أفكار للتصعيد الثوري

أحلام النصر

  إن العمل لإسقاط النظام وحل المآسي في سوريا ينقسم إلى عمل داخلي وعمل خارجي كما نعلم جميعاً ، لن أركز في كلامي الآن على النخب السياسية ؛ فهذه لها توجهاتها ومضمارها الخاص والذي يستلزم سرية عالية لا تمكّن كل الناس من معرفة ما يدور على الأقل في الوقت الحالي – وكل شيء جائز - ، وقصارى الأمر – أو حسبما يبدو لنا بالأدق - : أن تتحرك بشكل دبلوماسي وسياسي وتمارس الضغط والعزلة السياسية وتطالب بالحظر الجوي والمنطقة العازلة وطرد السفراء .. لكن ماذا يمكن أن نصنع نحن كأفراد ؟ ..

  هذه بعض الأفكار المتواضعة جداً ، وليأخذ كل ما يناسبه ، وليضف عليها ما يساعد الثورة ويخدمها أكثر وبشكل صحيح ..

*في الداخل :

1- تصعيد المظاهرات ولا سيما المظاهرات الطيارة[1] .

2- الحرب النفسية ؛ على صعيد الجماهير : من التكبير والأناشيد وكل ما من شأنه إتلاف أعصاب الشبيحة ، على صعيد رجال النظام : تهديدهم المستمر بالعقاب (ومعاقبة بعضهم فعلاً من قِبل الجيش الحر) ما لم ينشقوا عن النظام ، وإقناع مَن يمكن الوصول إليه من الضباط بالانضمام إلى الثورة أو الوقوف على الحياد على الأقل .

3- انضمام الشباب لكتائب الجيش الحر : ومن المفيد جداً أن يقوم شباب كل حي بتشكيل جماعة لها مهامها الخاصة (بشرط : أن يكون ذلك كله تحت إشراف الجيش الحر منعاً للفوضى والتحرك العشوائي والخطط الارتجالية) ، ويا حبذا لو ينشئ الجيش الحر كتائب خاصة بالفتيات أيضاً .

4- الإضراب الكامل مع مراعاة ما يلي :

أ. على التجار أن يفرغوا متاجرهم من الأشياء الثمينة والمؤن حتى لا يجد الشبيحة شيئاً يستحق السرقة من جهة ، وحتى لا يُحجم التجار أنفسهم عن الإضراب ويأسفون على ضياع أموالهم من جهة أخرى .

ب. على السكان الإضراب عن الشراء في حال لم يضرب التجار عن البيع ، كما عليهم الاقتصار على شراء الطعام والشراب والدواء وتخزين المؤن استعداداً للأيام الطويلة القادمة .

5- على أي مطلوب للمخافر (مهما كان نوع الطلب لأنهم كاذبون مخادعون مجرمون) عدم الذهاب إلى المخابرات لأنه لن يعود ! ، كما على أي مطلوب للجيش من باب أولى عدم الذهاب ، كما على الناس عدم دفع الفواتير والضرائب وخلافه .

6- على شباب العائلة الواحدة التجمع في بيت واحد للدفاع عن حرمته ضد أي شبيح يحاول اقتحامه ؛ حتى يعد الشبيحة حتى الألف قبل اقتحام أي بيت ؛ لأنهم جبناء .

7- على كل فتاة الاحتفاظ بسكينة تكون كأنها جزء منها ؛ وذلك للدفاع عن نفسها دون رهبة أو تردد ، كما تجدر الملاحظة بتخفيف الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى وبمرافقة محرم (مع السكينة طبعاً !) .

8- على الناس التكاتف والتعاون واقتسام اللقمة والدواء ، وابتكار أفكار للتخفيف من شدة البرد ؛ على سبيل المثال : يُنصح بالادهان بالزيت إن وُجد أو بالشحوم ، فمفعولها جيد إن شاء الله .

9- تخصيص جزء كبير من مساعدات الخارج للجيش الحر (لكي يتمكن من شراء الأسلحة).

ولا ريب أن شعبنا الذكي لديه أفكار ممتازة أفضل مما ذُكر .

*في الخارج :

1- الدعم المادي ، ويكون حسب الأشخاص الموثوقين أو الجمعيات الموثوق بها ، بحيث تكون المساعدات دائمة ولأكثر من جهة (ولن يضيع على المغترب أي قرش على مسؤوليتي ؛ لأنه سيعود إلى وطنه إن شاء الله في النهاية !).

2- الدعم الإعلامي ؛ عبر تجميع الأخبار والمعلومات وتوثيقها ونقلها بشكل مكثف و(منظم) للعالم والرأي العالمي والمنظمات الإنسانية والسياسية (مع أنني أشك فيها كلها ، لكن لعل وعسى !!).

3- الدعم الإلكتروني ؛ ويكون عبر دعم صفحات الثورة والتنسيقيات ، وتهكير المواقع الأسدية (مواقع الوزارات وغيرها) وصفحات الشبيحة وأجهزتهم ، وخاصة أنهم لا يجيدون هذه الأمور كالثوار ، على فكرة موضوع تهكير الأجهزة مفيد جدّاً لمن يهرِّب المساعدات للداخل ، ومفيد كذلك لمن هو مطارَد .....إلخ .

4- العمل على مساعدة المعارضة الخارجية وتشجيعها باستمرار : بالرأي والمشورة ، وبنقل طلبات الشعب ومستلزماته ، وبحثها على الإسراع في اتخاذ الخطوات الحاسمة ......إلخ .

5- دعم الجيش الحر على كافة الأصعدة وانضمام شباب الخارج أيضاً إليه .

6- الإعداد من الآن لسوريا الغد على نطاقين : نطاق سريع ؛ ويتضمن التخطيط لتعويض المتضررين وكفالة أيتام وأسر الشهداء ، ونطاق عادي ؛ ويكمن في التخطيط لبناء سوريا المستقبل من كافة النواحي : السياسية والعمرانية والعلمية والتربوية وغيرها ، حتى لا نصطدم غداً بكم العمل الهائل الذي ينتظرنا ! .

تذكروا :

1- الحذر ثم الحذر ممن يحاول بناء نفسه على أكتاف الثورة ؛ حيث يستغل صمت المجبرين والمطاردين من أقرانه أو عدم وضوح مواقفهم ليُشعِر الناس أنه أفضل منهم لغاية في نفسه !!! ، أو يوزع التهم يميناً وشمالاً كيفما يحلو له !!! ، لا نريد أن ننشغل الآن بالقيل والقال وتخوين فلان وعلان وكأننا اطلعنا على السرائر وألممنا بحياة كل إنسان وظروفه !!!! ... فرب ساكت يعمل في السر خير من متكلم آمن على نفسه خارج البلاد لا يحرك سوى لسانه !!! ..

2- التوكل على الله تعالى والالتجاء إليه بالدعاء والإكثار من الاستغفار والصدقة ، والإصرار والثبات ، ((فالمعول عليه هو الشعب والشعب وحده)) ، ولولا الله تعالى ثم الشعب لما اهتم العالم بنا ولما تكلم بقضيتنا أصلاً ، ولما جن جنون النظام ولما تقدمنا خطوة واحدة !! ... فاثبت أيها الشعب واعمل كل ما تستطيعه قدر ما تستطيع وتوكل على الله وأحسن علاقتك به والنصر قريب إن شاء الله تعالى .

                

[1] المظاهرات الطيارة مظاهرات سريعة جدّاً ومدتها قليلة للغاية ، بحيث يتجمع الشباب ويرسلون واحداً منهم إلى الأمن ليخبرهم أنه توجد في المكان الفلاني مظاهرة حاشدة وضخمة ، فيحشدون جموعهم ويتحمسون ، وبينما يكونون قد شارفوا على الوصول إلى مكانها : تكون قد انفضت وبدأت في مكان آخر !!! .. فيتعب الشبيحة من اللهاث المسعور وراء المظاهرات دون فائدة ! .