , فابتسم الانكليزي وقال : إن هذا الشعب يسهل استعماره , فكان الأولى فيه أن يقول أنا سآتي فيها أينما تكون .

الثورة السورية المباركة حتى تصل لمبتغاها وتحقيق أمانيها , فالواجب على أبطالها وحرائرها وأحرارها , أن يعتقدوا اعتقاداً راسخاً في داخلهم , في أن الحبيب أو الحبيبة لن يجلبهما أحداً لمقرهما إلا هما (أحراراً وحرائر ) . فالحبيب مخطوف من قبل عصابات مجرمة , وحتى يهنأ الحبيبان بحبيبتهما , فعلى الحبيب أن يثبت لحبيبته أنه هو فارسها الأوحد , وعندها لن تعدمه الوسائل للوصول إلى هدفه الحقيقي المنشود , وهذه الحقيقة نجدها واضحة أمامنا في المناطق الثائرة كلها , وما يجري في باب عمرو إلا صورة واضحة لهذه العقيدة الراسخة .

كلمات عن رسالة الظواهري زعيم القاعدة :

قبل الانتخابات الأمريكية عام 2004 بيومين وجه أسامة بن لادن رسالة للشعب الأمريكي , وكانت تلك الرسالة أكبر حملة دعائية لبوش الإبن , جعل الكثير من الأمريكيين يغيرون رأيهم لصالح جورج دبليو بوش , ليفوز بشكل ساحق على منافسه الديمقراطي جون كيري .

أتحفنا الظواهري برسالة قاعدية جهادية , ليثبت فيها ادعاء عصابات الاجرام , أن هذه العصابات تحارب عصابات تابعة للقاعدة , وبالتالي لكي يتحول الدعم العالمي من دعم الثورة إلى عصابات الأسد , وبالتالي تتضافر جهود العالم لإسقاط الثورة السورية .

حتى لاننتظر طويلاً

أشارت منظمة الشفافية الدولية قبل الثورة , أن 95% من الناتج القومي السوري يتركز بيد 5% من الشعب السوري , بينما ال95% من السكان يتقاسمون ال5% من الناتاج القومي .

فلو اعتمدنا النسب أعلاه نستطيع أن نستنتج أن أهم عوامل الثورة هو الفقر , يليه التهميش والاقصاء والقبضة الأمنية , وأن الذين تقع على كاهلهم الثورة هم من هذه الطبقة الفقيرة , وبالتالي فالخطاب الثوري والذي انطلق في البداية تحت شعار حرية ....حرية , والشعب السوري واحد...واحد .قد استطاع الشبيحة والمتطرفين من كل الطوائف السورية , وممارسات الشبيحة والأمن وعصابات الأسد تحويل الشعارات إلى شعارات طائفية سنية شيعية , اسلامية ..اسلامية , ثم في نفس الوقت يطلب من الذين تعنيهم هذه الشعارات بالعقاب والتصفية , الانضمام للثورة !!!.

بينما القاعدة الذهبية في إضعاف العدو , هو تكذيبه في كل ادعاءاته , وفي نفس الوقت ترغيب المساندين له , في العزوف عن مساعدته , فإن لم يكن بالامكان جعله صديقك , فعلى الأقل أن تجعله على الحياد , حتى تضعف عدوك وتستطيع القضاء عليه , ولكن بمثل هذه الخطابات كأنك تقول لكل من لايحب النظام وهو في قرارة نفسه يتمنى سقوطه , ولكن هذه الشعارات لاتجعل له خيار آخر , ألا وهو الاستماتة في الدفاع عن النظام , وبالتالي تجبره على الاجرام , وهنا يأتي التعبير النفسي ( صناعة مجرم ) .

فالخطاب الثوري يجب أن يركز على الانسان وكرامة الانسان وصناعة المواطن الصالح , وأن أهداف الثورة هو العدالة والتنمية والحرية , وهي ثورة فقط ضد عصابات إجرامية سيطرت على الحكم منذ عقود ويجب إزالتها . وتوزيع الثروة بشكل عادل , وبعد سقوط هذه العصابات , نترك الأحزاب والحركات السياسية تعرض برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية , والذي يختاره الشعب , يجب التسليم فيه فهو اختياره وهو تعاقد لفترة محددة فإن حقق أمنيات الذين اختاروه , حتما سيكون له فترة أخرى , وفشله هو الذي يتحمله

كل ماعلينا فعله ترك العمل الجهادي للجيش الحر وتشكيلاته ودعمه بكل الامكانيات , وندعو كل من يؤيد النظام التخلي عنه وأسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان يدعو الله (اللهم أيد الاسلام بأحد العمرين , عمرو بن هشام "أبو جهل" أو عمر بن الخطاب ) .