دجاجة مصر تبيض وديك الإمارات يقيق

محمد شركي

[email protected]

جريا على عادته نشر موقع هسبريس ذو التوجه العلماني من باب النكاية في حزب العدالة والتنمية مقالا تحت عنوان : " هذه أسرار هجوم خلفان على بنكيران ووصفه الإخوان بالبغال " ومما تضمنه المقال أن نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي المدعو ضاحي خلفان تميم دخل على الخط في صف الانقلابيين على الشرعية والديمقراطية في مصر بعد أن اتخذ الإعلام المغربي موقفا منسجما مع قناعة الشعب المغربي الذي أدان الانقلاب العسكري في مصر ، ووقف مع الشرعية والديمقرطية فأخذ يغرد بكلام يعكس مدى حقده على جماعة الإخوان المسلمين ، بل على كل من له توجه إسلامي في الوطن العربي . ومما نسبه مقال هسبريس لهذا المسؤول الأمني قوله : " الإخوان عصابة في كل دولة " و " لهم أجسام البغال وعقول العصافير " كما أنه تكهن بسقوط حزب العدالة والتنمية المغربي بعد عام ، ووصفه بأنه حزب بلا عدالة ولا تنمية . ولئن صحت رواية موقع هسبريس فإن هذا المسؤول الأمني الإماراتي قد جاز قدره ، واعتدى واستوجب أن ينال جزاء اعتدائه . وأول تعليق على هذا المقال أن صاحبه وجد في تغريد خلفان ما ينفس عن مكبوته تجاه حزب العدالة والتنمية ، ذلك أن التوجهات العلمانية في العالم العربي أطربها الانقلاب العسكري في مصر ، وتمنت أن يحذو العسكر في البلدان العربية التي آلت فيها الأمور إلى أحزاب ذات توجهات إسلامية حذو عسكر مصر خصوصا في تونس والمغرب لأن التجربة الديمقراطية تقلقهم عندما تفرز فوز الأحزاب الإسلامية ، ولا يعترف العلمانيون إلا بديمقراطية تفضي إلى فوزهم ،فإن لم تفض إلى فوزهم فما هي بديمقراطية .وثاني تعليق أن المسؤول الأمني الإماراتي ينطبق عليه المثل القائل : " الدجاجة تبيض والديك يقيق " من فعل قاقت تقيق الدجاجة إذا صوتت وهي تبيض . ويمكن للرأي العام الوطني والعربي أن يحكم على تربية هذا المسؤول الأمني من خلال تغريده على التويتر . فالذي يصف بني آدم وقد كرمهم الله عز وجل ،وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا بالبغال ، فهو عديم التربية ، وقد أثبت ذلك لنفسه بما نطق وما سطر . ولقد استوقفني لغويا اسمه الثلاثي فهو ضاحي خلفان تميم . أما الضاحي فهو الذي تصيبه الشمس ، وهو من لا ظل له لقول العرب " شجرة ضاحية " أي بلا ظل ، ويقال للهالك أيضا " ضحا ظله " . ولا غرابة أن يحمل هذا الشخص هذا الاسم لأنه لا ظل له، بل هو ظل الذين أملوا عليه أجندة التورط في الانقلاب العسكري في مصر والصراع المسلح في ليبيا ، فهو ظل أسياده وويح أمه إن لم يلتزم بما في الأجندة وقد أحاطت به جيوش الأسياد في خليجه وإماراته ، وهي تعربد هناك كما تشاء . وأما خلفان فلفظة تطلق على كل متخالفين في الصفة ، و العرب تقول " له ولدان خلفان" إذا كان أحدهم عاقل والآخر أخلف أو خالفة أي أحمق و قليل العقل ، ويسمى الأعسر والأحول أخلف أيضا . ومن يصف من يخالفه الرأي والاعتقاد بالبغال هو أخلف لا محالة سواء تعلق الأمر بقلة عقله أو بحوله الذي يحول دون رؤيته الأمور رؤية سديدة ، ولا يصدر مثل هذا الكلام إلا عن فم يعكره الخلوف . وأما تميم فهو الذي تتم عنه العين أي تدفع، وذلك بتعليق التميمة له ، ولا شك أن ما صدر عن هذا الرجل من إساءة لغيره يدل على أنه يحتاج إلى تميمة تدفع عنه رجس الشيطان الذي استزله للجهر بالسوء والتغريد به . ومعلوم أن الإساءة من طرف شخص أو جهة أجنبية إلى حزب مغربي شرعي معترف به، وأكثر من ذلك قد حاز ثقة الشعب تعتبر إساءة إلى هذا الشعب الذي تربطه أواصر الأخوة المتينة مع الشعب الإماراتي الشقيق. وإساءة خلفان إلى الشعب المغربي من خلال الإساءة إلى حزب العدالة والتنمية إنما يلزمه هو شخصيا ، ولا يلزم خيار وفضلاء دولة الإمارات الشقيقة . ولا يجب أن ينسى خلفان أنه يجد في المغرب كرم الضيافة المنقطعة النظير ، ويسرح في فيحائه كما يريد بل يملك فيه الضياع والجنان ، ويقنص وحشه كما يشاء ، و لا يعتبر ضيفا بل صاحب الدار لأن المغاربة إذا زارهم الضيف وجدهم هم الضيوف وهو رب المنزل لأن تربيتهم أصيلة ، وهم قوم تأبى أخلاقهم شرفا أن يؤذوا بالأذى من ليس يؤذيهم . ومن المثير للسخرية كما جاء في مقال هسبيرس أن الذي حز في نفس خلفان هو طريقة استقبال رئيس الحكومة له في حفل الذكرى الثالثة والأربعين للعيد الوطني الإماراتي حيث أقام سفير دولة الإمارات حفلا في فندق ذي خمس نجوم في العاصمة حضره السيد بنكيران ، وحين قدم له السفير خلفان بصفته نائب رئيس الشرطة في دبي عقب رئيس الحكومة بالقول " الأخ من الشرطة يا هلا " ولسنا ندري ماذا كان يريد خلفان من السيد بنكيران أيقبل يده أم يشتم أنفه وخلوف فمه ؟ ويبدو خلفان راكبا غروره لأنه يعتقد أن منصبه في جهاز الأمن الإماراتي سيجعله كذلك حيثما حل وارتحل ، ولا يدري أن المناصب في بلدان أصحابها لا تغني عنهم شيئا إذا سافروا إلى بلدان غيرهم . وإذا كان السفير الإماراتي معتمدا في المغرب رسميا ، وتقتضي البروتوكولات أن يستقبل استقبالا رسميا فلا اعتماد لنائب رئيس شرطة دبي في المغرب ، وكان من حق السيد رئيس الحكومة ألا يمد له يده أصلا بله يستقبله ويرحب به . وأخيرا لا بد أن نشير إلى أن خلفان قد أساء التقدير عندما قاس المغاربة على المصريين ، وظن أنه يستطيع أن يتصرف في شؤون المغرب كما تصرف في شؤون مصر السائبة حيث تدخل بمال الشعب الإماراتي لشراء ذمم ضباط مصريين أشرار لا خلاق لهم فانقلبوا على رئيسهم الشرعي والمنتخب ديمقراطيا . والمغاربة ليسوا في حاجة إلى انتظار نبوءة خلفان التي تنبأت بسقوط حزب العدالة والتنمية بعد عام ، لأن المغاربة يملكون زمام أمورهم ويرفعون من شاءوا ويسقطون من شاءوا ، ولا يقبلون وصيا عليهم ولا ناصحا خصوصا من بلد خليجي لا يعرف معنى للديمقراطية ، ولا يتعلق بغبار ديمقراطية المغرب. ومعلوم أن خلفان له مخ البغال حيث التبس عليه أمر الأحزاب الإسلامية في العالم العربي فهو يعتبرها جميعا أحزاب الإخوان المسلمين لأن الإخوان المسلمين في الإمارات يقضون مضجعه ، لهذا اختار أن يهاجم كل من له صلة بالإسلام وينعته بنعت من يرعبونه في عقر داره . ومما يخشاه خلفان وما هو إلا ظل أسياده في الغرب وتل أبيب أن تنجح تجربة الأحزاب الإسلامية في بعض البلدان العربية فيقول له أهل داره من الإسلاميين ما بال الإمارات لا تحذو حذو غيرها في النهج الديمقراطي ؟ وخلفان إنما هو أداة يوظفها الذين يتوجسون مما يسمونه الإسلام السياسي ، وقد رأوا له نماذج في تركيا ، وغزة . وخلفان إنما يخشى على ما راكمه من ثروة على حساب شعب الإمارات، لهذا قاق ليبيض السيسي ، وهذا الأخير إنما أسال لعابه بول وضراط بوتفليقة فوظف إعلامه المأجور المنحط أخلاقيا لينال من شعب المغرب الأبي الشامخ الذي وقف مع الجزائر في محنتها يوم كانت محتلة ، وأرسل جنوده البواسل ليموتوا فوق أرض مصر لتحريرها من الاحتلال الصهيوني ، ولم يلتفت إلى إساءة عبد الناصر ولا إلى إساءة بنبلة وبومدين . ولا شك أن نبوءة خلفان بزوال حزب بنكيران ستنقلب عليه انقلاب السحر على صاحبه لأن المكر السيء إنما يحيق بأهله .