في مخيم شاتيلا

عشرات العائلات الفلسطينية في مبانٍ آيلة للسقوط

عمر موسى

تعيش عائلات فلسطينية حالةً مزمنة من القلق جراء المخاطر التي تحيط بها، إذ تسكن هذه العائلات في شقق داخل أبنية أنشئت بطريقة عشوائية لم يراعِ فيها صانعوها المعايير الهندسية للبناء، وهي مهددة بالسقوط في أية لحظة.

فقد تزايد عدد سكان المخيم بشكل ملحوظ في السنوات العشر الأخيرة، لكن الزيادة في العدد لم تصحبها زيادة طبيعية في البناء. إذ إن أصحاب تلك المنازل عمدوا إلى مضاعفة عدد الطوابق على أسس غير مدروسة، فالبيوت القديمة التي بناها اللاجئون صممت لطابق أرضي أو لطابقين، ولم يؤخذ بالحسبان أن الأبنية ستكون من خمسة أو ستة طوابق تعلو فوقها. لذلك لا يوجد أساسات صلبة ولا أعمدة متينة تحمل أوزان الطوابق بمن فيها.

لمــاذا؟

يقول أبو حسن (مهندس من المخيم، ومطلع على البناء في أيضاً): إن معظم الأبنية هنا لم تُجرَ لها دراسة إنشائية؛ أي دراسة لطبيعة التربة ومدى قدرتها على التحمل، كذلك لم تُبنَ لها قواعد (الشناجات) ولم تغرس أعمدة في باطن الأرض لتثبيت الابنية.

ويلفت ابو حسن إلى أن هناك طوابق عليا لا توجد فيها أعمدة، وهو ما أكده شهود عيان من سكان مخيم شاتيلا، إذ قام المعمرون ببناء جدران وزوايا من الأحجار (الخفان) ومن ثم أنشأوا السقف على تلك الجدران. ويرى أن تلك الأبنية معرضة للسقوط أكثر من غيرها في حال حدوث هزات أو زلازل أو جدار صوت قوي، لأن الاعمدة الموجود في المبنى ضعيفة وصغيرة الحجم بالنسبة إلى سماكة السقف وثقله، مضيفاً أن خلطة الباطون (المونة) غير متينة ونسبة الإسمنت قليلة فيها، ما يجعلها هشة وغير صلبة.