لماذا كل هذا الخوف من الإسلاميين؟

لماذا كل هذا الخوف من الإسلاميين؟

رضا سالم الصامت

تونس كما هو معلوم هي مهد " الربيع العربي" عندما أشعل البوعزيزي النار في جسده ااحتجاجا على الفقر و الخصاصة وقمع حكومة بن علي  المتزايد  لكل الشباب التونسي و خاصة  أصحاب الشهائد العليا  الذين يعانون من البطالة و قلة ذات اليد  .

 هذه صيحة إن صح التعبير ، أحدثت صدى واسعا  في عدة مناطق من بلدان العالم الذين تعاطفوا مع " البوعزيزي " و هو الذي أشعل الثورة التونسية التي كانت سببا في إنهاء حكم  الطاغية " بن علي و أتباعه"  ....

 بطبيعة الحال،  من المعروف ،  أن زعيم حركة النهضة الشيخ الفاضل و المفكر العربي التونسي راشد الغنوشي الذي اضطر للعيش في بريطانيا  أزيد من عشرين عاما بسبب مضايقات شرطة بن علي ، كان من أشد المعارضين لسياسة القمع التي  مارسها الرئيس السابق  بن علي على شعبه . و اثر عودته إلى ارض الوطن تونس في كانون الثاني (يناير) 2011 ... قادما من بريطانيا...استقبل من طرف الشعب التونسي  استقبالا حارا .. و بذل منذ ذلك الوقت جهودا كبيرة في التأكيد على أن حزبه حركة  لن تفرض قيودا على المجتمع التونسي أو على السياح الأجانب  الذين يحبون قضاء العطلات على شواطئ البلاد.

حركة النهضة الإسلامية ،  هي حزب معتدل فاز في أول انتخابات حرة نزيهة في تونس ،انه حزب إسلامي  له تأثيرات في المنطقة و له تأثيرات داخل تونس و كان حزبا محظورا في عهد بورقيبة و بن علي  . اليوم و بعد أن  وثق به كل التونسيين ، فان هذه الحركة المعروفة بأنشطتها الإسلامية أصبحت تتنافس على السلطة بعد فوزها بأكثر مقاعد في المجلس التأسيسي و بعد ثوراتالربيع العربي.

وسعيا لطمأنة العلمانيين في تونس ودول أخرى تخشى على قيمها الليبرالية، حيث قال مسؤولون بالحزب أنهم سيتحالفون مع حزبين علمانيين في ائتلاف مؤقت موسع يحكم البلاد. والنتائج أظهرت أن الشعب التونسي متمسك بهويته الإسلامية و لحد الآن فان  حركة النهضة ... تطمئن  المستثمرين والشركاء الاقتصاديين سواء داخل تونس أو خارجها و تشجعهم على الاستثمار و تدعيمهم ، و إيجاد مواطن شغل من أجل  تقليص البطالة .

 في الحقيقة ، إن حركة النهضة و بفوزها المنقطع النظير  ، سوف تواجهها تحديات كبرى و يتعين عليها أن تكون في مستوى الثقة التي منحها لهم شعب تونس  و كما يتعين على الطبقة السياسية أن تكون في مستوى الشعب الذي قدم درسا في الديمقراطية للعالم.

و في المغرب فاز حزب العدالة و التنمية الإسلامي  بما يقارب عن 107 مقعد في البرلمان ال395 في الانتخابات التي جرت أخيرا و بحصول حزب الاستقلال على المركز الثاني ب 60 مقعدا  مما يشكل ائتلاف بين الحزبين فقد يكلف ملك المغرب محمد السادس رئيسا للحكومة الجديدة من العدالة والتنمية، يشغل 47 مقعدا في البرلمان السابق. وبموجب دستور جديد تم إقراره بأغلبية كبيرة في استفتاء جرى في تموز / يوليو 2011، و عين العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس الوزراء من الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، أي العدالة والتنمية الإسلامي.

العاهل المغربي " محمد السادس " الذي اعتلى عرش الملكية التي تحكم المغرب منذ 350 عاما، اقترح تعديلات دستورية تحد بعض صلاحياته شبه المطلقة بينما تهاوى حكام عرب تحت وطأة احتجاجات شعبية في دول مجاورة في كل من تونس ومصر وليبيا ومع بدء احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في بلاده بالذات.

أما في مصر هناك فزع إسرائيلي من نتائج الانتخابات في  مصر و في  أول مراحلها ،التي أشارت إلى نجاح  الإخوان المسلمين والسلفيين بأكبر عدد من مقاعد مجلس الشعب القادم ،إسرائيل شديدة القلق إزاء  قيام الإسلاميين في الحكومة الجديدة ما بعد ثورة 25 يناير 2011 ، و الخوف كل الخوف من إلغاء اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل بسبب اكتساح الإخوان المسلمين الانتخابات .

إسرائيل مهتمة بمحاولة الحكومة الجديدة لإصلاح اقتصاد مصر وان تتعهد الحكومة المقبلة باحترام المعاهدات الدولية وعلي رأسها معاهدة ” كامب ديفيد” للسلام بين مصر وإسرائيل .

الجدير بالذكر أن الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل أعربت من قبل عن مخاوفها من اكتساح الإسلاميين في مصر وسوريا و وصولهم للحكم مثلما سيطرت حركة حماس  على قطاعغزة. لكن السؤال يظل مطروحا لماذا كل هذا الخوف من الإسلاميين ؟